إعلان
إعلان

هجوم متوهج ودفاع هش.. كيف يعالج جيسوس وبيولي سلبيات ما قبل الديربي؟

KOOORA
04 أبريل 202506:08
جيسوسEPA

بقدر ما يتقاسم الهلال والنصر طموحات الفوز في مباراة ديربي الرياض التي تقام مساء اليوم الجمعة في دوري روشن السعودي للمحترفين، بقدر ما يتقاسم الثنائي أيضا بعض المشاكل الفنية والتكتيكية والتي تهدد بارتكاب هفوات خلال المواجهة.

ويحصل النصر ضيفاً على الهلال بملعب المملكة آرينا لحساب الجولة السادسة والعشرين من المسابقة، علماً بأن الزعيم يحتل وصافة الترتيب برصيد 57 نقطة بفارق 6 نقاط عن العالمي الثالث، فيما يتصدر الاتحاد الترتيب برصيد 61 نقطة.

وتحمل المواجهة في طياتها أمورا فنية تؤرق كلا الجانبين، سواء البرتغالي جورجي جيسوس في الهلال أو الإيطالي ستيفانو بيولي في النصر.

توازن مفقود

وتتضح المعضلة الفنية المشتركة بين الفريقين، في عدم التوازن ما بين القوة الهجومية في النصر والهلال، والثغرات الدفاعية التي تُسفر عن أهداف.

الهلال الذي يمتلك ترسانة أسلحة في الخط الهجومي، وحلولا متنوعة تجعل حتى المدافعين قادرين على ابتكار الحلول والخطورة، ويصل للمرمى بكل الطرق، يواجه معاناة فيما يخص استقبال الأهداف بسهولة دون عناء كبير من المنافسين.

نفس الأمر ينطبق على النصر، فعلى الرغم من أن بيولي ينحدر من المدرسة الإيطالي التي تهتم بالدفاع، إلا أن الخط الخلفي للعالمي يعد هو الأضعف رغم الانتدابات التي قام بها النادي صيف العام الماضي، لكنه لا يحقق توازنا أيضا مع خط هجوم ناري بقيادة المخضرم رونالدو.

استقبلت شباك الهلال 28 هدفاً، في 25 مباراة بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة، علماً بأن الفريق سجل 72 هدفاً، وهو فارق يوضح المعاناة الكبيرة في تحقيق هذا التوازن.

?i=epa%2fsoccer%2f2024-04%2f2024-04-08%2f2024-04-08-11266360_epaEPA

أما النصر فلا يختلف الحال كثيراً، إذ استقبلت شباك العالمي 27 هدفا مقابل تسجيل 53 هدفا.

ويتشابه أسلوب لعب الفريقان إلى حد كبير الأمر الذي يفسر هذه الظاهرة السلبية، غير أنه يمكن القول بأن الهلال أكثر تكاملاً من حيث الأداء، إذ يصر مدربه على قيام جميع اللاعبين بكل الأدوار في الملعب، فتجد أحيانا كوليبالي يتقدم لمنتصف الملعب، ناهيك عن التقدم الكبير للظهيرين لمناطق دفاع المنافس.

هذا الأمر يكلف الفريق مساحات شاسعة في الخط الخلفي حال اعتمد المنافس على المرتدات، وهو الأمر الذي يكشف حجم المعاناة خاصة إذا كان ثنائي المحور الدفاعي يرتكبان هفوات تزيد من الوضع تعقيدا، وهذا تحديدا ما يحدث مع الثنائي كوليبالي والبليهي، وإن كانت أخطاء الأخير أكثر تأثيرا.

النصر أيضا حتى وإن أبقى الثنائي سيماكان ولابورت في المناطق الدفاعية دون مبالغة في التقدم، وكذلك التحفظ النسبي في الواجبات الهجومية للظهيرين، فالعالمي لا يكف عن ارتكاب أخطاء وهفوات قاتلة.

ويكشف موقع "سوفا سكور" الإحصائي عن أن النصر الذي خرج بشباك نظيفة 7 مرات فقط هذا الموسم، ارتكب لاعبوه أخطاء أدت إلى أهداف 4 مرات، بالإضافة للتسبب في 4 ركلات جزاء تم تحويل 3 منها إلى أهداف.

كذلك نسبة الفوز بالالتحامات للاعبي النصر لا تبدو قوية حيث تصل لـ 52.9%، علاوة على أن الفريق حصل على 5 بطاقات حمراء وهو رقم كبير، أغلبه بالتأكيد للمدافعين، ما يكلف الفريق اللعب بنقص عددي، علاوة على الأزمة المستمرة وهي سوء التغطية، إذ أن أغلب الأهداف التي سكنت شباك الحارس بينتو كان يمكن تفاديها.

في المقابل فإن الهلال وإن خرج بشباك نظيفة أكثر(9 مرات)، فإن لاعبيه أيضا ارتكبوا 4 أخطاء أدت إلى أهداف، و3 ركلات جزاء سُجل منها اثنتين.
كذلك لم يفز لاعبو الهلال سوى بنسبة 53.1% من الالتحامات الهوائية ما يمنح الأفضلية أحيانا للمنافسين.

حلول ضرورية

?i=epa%2fsoccer%2f2024-04%2f2024-04-08%2f2024-04-08-11266345_epaEPA


وإذا كانت أزمة الهلال والنصر تتمثل في سوء التغطية الدفاعية مع الاندفاع الهجومي، فإن الأمر لا يرتبط فقط بثنائي محور الدفاع والظهيرين في كل فريق، بل أن خط الوسط يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية أيضا.

وفي مباراة بحجم وأهمية الديربي، ستكون أهمية ثلاثي الوسط في كل فريق كبيرة للغاية، إذا أن الأدور الدفاعية لن تكون رفاهية بالنسبة للثنائي نيفيز وسافيتش إلى جانب كنو في الهلال، كذلك لا يجب أن يتخلى أوتافيو عن الثنائي بروزوفيتش وعلي الحسن للقيام بالأدوار الدفاعية وحدهما.

مثل هذه المباريات "الشطرنجية" يكون الخطأ فيها مُكلف للغاية، وفي ظل ما تشهده مباريات ديربي الرياض من حضور تهديفي دائم في المواجهات الأخيرة، فإن الحذر التكتيكي والتأمين سيكون لا رفاهية فيه بالنسبة لكل فريق، خاصة أن التعويض لن يكون سهلاً، سواء في المباراة تحديدا، أو فيما تبقى من الموسم بشكل عام في ضوء النتيجة النهائية.

وبطبيعة الحال، لن يطلب بيولي من رونالدو التراجع للدفاع، فالبرتغالي لا يفعل ذلك، حتى وإن تراجع في المقابل ميتروفيتش نسبياً لمساندة زملائه، لكن المحك الرئيس في الأداء المتوازن دفاعا وهجوما، هو عدم خلق فجوات كبيرة بين الخطوط يستغلها المنافس بكل أريحية لصناعة اللعب والخطورة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان