
قرر الاتحاد المغربي لكرة القدم، التفكير خارج الصندوق، خلال مرحلة الإعداد التي خاضها منتخب السيدات قبل المشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2022.
وقاد ذلك إلى منح مهمة الإعداد الذهني للاعبات، إلى الممثل الكوميدي الفرنسي إيريك شيتكات، على غير العادة السائدة منذ عقود، إذ يتولى الأمر بشكل معتاد، طبيب نفسي.
وظهر بعدها منتخب المغرب للسيدات في أبهى صورة خلال البطولة القارية التي بلغن وصافتها، وحسمن بها بطاقة التأهل لمونديال 2023.
معايير جديدة
حدد شيتكات فور توليه المسئولية عام 2021، معايير تقييم جديدة استخدمها منتخب سيدات المغرب لأول مرة، ترتكز على الجانب النفسي لمعرفة مستوى توتر اللاعبات، لتحديد الوسائل اللازمة لتفادي ما يؤثر على مردودهن خلال المباريات.
وكان المعيار الثاني هو الأهم في تطوير مستوى اللاعبات، إذ اختبر شيتكات الجانب المرتبط بالرؤية لدى كل عنصر في المنتخب، بهدف معرفة زاوية الرؤية التي تعتمد عليها كل لاعبة خلال أي مباراة.
تحت الاختبار
خضعت لاعبات المنتخب المغربي لاختبار الرؤية، وحدد شيتكات ما تحتاجه كل واحدة، فإذا كانت هذه تحتاج إلى تمارين للعمل على عينها اليمنى، فالعكس ما تحتاجه أخرى، بهدف وضع كل عنصر في مكانه الصحيح داخل الملعب أثناء المباريات.
ولكن لماذا اختبار الرؤية؟ رد شيتكات ساردًا تفاصيل تألق سيدات المغرب في أمم إفريقيا "في الملعب نعتمد على تأثيرات الإضاءة من جميع الجوانب للعمل على التفاعل، والهدف أن تقود الرؤية الجيدة، اللاعبات إلى رد فعل أسرع خلال المباريات".
معسكر مالطا
فتح تشيكات، صندوق ذكرياته مع منتخب المغرب للسيدات، مستعرضًا تفاصيل المعسكر الذي أقيم في مالطا خلال فبراير/شباط 2022.
وقال "من هنا بدأت العمل. كنت أبحث عن تقسيم اللاعبات إلى قسمين باستخدام التفضيلات الحركية، وهو اختبار بدني على أساس تحمل الأوزان والضغط".
وفسر مسئول الأداء الذهني سعيه لهذا التقسيم قائلاً "أعددت بعد ذلك تقريرًا يوضح بالتفصيل مستويات الإجهاد لكل لاعبة، وروتينها، ودائرة الاتصال المفضلة لديها.. مجموعة كاملة من الأشياء مثل ما إذا كان يمكن تصنيف شخصية اللاعبة على أنها حالمة أو مقاتلة".
الاختراع الكندي
منحت تلك الاختبارات، شيتكات، إمكانية تحديد قائمة اللاعبات اللواتي يحتجن إلى استخدام Neuro Tracker (اختراع كندي يعمل على تعزيز التركيز والتحفيز العصبي عبر مُحاكي افتراضي)، بهدف تعزيز التركيز والرؤية، بالإضافة إلى التنسيق بين اليد والعين والقدم.
وخضعت لاعبات المنتخب المغربي لجلسات عبر ذلك المحاكي الافتراضي، وقال شيتكات في هذا الشأن "الهدف كان أن يعرف المدرب مدى تركيز اللاعبة عن طريق متابعتها لكرة من بين 8 تتحرك باستمرار لالتقاطها، فإذا كانت المحاولة صحيحة تزداد السرعة في المحاولة التالية، إذا أخطأت تقل السرعة".
الاختيار الآلي
تلك الاختبارات العلمية الدقيقة، جعلت الشعور السائد لدى لاعبات المنتخب المغربي، بوجود عامل ليس بشريًا، يتم من خلاله اختيار عناصر القيادة داخل الفريق، وأيضًا عناصر التشكيل الأساسي ودكة البدلاء.
وقلل ذلك من حدة المعاملة بين الفرنسي رينالد بيدروس مدرب المنتخب من جهة، واللاعبات من جهة أخرى، ليظهرن بشكل مغاير تمامًا خلال البطولة القارية.
ويشير ذلك إلى التوقع بالظهور بشكل جيد خلال مشاركتهن في مونديال السيدات، والذي يخضن منافساته ضمن المجموعة 8، لتكون أولى مبارياتهن أمام ألمانيا الإثنين المقبل، على أن تواجهن فيما بعد كوريا الجنوبية وكولومبيا على التوالي.
قد يعجبك أيضاً



