إعلان
إعلان

هجرة جماعية تهز أحد أعرق الأندية السعودية.. والمصير مجهول

عبدالأعلى سكير
12 يوليو 202511:33
Al Wehda v Al Nassr - Saudi Pro LeagueGetty Images

يبدو أن نادي الوحدة، أحد أقدم وأعرق الأندية في تاريخ كرة القدم السعودية، يعيش مرحلة غير مسبوقة من الانهيار والتخبط، بعد أن انتهى به المطاف إلى الهبوط لدوري الدرجة الأولى “دوري يلو”، عقب موسم كارثي أنهاه في المركز السادس عشر بجدول ترتيب دوري روشن.

لكن المأساة لم تتوقف عند الهبوط فقط، بل تسارعت بعده أحداث الانهيار، حيث بدأت موجة هجرة جماعية للاعبين المحليين والأجانب، في ظل صمت إداري مقلق، وغياب أي رؤية واضحة للمستقبل.

البداية.. أزمة إدارية ممتدة

المؤشرات الأولى لانحدار الوحدة لم تكن مفاجئة لمن يتابع المشهد الداخلي في النادي، فقد عاش الفريق طوال الموسم الماضي وسط فوضى إدارية وتخبطات متكررة، من حيث التعاقدات، وتغيّر الأجهزة الفنية، إلى جانب الحديث عن تأخر في صرف بعض المستحقات، ومشاكل في آلية اتخاذ القرار داخل الإدارة.

لم تكن هناك هوية واضحة للفريق، ولا مشروع طويل الأمد، وهو ما انعكس مباشرة على أداء اللاعبين، وأسهم في تراجع النتائج تدريجيًا حتى تحقق السقوط رسميًا إلى دوري يلو.

الهروب الكبير

ومع تأكد الهبوط، بدا وكأن أبواب النادي قد فُتحت أمام الجميع للمغادرة. فقد رحل عدد كبير من الأسماء المؤثرة، يتقدمهم اللاعبون الأجانب، ما يعكس فقدان الثقة في استقرار النادي ومستقبله القريب.

ومن أبرز المغادرين أوديون إيجالو، سعد بقير، جودوين، كريتو، جواد الياميق، محمد المعكازي، سعيد المولد، عبدالله العويشير.

كما غادر المدرب دانيال كارينيو وطاقمه الفني، في وقت لم تُعلن فيه الإدارة عن أي خطة فنية بديلة، أو نية لإعادة بناء الفريق.

الوحدة.. أحد أعمدة الكرة السعودية

الوحدة ليس مجرد نادٍ سقط إلى دوري الأولى، بل هو أحد الأسماء التاريخية في الرياضة السعودية، تأسس النادي عام 1945 بمكة المكرمة، وكان من أوائل الأندية التي أسهمت في تشكيل المشهد الكروي السعودي، وقدم على مر العقود نجوماً بارزين وأجيالاً لا تُنسى.

الوحدة كان دائمًا صاحب حضور ثقيل في المشهد الكروي، حتى وإن غابت عنه البطولات الكبرى، فقد مثّل النادي مرجعية كروية وثقافية في معقله، ولطالما حظي بجماهيرية محلية تحرص على بقاء النادي في دائرة الضوء.

لذا فإن سقوطه بهذا الشكل العشوائي والصامت لا يُعد هبوطًا فنيًا فحسب، بل خسارة معنوية وتاريخية لكرة القدم السعودية، لا سيما أن العودة من دوري يلو ليست بالأمر السهل، خصوصًا في ظل الأوضاع الحالية.

مصير مجهول

القلق الأكبر اليوم ليس في الهبوط، بل في عدم وجود أي مؤشرات لإعادة البناء. لا تعاقدات جديدة، لا خطة إدارية معلنة، كل ما يظهر في الصورة هو رحيل اللاعبين، وتفكك الفريق، وسط فراغ إداري حاد.

في المقابل، بدأت معظم أندية دوري يلو تحركاتها مبكرًا، سواء بالتعاقد مع مدربين أو استقطاب لاعبين مؤثرين، ما يضع الوحدة في موقف أصعب، إن لم يتم تداركه سريعًا.

وفي حال استمرار الإدارة على وضعها الحالي فإن النادي مهدد ليس فقط بالابتعاد عن دوري المحترفين لفترة طويلة، بل حتى بفقدان هويته التاريخية وسط زحام التغيير السريع في خارطة الكرة السعودية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان