إعلان
إعلان

هدّافون بالفطرة

علي الباشا
13 يونيو 202202:25
444

تختلف‭ ‬الرؤى‭ ‬بين‭ ‬المتابعين‭ ‬والمحللين‭ ‬عن‭ ‬تشكيلة‭ ‬الكابتن‭ ‬‮«‬سوزا‮»‬‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬الوطني،‭ ‬وتظهر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التنظيرات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باختياراته،‭ ‬ولا‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬يتفق‭ ‬إثنان‭ ‬على‭ ‬تشكيلة‭ ‬واحدة،‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬صلاحية‭ ‬لاعب‭ ‬لمركز‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬ولذا‭ ‬فالتعليقات‭ ‬دوما‭ ‬وأبدا‭ ‬تنصب‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬اللاعب‭ ‬‮«‬الهدّاف‮»‬‭!‬

على‭ ‬مدى‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬منتخبنا‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬التصفيات‭ ‬الأخيرة‭ ‬المؤهلة‭ ‬لكأس‭ ‬آسيا؛‭ ‬يكون‭ ‬حراك‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حول‭ ‬أهلية‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬لمركز‭ ‬مُعيّن‭ ‬من‭ ‬عدمها،‭ ‬وهو‭ ‬حراكٌ‭ ‬طبيعي‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نعده‭ ‬تدخلا‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب،‭ ‬ولن‭ ‬يكونوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬رؤيتهم‭ ‬عليه‭.‬

 ‬الأغلب‭ ‬الأعم‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬لاعبي‭ ‬منتخبنا‭ ‬هو‭ ‬عن‭ ‬اللاعبين‭ ‬الهدافين،‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭ ‬لشغل‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬المهاجم‭ ‬الصريح‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬يجيد‭ ‬التسجيل‭ ‬من‭ ‬أنصاف‭ ‬الفرص،‭ ‬ويرون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬لاعبون‭ ‬غضّ‭ ‬‮«‬سوزا‮»‬‭ ‬نظره‭ ‬عن‭ ‬ضمهم‭ ‬لقائمته؛‭ ‬رغم‭ ‬كونهم‭ ‬الأفضل،‭ ‬وهُو‭ ‬صاحب‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬وفق‭ ‬أسلوبه‭ ‬وخطته‭!‬

 ‬طبعا‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬الرؤى‭ ‬المطروحة‭ ‬خاطئة،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يدلون‭ ‬بتصورهم‭ ‬يرون‭ ‬بأن‭ ‬لاعبا‭ ‬مثل‭ ‬مهدي‭ ‬عبدالجبار‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬هدافٌ‭ ‬بالفطرة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬قائمة‭ ‬‮«‬سوزا‮»‬‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬صلاحيته‭ ‬ترتبط‭ ‬بكونه‭ ‬هدّافا‭ ‬للدوري‭ ‬لموسمين‭ ‬متتاليين،‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يغيب‭ ‬لاعبا‭ ‬بقامة‭ ‬اسماعيل‭ ‬عبداللطيف‭!‬

 ‬قد‭ ‬يذهب‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬لاعب‭ ‬يجيد‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬وناديه‭ ‬يصلح‭ ‬للمنتخب،‭ ‬ورُبما‭ ‬يطرحون‭ ‬أن‭ ‬للسن‭ ‬‮«‬أحكام‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬هُناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬أن‭ ‬غير‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬هو‭ ‬فوق‭ ‬سن‭ ‬الثلاثين؛‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬اسماعيل‭ ‬أحدهم‭ ‬وهو‭ ‬يُسجل‭ ‬من‭ ‬أنصاف‭ ‬الفرص،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬غيره‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬وإن‭ ‬جرى‭ ‬كلاعب‭ ‬عدوٍ‭!‬


‭ ‬قناعتي‭ ‬الشخصية‭ ‬أن‭ ‬المهاجم‭ ‬‮«‬الهدّاف‭ ‬بالفطرة‮»‬‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تميّز‭ ‬مهدي‭ ‬عبدالجبار‭ ‬عن‭ ‬غيره،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬اسماعيل،‭ ‬وبشيء‭ ‬من‭ ‬القناعة‭ ‬والثقة‭ ‬يُمكنها‭ ‬تشمل‭ ‬لاعب‭ ‬الرفاع‭ ‬علي‭ ‬حسن؛‭ ‬متى‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬التامة‭ ‬في‭ ‬فريقه،‭ ‬وبالذات‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الهدّافون‭ ‬بالفطرة‮»‬‭ ‬قد‭ ‬ندروا‭.‬

‭ ‬لأننا‭ ‬لو‭ ‬تتبعنا‭ ‬اللاعبين‭ ‬الحاليين‭ ‬لن‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬يُشابه‭ ‬علاء‭ ‬حبيل‭ ‬ولا‭ ‬حسين‭ ‬علي‭ ‬‮«‬بيليه‮»‬‭ ‬وطلال‭ ‬أو‭ ‬ابراهيم‭ ‬العيسى‭ ‬ومحمد‭ ‬الدخيل،‭ ‬ولا‭ ‬يُماثلون‭ ‬زليخ‭ ‬وبوشقر‭ ‬وشويعر‭ ‬وبدر‭ ‬سوار‭ ‬والقنّاص‭ ‬عدنان‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬مرّوا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الكروية‭ ‬ويسجلون‭ ‬من‭ ‬أنصاف‭ ‬الفرص،‭ ‬ابحروا‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬لأن‭ ‬ذاك‭ ‬زمن‭ ‬لن‭ ‬يعود‭!‬


** نقلا عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان