
لا أجد وصفا أقل حدة من "الفشل" لوصف ما تقوم به اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة المصري برئاسة عمرو الجنايني، التي تثبت يوما تلو الآخر أن وجودها داخل الجبلاية والعدم سواء!
هذه اللجنة التي تركت منتخب الشباب فريسة لوباء كورونا في تونس، ليتحول معسكر الفراعنة إلى بؤرة للفيروس في غياب المسؤولين وانشغالهم عن منتخب في مهمة وطنية بصراعات داخلية بين أفرادها وتصفية حسابات مع الأندية.. يجب أن ترحل غير مأسوف عليها.
فلا أعلم كيف كان رد فعل الجنايني ولجنته عندما انتفض شباب لا يتجاوز عمره 20 عاما ورفض قرار العودة إلى مصر وقرر القتال حتى آخر نفس في التصفيات الإفريقية، ليعبروا من خلال صور على صفحاتهم الشخصية عن رفضهم ويحرجوا المسؤول النائم في العسل، والذي اكتفى فقط بعد الفضيحة الكبرى بأن يخرج ليؤكد أنه سيحقق في الموضوع!
الموضوع لا يحتاج إلى تحقيق يا "عمرو بيه".. فمن المسؤول عن سفر منتخب وطني يعد منذ أكثر من عامين لهذه المنافسات بدون رئيس بعثة، بدون بعثة كاملة من عدد اللاعبين في ظل هذا الوباء العالمي، بدون دعم مادي يكفيه في مهمته التي تستغرق أكثر من أسبوعين.
أين كانت حمرة الخجل عندما خرج جمال محمد علي، نائب رئيس اتحاد الكرة ليتحدث عن دور النجم التونسي فرجاني ساسي، لاعب الزمالك الذي أرسل 10 آلاف دولار للبعثة المصرية من أحد معارفه في بلاده أسرع من تحويلها للخارج!
هل بعثة شباب الفراعنة في التصفيات الإفريقية لا تملك أموالا كافية لمثل هذه الظروف.. أعتقد أن وصف إهمال لا يكفي هؤلاء بل يجب أن يحاسبوا بتهمة الفساد الإداري وتشويه سمعة بلادهم في الخارج.
درس جديد من ساسي الذي يلعب في نادي الزمالك فلم يتوان لحظة عن التدخل والمساعدة، نظرا لحبه الكبير لمصر ولناديه الذي يواجه حربا شرسة من لجنة الجنايني، بدلا من دعمه في هذا المأزق باعتباره قطبًا كبيرًا للكرة المصرية، فعلّم هذه اللجنة درسًا لن تنساه، بأن المساندة والدعم في وقت الأزمة هو أسمى معاني النبل والكرم.
أما هذه اللجنة المزعومة لم تجد وقتا أفضل من مرور الزمالك بضائقة مادية كبيرة وتعيين لجنة مؤقتة لإدارته حتى تجمد مبلغ 8 ملايين جنيه سددها الحارس أحمد الشناوي للاتحاد كغرامة لصالح القلعة البيضاء، بحجة وجود مديونية على النادي لاتحاد الكرة!
هذا الموقف أعاد لذهني ما فعله فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم والمسؤول القوي داخل الاتحاد الإفريقي، عندما خرج بعد خسارة ناديه السابق نهضة بركان لقب الكونفيدرالية العام الماضي 2019، ووعد بمساندة الفريق المغربي ودعمه بكل السبل المشروعة لتشريف بلاده.
والنتيجة النهائية كانت ظهور بطل جديد للكرة المغربية في العام التالي مباشرة وعلى حساب فريق مصري كافح للوصول إلى المباراة النهائية، لكنه أيضًا لم يجد دعمًا أو مساندة.. فهل استوعبتم الدرس؟
قد يعجبك أيضاً


