إعلان
إعلان

هل هي قطيعة مُحتملة؟

فضيل شرف
09 سبتمبر 202112:22
156

سبق وذكرت في مقالي الأخير محاسن الناخب الوطني جمال بلماضي وأثنيت على تحكمه الجيد في المجموعة بفرضه قوانين صارمة ونجاحه في تطبيقها بحذافيرها، وفي المقابل أشرت في المقال نفسه أنه بشر وهو معرض للنقد كغيره من الفنيين في العالم.

لن أتكلم في الجانب الفني لأني لست محللا ولا اختصاصيا في النهج الفني والتكتيكي، لكن من حقي إبداء رأيي في أمور يمكنني الحديث عنها، منها الجانب الإعلامي الذي أنتمي إليه.

التلفزيون العمومي حُرم من تغطية كواليس المنتخب الوطني على غير العادة، وهو صاحب الحصرية في مباريات الخضر بما أنه اشترى حقوق البث بأموال باهظة، ومن المنطقي أن يضع خطة عمل لضمان الربح تجاريا من خلال ضمان خدمة عمومية مميزة للمشاهد الجزائري المتطلب، لكن المحير في الأمر هو أن الناخب الوطني جمال بلماضي هو من قرر منع المؤسسة العمومية من هذه التغطية مثلما أكده زملاؤنا الصحفيين، هل يحق للناخب الوطني اتخاذ قرار كهذا ودون تقديم الأسباب؟ وهل يعلم أنه بهذا القرار تسبّب في حرمان مؤسسة التلفزيون من عائدات مادية معتبرة؟ ومن سيعوض المؤسسة العمومية إذا طالبت بذلك؟

من المعلوم أن الاتفاقيات تمت بين الاتحاد الجزائري لكرة القدم ومؤسسة التلفزيون الجزائري، وبالتالي الاتحاد وحده يمكنه أن يصدر قرارات بما أنه على علم بما تم في الاتفاق بين الطرفين، وهنا نتساءل: كيف تركت الفاف شخصا آخر يقرر في مكانها حتى ولو كان الأمر يتعلق بالناخب الوطني؟
زملاؤنا في التلفزيون ظلوا يكررون جملة "بلماضي منعنا من التنقل مع المنتخب الوطني إلى المغرب"، ما الذي يقصده الزملاء؟ هل هي بداية لقطيعة محتملة بين مؤسسة التلفزيون العمومي واتحاد الكرة في الجزائر أم هناك شيء آخر يُطبخ في الخفاء؟... الأيام المقبلة ستجيبنا على هذا التساؤل.

كان على الناخب الوطني التركيز على الجانب الفني وما ينتظر فريقه أمام المنافس المباشر على ورقة المرور إلى مباراة السد المؤدية إلى مونديال قطر 2022، وترك الأمور الأخرى لأصحابها، فحتى وإن كانت النتيجة إيجابية إلا أننا ملزمون بالتوقف عند أمر ليس في مكانه، فكما يحتج بلماضي على الأمور اللوجستيكية التي تعرقل عمله، من حقنا أيضا الاحتجاج على شيء نرى أنه ليس في مكانه، فالجمهور الجزائري حُرم من مشاهدة منتخبهم بعيدا عن المستطيل الأخضر ومؤسسة التلفزيون لم تحقق الأرباح التي كانت تترقبها بسبب اختلال برنامجها، وبالتالي نرجو ونأمل أن تتوقف مثل هذه الأفعال ويتقيد كل شخص بعمله دون تدخل في شؤون الآخرين.

 **نقلاً عن جريدة أصداء الملاعب الجزائرية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان