
عشرون عاما تقريبا مرت على اتخاذ جهاز الكرة المغربي، قرارا وُصف حينها بالغريب والقوي، تمثل في حظر توقيع الأندية مع حراس أجانب، من أجل إتاحة الفرصة للمحليين.
لكن المثير للانتباه أن هذا القرار، لم يسهم في تطور الحراس المغاربة، بل انقلبت الآية، وصارت الأندية والمنتخبات تعاني في هذا المركز.
وقد شهدت ثمانينيات القرن المنصرم، العصر الذهبي للكرة المغربية، حيث ساهم الحراس العظام في تحقيق الكثير من الإنجازات وقتها، على مستوى المنتخب والأندية، ويتقدمهم الزاكي بادو.
واتسمت هذه الفترة بتواجد حراس كبار في مرمى الرجاء، مثل نصر الدين دريد، حارس منتخب الجزائر، وبعده آلان جواميني، علاوةً على الجزائري بن عبد الله في الوداد.
وهذا إلى جانب عمر ديالو، حارس أوليمبيك خريبكة، الذي قاده للقب العربي، والروسي إيفان في مرمى الدفاع الجديدي، وغيرهم.
وخلال هذه الفترة، التي كان ينشط فيها الحراس الأجانب بالدوري المغربي، كانت الأندية تنجب حراسا محليين عمالقة.
فقد تواجد في الوداد خليل عزمي وعشاب، وفي الرجاء الحارس فتاح، بالإضافة إلى بن زكري رفقة النهضة السطاتية، وحسن رفاهية مع الكوكب، وآخرين.
وكان تواجد الحراس الأجانب، يذكي فتيل الحماس والتنافس مع نظرائهم المغاربة، الذين استفادوا أيضا من خبرة الأسماء المحترفة، بعكس ما حدث بعد ذلك.
"سلاح ذو حدين"

وبغض النظر عن رضا التكناوتي حارس الوداد، وأنس الزنيتي حارس الرجاء، فإن باقي الأندية تشكو حاليا من أزمة حراس.
ويحمي عرين الأسود حاليا حارسان من الليجا، وهما منير المحمدي وياسين بونو، بمعية رضا التكناوتي، وفي بعض الفترات يتم استدعاء هشام المجهد من اتحاد طنجة.
وفي هذا الصدد، يقول الزاكي بادو لـ"كووورة": "أعتقد أن هذا القرار كان سلاحا ذو حدين، لأن الهدف كان إتاحة الفرصة للحراس المغاربة، لكن للأسف لم يستثمر الحارس المحلي هذا الأمر كما ينبغي".
وواصل: "دائما ما كنت أؤكد، أن غياب تكوين حقيقي لهذه الفئة، بتسخير خبرة حراس كبار سابقين، لن يثمر عن نتائج كبيرة".
وسار شقيقه سعيد بادو، مدرب حراس الوداد، في نفس الاتجاه، بقوله: "الاستفادة من هذا القرر لم تحدث كما كان مخططا لها، للأسف".
وأردف: "مدرب الحراس لا يكفي، لأن الخبرة التي اكتسبناها كحراس ساهم فيها معطى مهم، وهو اعتمادنا على أنفسنا في تطوير ملكاتنا ومهاراتنا، وهذا ما ينقص حراس الجيل الحالي".

قد يعجبك أيضاً



