إعلان
إعلان

هذا هو الحب

محمد البادع
14 نوفمبر 201602:45
ae7

هل بالإمكان أن نكتب عن "الأبيض" بعدما انتقدناه وآلمناه وصارحناه.. هل بالإمكان أن نحتضن حلمًا قلنا إنه أوشك أن يبتعد وأن نصالح من لم يصالحنا؟.. هل في الصدر متّسع لاستدارة قد تكون 720 درجة، وهي تلك الدورة فوق الدورة، تمامًا كما يحدث في الشرايين، يجري فيها حب الوطن، وحب كل ما يمت إلى الوطن؟

نعم في الصدر وفي القلب متسع وأكثر.. هذا هو الحب يا الأبيض.. تلك هي المشاعر البكر والتي لا يعدلها شيء صدقًا وولهًا وعشقًا.. تمامًا كما تنهر ابنك المريض لأنه من تسبب في ذلك بإهماله لنفسه.. لا تفعل ذلك إلا إشفاقًا عليه وحبًا له.. ما زلتم حلم الوطن.. سيحدث ما سيحدث وستظلون الحلم، فقد اعتدنا على كل المعادلات، واعتدتم منا أننا خلفكم، واعتدنا معًا أن نسامح وأن نحب، فأي رمز للوطن لا يحتمل منّا سوى الحب.. أيًا كانت صوره.. غصبًا ربما.. ألمًا "ممكن"، لكنه يبقى حبًا.. يبقى أروع أشكال الحب.

غدًا تلعبون مع العراق الشقيق.. فرصة لم أعد أشغل نفسي إن كانت أخيرة أو قبل الأخيرة، للعودة إلى ساحة المنافسة للصعود إلى كأس العالم.. ندرك أن المشوار صعب، وأن العبء ثقيل، وأنكم أنتم من تلعبون، ونحن متفرجون أيًا كانت مسمياتنا، لكنه عملكم وهو ليس بالعمل البسيط.. أنتم نجوم.. أنتم حراس الحلم ودعاء الأبناء قبل أن يخلدوا إلى النوم.. أنتم صور على جدران غرفة ولدي وعلى أغلفة الصحف والمجلات.. أنتم أغنيات وترنيمات وبرامج وكتابات.. أنتم لستم أقل من غيركم.. أنتم من نفس الجينات.. لا يزيد عنكم لاعبو أستراليا ولا اليابان ولا ماليزيا ولا السعودية ولا العراق بيد أو قدم أو رأس إضافية.. أنتم أكدتم لنا من قبل أنكم كغيركم، وأفضل يوم فزتم على اليابان هناك في الأرض البعيدة، فلم يعد في الإمكان أن نصدق غير ذلك.. أنتم جيل الأحلام الممكنة والأمنيات الحاضرة والأحلام الحقيقية.. أنتم تستطيعون.. فقط صدّقوا ذلك وآمنوا به.

غدًا تلعبون مع العراق.. غدًا تظهرون على مسرح الأحداث، وأثق بأن الجمهور سيكون حاضرًا، ولو غاب بعضه، فثقوا بأنه يتفرج عليكم من خلف ستار.. هو فقط يحبكم فوق ما تتخيلون.. هو لا يحتمل سوى أن يراكم كما يحب.. هذا هو الحب.

كلمة أخيرة:

العائدون.. يستبدلون الواقع بذاكرة جديدة

* نقلًا عن جريدة الاتحاد الإماراتية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان