ألتقى عصر الأربعاء في العاصمة التايلندية بانكوك منتخبا تايلند والعراق الأولمبيان في نطاق التصفيات المؤهلة الى نهائيات دورة الألعاب الاولمبية في بكين 2008.
وقد فاز منتخب العراق الاولمبي على منتخب تايلند بهدف رائع للاعب الموهوب كرار جاسم في
مباراة قوية جدا غلب عليها الحذر الذي كان مسيطراً على مجريات اللعب وكان الفريق التايلندي عنيدا ومتماسكا جدا مع تفوق عراقي وسيطرة دفاعية تامة من خلال الترابط بين خطي الوسط والدفاع العراقي مع محاولات هجومية متكررة كانت تصدم بدفاع تايلندي قوي أيضاً وخط وسط متمكن مع وجود جناحين سريعين تم ايقافهم من قبل مدافعي منتخب العراق محمد علي كريم ودارا محمد. وكان احمد كوبي مرتكز في خط الوسط وهي نقطة مهمة للكادر التدريبي بعدم ترك منطقة الوسط وخاصة المنطقة التي تقع امام المدافعين وهي عامل لسد كل الثغرات وغلق الطرق المؤدية للمرمى العراقي الذي يحرسه المتألق وسام كاصد والذي يحتاج الى الخروج من المرمى في الاوقات العصيبة.
عموما الفريق العراقي قدم مباراة جيدة وكان الفريق التايلندي متمركز في الدفاع ويلعب على الهجوم المرتد وهو اسلوب ناجح لأيقاف تقدم وزحف الفريق العراقي.
كان الشوط الاول عبارة عن جس نبض للفريقين لقراءة مقدرات الخصم والانطلاق في الشوط الثاني والذي يعتبر شوط المدربين. وشهد الشوط الاول هجمات متبادلة من الفريقين ولكن يقظة الدفاع والحارس التايلندي الذي استطاع السيطرة على كل الكرات العالية للفريق العراقي مع محاولات جادة من قبل جناحي تايلند السريعين انتهى الشوط الاول بالتعادل السلبي.
وفي الشوط الثاني زاد الضغط العراقي من خلال كرار جاسم المتألق ونزول علاء عبد الزهرة الذي قدم مجهوداً سخياً ومحاولات رائعة للتسجيل اصدمت بالحارس مرة وبالدفاع التايلندي مرة اخرى. زيادة الضغط في الشوط الثاني على لاعبي تايلند نجح في زيادة أخطاء لاعبي تايلند! مع صمود الدفاع العراقي وتماسكه الكبير وترابطه مع خط الوسط وعدم المغامرة عامل مهم في مباراة مهمة نجح فيها يحيى علوان مدرب منتخب العراق الأولمبي في ايصال المعلومة للاعبيه المتماسكين.
تحرك كرار جاسم السريع والذكي تسبب في طرد لاعب وسط تايلند الذي ارتكب ما يستحق الطرد. وهنا نجح المدرب في فك المعادلة بزيادة مصطفى كريم للهجوم مع تماسك في الوسط والدفاع مما زاد من مشاكل تايلند بحيث توالت الاخطاء بسبب الضغط العراقي الناجح.
وجاءت اللحظة المناسبة حيث كاد علاء عبد الزهرة تسجيل الهدف الاول من قذيفة رائعة تمكن الحارس المتألق للفريق التايلندي من ابعادها بصعوبة بالغة مما ادى الى اصابته وخروجه من الملعب وزيادة مشاكل تايلند والحارس كان صمام الامان وخروجه في غير صالح الفريق التايلندي.
وفي أول دقيقة من الوقت المضاف بدل الضائع جاء الفرج وسجل المبدع كرار جاسم هدف رائع وملعوب من كرة طويلة للحارس وسام كاصد لتستقر بقدم كرار بعد ان هياها له برأسه اللاعب مصطفى كريم ليسجل كرار هدف غالي وكبير وفي وقت حرج من المباراة ووضع العراق على أعتاب التأهل للمرحلة القادمة والمهمة من التصفيات.
كرار جاسم كان رائعا ومتمكن كما توقعنا لهذا اللاعب في بطولة الاسياد وفعلا فقد سجل هدفا وتسبب في طرد لاعب تايلند وقاتل ببسالة مع زملائه الابطال ليرسمو الفرحة على شفاه العراقيين وليعيدو البسمة للجمهور الوفي والشعب الصامد. تحية لشباب العراق ومبروك الفوز الكبير والمهم وتحية للكادر التدريبي ونتمنى المزيد من الانتصارات للعراق العظيم ولشعبه البطل الصابر

