عندما تلتقي انجلترا مع ايطاليا في دور الثمانية لبطولة اوروبا
عندما تلتقي انجلترا مع ايطاليا في دور الثمانية لبطولة اوروبا لكرة القدم 2012 يوم الأحد المقبل سيخوض المنتخبان المباراة تحت قيادة اثنين من المدربين لهما صفات مشتركة مثل الهدوء والتواضع والدبلوماسية وهي السمات المنتشرة في معظم مدربي الفرق الكبرى في اوروبا.
وتعتمد المدرسة القديمة للمدربين على وجود شخصية تصرخ على خط الملعب لايصال التعليمات وتبقى هذه المدرسة موجودة لكن الصدفة كانت وراء خروج ممثليها مبكرا من البطولة.
وشهدت البطولة خروج اوليج بلوخين مدرب اوكرانيا الذي أنهى البطولة بتحديه لصحفي ينتقده بالذهاب للخارج والحديث معه "رجل لرجل" وكذلك مورتن اولسن مدرب الدنمرك الذي لام بقسوة أحد المسؤوليين المحليين بسبب نسيانه اسم أحد لاعبي الفريق.
ويوم الأحد المقبل سيكون رودي هودجسون مدرب انجلترا الذي تلقى بسبب هدوئه اشادة كثيرين ممن شككوا في قدرته على تحمل ضغوط كبيرة في منصبه على موعد مع شيزاري برانديلي المدرب المتمكن لايطاليا.
وحتى عدة أشهر كانت انجلترا تحت قيادة المدرب الايطالي فابيو كابيلو الذي فشل في صنع علاقة ألفة مع لاعبيه بينما كان المدرب الصارم مارشيلو ليبي يتولى تدريب ايطاليا قبل برانديلي.
ومن الصعب تصور كيف كان ليبي سيتعامل مع التصرفات الغريبة لمهاجمه ماريو بالوتيلي في الوقت الذي يقوم فيه برانديلي بتشجيع ومساندة المهاجم متقلب المزاج.
وهذا الأمر ينطبق أيضا على كابيلو الذي كان من الصعب أن يقوم باجراءات دبلوماسية مع الصحافة العالمية مثل الاشادة بحسن الضيافة والقاء التحية بالاسم على أصدقاء قدامى في الاعلام من دول أخرى وتجنب الحديث في أمور مثيرة للجدل.
ويحب برانديلي وهودجسون الحديث بهدوء وليس الصراخ ولا ينطبق ذلك على المؤتمرات الصحفية فحسب بل أيضا في المران وخلال المباريات حيث تكون الكلمة الهادئة أكثر تأثيرا من الصياح.
واكتسب هودجسون هذه الثقافة من سنوات عمله في السويد وسويسرا وفنلندا وايطاليا وكذلك في الدوري الانجليزي الممتاز وتعلم كيف يرتبط بعلاقات صداقة مع شخصيات من ثقافات مختلفة إلى جانب تحقيق النتائج.
وحاول هودجسون مع لاعبيه أن يخفف عنهم الضغط الزائد الذي كان وراء تراجع مستوى انجلترا في البطولات الكبرى وأصر على أن البطولة تمثل فرصة رائعة للظهور.
وقال هودجسون بعد الفوز على اوكرانيا وتصدر المجموعة "انها بطولة جميلة حقا بالنسبة لنا. نريد فقط أن نواصل التقدم والاستمتاع بالبطولة لأطول وقت ممكن ومن يعلم إلى أين يمكن أن نصل."
وحظي برانديلي مدرب بارما وفيورنتينا السابق باحترام كثيرين بسبب وقوفه ضد العنصرية ومنح الفرصة للاعبين مولودين في دول أخرى.
ولوران بلان مدرب فرنسا هو مدرب آخر اكتشف انه سيفوز بالكثير عندما يستمع إلى لاعبيه ويحاول تبديد مخاوفهم والعمل على علاج نقاط ضعفهم.
ونجح بلان الذي كان يلقب باسم الرئيس كلاعب فيما فشل فيه سلفه ريمون دومينيك بالحصول على أفضل ما لدى مواهب الفريق.
وينطبق الأمر بشكل مشابه أيضا على يواكيم لوف مدرب المانيا الذي مزج شخصيته المحافظة مع الروح الديموقراطية التي ظهرت في الفريق في مرحلة المدرب السابق يورجن كلينسمان.
وسيتضح خلال الفترة المقبلة ما اذا كان هدوء المدربين أصبح نهجا جديدا لكن المؤشرات تقول إن اللاعبين أصحاب الأجور العالية الذين يتعرضون لضغوط كبيرة يحبون العمل مع مدرب يعاملهم كزملاء في العمل ويحاول اخراج أفضل ما لديهم لتحقيق نتائج ايجابية بناء على طلبات العميل -- وهو في هذه الحالة مشجع المنتخب الوطني.