إعلان
إعلان

هروب حكم من الكلاسيكو الكويتي يجمد المباراة حتى إشعار آخر !!

عبدالناصر السهلي
24 نوفمبر 200819:00
أصبحت مباريات القادسية والكويت هي ملح للكرة الكويتية وهو إعادة لكلاسيكو السبعينيات والمنافسة الكبيرة بين هذين الناديين خلال السنوات الأخيرة قدمت لنا إضافة جديدة للغريمين القادسية والعربي ليصبح ثاني أهم كلاسيكو بالكويت .. ولكن ما حدث بالأمس في لقاء القادسية والكويت في ملعب نادي الكويت من أحداث غريبة تزيد من آلامنا وجراحنا بعد تجميد نشاطنا الكروي فهو أمر مؤلم و محزن !!
سأحللها نفسيا وقانونيا ومن منظار محايد .
فالبداية يجب أن نعرف أن أهم عنصر ينبغي لأي حكم يكلف بمباراة حساسة أن يركز عليه هو ( الإعداد النفسي ) أي الاستعداد لظروف المباراة المتوقعة من حيث تخلص الحكم بما يعتريه من توتر وانفعالات ضارة.
ويوجد طرق عديدة يطول شرحها ولكن سأذكر أهم جزء ذكر بعلم النفس الرياضي (العزل) أي عزل النفس عن كل المؤثرات ذات الصلة بالحدث بالابتعاد عن قراءة الصحافة الرياضية و عدم استقبال أي مكالمات من أشخاص ذو صلة بأحد الطرفين المتنافسين ويفضل مزاولة هواية خاصة بعيدة عن جو المباراة ولا بأس من مراجعة لقانون الكرة أو الاطلاع على مباريات حساسة خارجية لحكام تمتعوا بالثبات الانفعالي .. ومباريات أخرى لحكام فقدوا السيطرة على أنفسهم .
ما حدث بالأمس اتضح أن الحكم لم يكن بمستواه المعروف وأعزو ذلك لقلة الإعداد النفسي لهذه المباراة كون أن للحكم حميد عرب مباريات أجاد إدارتها.
وسأتناول قضية مباراة الكويت والقادسية من الناحية النفسية والقانونية .
عبر اللقطات التالية: -
اللقطة الأولى: وضع حكم اللقاء يده على أكتاف لاعبي الفريقين أكثر من 12 مرة في المباراة لتبرير قراراته.
التحليل القانوني: يجب أن نعرف قانونيا أن الحكم هو قاضي الملعب أي هدفه الرئيسي إصدار الحكم أما ذكر الأسباب يكون فقط بالمحاضرات ومدارس تدريب التحكيم وليس بالملعب وبالتالي هو غير ملزم أو ملام بعدم شرح أسباب قراراته.
التحليل النفسي: الحكم يضع يده على أكتاف اللاعبين بسبب استجداء التعاطف واستمالة اللاعبين لتقبل قراراته مما أفقده عنصر (الحزم) وهو أحد أهم السمات النفسية للحكم .
أما بما يعرف بالقاعدة الوهمية (روح القانون) فروح القانون لا تصلح تطبيقها لغير المعد نفسيا لذلك .
اللقطة الثانية : لاعب القادسية بدر المطوع يسقط أرضا داخل منطقة الجزاء بمشاركة مشكوك بأمرها من مدافع الكويت المرزوقي والحكم يعلن عن ركلة جزاء للقادسية ليتدخل لاعبي الكويت للاحتجاج وفجأة الحكم يغير قراره بحسب رأي مساعده الثاني عبدالله مراد ولاعبين القادسية يستخدمون أسلوب الدفع اليدوي للحكم حوالي 6 مرات للتعبير عن رفضهم والحكم يتنازل عن حقه بمعاقبة أي لاعب ولم يكتفي بذلك بل تنازل بالنيابة عن مساعده بمعاقبة من قام بدفع زميله و إهانته ويطلب من مساعده تجاهل ذلك !!
بينما إيماءات الحكم المساعد عبدالله مراد توضح بعدم رضاه عن ذلك وتستكمل المباراة بعد وضعية فوضوية قلما نشاهدها .
التحليل القانوني :
أولا : يحق للحكم أن يتراجع عن قراره في أي وقت من أوقات المباراة مادام اللعب لم يستأنف بعد .
ثانيا : للحكم أن يتنازل عن حقه ممن أساء إليه ولكن ليس من المنطقي تجاهل حق مساعده عندما يتمسك بعدم التنازل !!.
ثالثا : اللقطة التي سقط فيها اللاعب بدر المطوع لقطة تقديرية للحكم ينقسم الحكام إلى رأيين القسم الأول يرتكز على المادة رقم 12 بقانون كرة القدم الذي يحوي عبارة عرقلة أو( محاولة )عرقلة بمعنى التنبؤ في نية المدافع المرزوقي فإن كانت نتيجة التنبؤ الإيذاء أو الإعاقة فبهذه الحالة يكون الحكم بركلة جزاء و لا جدال فيها .
القسم الثاني يرتكز على أمرين هو أن المدافع المرزوقي بالأساس لم يلمس المهاجم بدر المطوع وهذا ما أوضحته اللقطة فعليا والأمر الأخر أن نية المرزوقي هي لمس الكرة لا المطوع وفي هذه الحالة لا يكون هناك ركلة جزاء وأنا أتفق مع من ذهب إلى ذلك وبهذه الحالة يجب على الحكم أن ينذر أو يلفت نظر المطوع على التمثيل كما فعل وبصورة مبالغة مع لاعب الكويت السوري جهاد الحسين مع العلم أن هناك اشتباه بوجود ركلة جزاء فعليا !.
التفسير النفسي للحدث: الحكم افتقد سمة (الحسم) كون أن زاوية رؤيته أفضل من مساعده لذا القانون يفرض على حكم الساحة تجاهل تدخل مساعده إن عاين الحدث بنفسه.
ولتفسير سمة (الحسم) أي قطع الشك باليقين لم تكن متواجدة للحكم فركض بسرعة كبيرة لإصدار قرار مبهم ولأنه غير معد نفسيا طلب الاستعانة بالمساعد وحدثت الفوضى السالفة الذكر.
لعلاج هذا الخطأ نفسيا .. على الحكم أن يشاهد لقطات لحكام تمتعوا بسمة الحسم (لقرارات ظالمة) وخاطئة ولكنهم أجبروا الجميع بالرضوخ لسلطتهم لتمتعهم برباطة الجأش أمثال الألماني ماركس ميرك والايطالي بيرلويجي كولينا والسويدي أندرز فريسك والدنمركي كيم ميلتون وغربيا المصري جمال الغندور و المرحوم المغربي سعيد بلقولة والإماراتي علي بوجسيم وغيرهم .
اللقطة الثالثة:
وهي قيام حمد العنزي بإعاقة لاعب الكويت فهد حمود وقيام حكم اللقاء بإعطاء فهد حمود الإنذار الثاني وطرده وإنذار حمد العنزي.
التحليل القانوني : كان ينبغي على الحكم توجيه كرت أحمر مباشرة إلى اللاعب فهد حمود كون الضرب بالقدم على رأس العنزي الساقط أرضا خطر جدا ولا داعي لرفع البطاقة الصفراء ثم الحمراء .
والامر الغريب هو توجيه بطاقة صفراء للاعب حمد العنزي وهو ساقط على الأرض فهذه ظاهرة لا نشاهدها بأي ملاعب خارجية بل حتى بلعبة البليه ستيشين !! .
التحليل النفسي : هنا الحكم دفع ضريبة عدم تحضيره نفسيا للمباراة بعدما تهاون لبعض اللاعبين بملامسته جسديا و بهذه الحالة خاطب العقل الباطن للاعبين آخرين بالتمادي والتطاول مما دفع حارس مرمى الكويت الخبرة ! خالد الفضلي أن يقطع مشوار مرثوني ليدفعه ويشارك زملائه بذلك. ولو كان الحكم مستعد لهذه المباراة المريضة نفسيا لداواها بالكروت الحمراء لإرغام بقية اللاعبين باحترامه لأنه من آمن العقوبة أساء الأدب ..
اللقطة الرابعة : دخول القوات الخاصة إلى الملعب .
التحليل النفسي : ساهم بطريقة غير مقصودة في تردي الحالة النفسية للحكم واللاعبين ودخول القوات الأمنية باعتقادي كان متسرع لما يرافق عملية الدخول من إحاطة للحكم من أجل حمايته بطريقة قد تزيد من حدة التوتر وهذا لا يحدث بالدول المتقدمة كرويا .
اللقطة الخامسة: هروب الحكم بالدقيقة 85 إلى غرفة الملابس والنتيجة هدفين للقادسية للاعب بدر المطوع مقابل هدف لاسماعيل العجمي !
التحليل النفسي :عندما تزداد الضغوط النفسية على الرياضي ويعجز عن حلها يتجه إلى (النكوص) وهذه الحالة يعبر عنها الرياضي عادة إما بالعنف أو الانسحاب وهذا ما فعله الحكم لعدم تحضيره نفسيا لمواجهة ضغط من هذا النوع .
التحليل القانوني: الحكم كان يفترض أن لا ينسحب من المباراة والعودة لاستكمال المباراة بعد تلوينها باللون الأحمر لكل من اعتدى عليه بهذه اللقطة حتى لو أوقف المباراة لعدم اكتمال النصاب أي قل عدد لاعبي أحد الفريقين عن 7 لاعبين.
بالنهاية ان هذه النظرة التحليلية تهدف إلى الإصلاح لا لفضح طرف على حساب طرف فالحكم بالنهاية هو بشر ومن صفة البشر الخطأ وهو ابن الكويت يجب أن نقومه ونأخذ بيده إلى الأفضل و على جميع الأطراف المعنية بالمشكلة حل الموضوع بعقلانية وعلى مراقب المباراة غانم السهلي كتابة ماشاهده وبمسئولية وعلى الاتحاد أن يتخذ قرارات حاسمة وعادلة في هذه المشكلة وبحيادية إذا أردنا لعجلة كرتنا المتوقفة دوليا أن تدور على الأقل محليا .
أما بما يخص وضعية المباراة فأرى الحل الأنسب هو إعادة المباراة بأكملها .. وبطاقم ايطالي كونهم الأفضل حاليا خاصة بهذه المرحلة الحرجة ..



اقرا المزيد من مقالات عبدالناصر السهلي







اضغط هنا لمراسلة الكاتب لاعضاء منتديات كووورة

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان