هاتريك كامل الأوصاف.. بولبينة يكوي اتحاد جدة بنيران آسيا

ظهر النجم الجزائري عادل بولبينة، المحترف ضمن صفوف الدحيل القطري، بمستوى مذهل للغاية خلال مواجهة اتحاد جدة، مساء اليوم الإثنين، ضمن منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري في دوري أبطال آسيا للنخبة.

وتغلب الدحيل على الاتحاد في قطر بأربعة أهداف مقابل هدفين، إذ سجل عادل بولبينة ثلاثة أهداف "هاتريك" في الدقائق 5 و33 و53 بينما أضاف زميله كريستوف بياتيك الهدف الرابع في الدقيقة 74، وفي المقابل سجل الاتحاد هدفيه عبر نجمه الفرنسي كريم بنزيما وذلك في الدقيقتين 76 و83. 

وتراجع "العميد" للمركز السابع في جدول ترتيب مجموعة الغرب، وفي رصيده 6 نقاط، بينما تقدم الدحيل ليحتل المرتبة السادسة بعدما زاد رصيده إلى 7 نقاط.

هاتريك تاريخي

شهدت المباراة المثيرة، تألقًا لافتًا من بولبينة الذي تمكن من تسجيل هاتريك تاريخي في الدقائق 5 و33 و53 من عمر المباراة.

والمثير في الأمر أن بولبينة سجل الهاتريك بكل الطرق الممكنة، حيث جاء الهدف الأول من تسديدة صاروخية من خارج حدود منطقة الجزاء، فشل حارس الاتحاد في التعامل معها عند الدقيقة الخامسة من بداية اللقاء.

وفي الدقيقة 33، نجح بولبينة مجددا في المرور من البرتغالي دانيلو بيريرا، قبل أن ينفرد بالحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش ثم أودع الكرة في الشباك ببراعة شديدة. ولم يكتف بهذا القدر، حيث جاءت الدقيقة 53 لتشهد على مهارة فردية رائعة من بولبينة الذي تجاوز دفاع الاتحاد، وأطلق تسديدة بالقدم اليسرى لم يستطع رايكوفيتش التعامل معها.

تألق اللاعب الجزائري لم يكن وليد اللحظة وتحديدًا ضد الأندية السعودية، حيث سجل هدفًا رائعًا ضد الهلال في الجولة الأولى من هذه المرحلة، ولكن انتهت تلك المباراة ضد الزعيم بالخسارة بهدفين مقابل هدف.

الأكثر مساهمة

وبهذه الثلاثية، أصبح عادل بولبينة هو اللاعب صاحب العدد الأكبر من المساهمات التهديفية حتى الآن خلال البطولة الآسيوية بواقع 6 مساهمات (التسجيل والصناعة معا).

بولبينة رفع رصيده إلى 5 أهداف بجانب تمريرة حاسمة في 5 مباريات خاضها على مستوى دوري أبطال آسيا للنخبة.

وتفوق بولبينة على الفرنسي موسى ديابي جناح اتحاد جدة، صاحب الـ5 مساهمات، ومواطنه رياض محرز لاعب أهلي جدة الذي يمتلك 4 مساهمات.

الاتحاد في مهب الريح

الاتحاد يعيش واحدة من أكثر لحظاته ارتباكًا خلال الموسم الجاري، حيث ظهر بمستوى باهت للغاية أمام الدحيل ليسجل خسارة جديدة تحت قيادة المدير الفني سيرجيو كونسيساو.

 لم يكن هذا المستوى بمثابة سقوط عابر، بل هو امتدادًا لسلسلة طويلة من التذبذب التي تحاصر الفريق منذ انطلاق الموسم الجاري، على المستوى المحلي والقاري، وتكشف بوضوح حجم الخلل الذي لم يُعالج حتى الآن.

منذ بداية الموسم، لم ينجح الاتحاد في تقديم الصورة التي تُليق بفريق يملك هذا العدد من النجوم والأسماء اللامعة، أصحاب الإمكانيات الفنية العالية، ولا بهذه القاعدة الجماهيرية الضخمة التي تنتظر دائمًا فريقًا مقاتلًا على كل البطولات التي يشارك بها.

 لكن الواقع مختلف؛ الفريق يدخل كل مباراة وهو مثقل بعيوب واضحة: منظومة دفاعية مهزوزة، وسط من دون أنياب، وهجوم يعتمد على اجتهادات ومهارات فردية أكثر من كونه نتاج عمل جماعي منظم. وعندما تواجه منافسًا يملك إيقاعًا عاليًا مثل الدحيل، تظهر كل هذه النقاط دفعة واحدة.

الظهور الكارثي ضد الدحيل جاء كمرآة حقيقية لحال الاتحاد، الفريق بدا من دون هوية، ولا رد فعل، وكأن الضربات التي تلقّاها على مدار الأسابيع الماضية أثرت فيه نفسيًا قبل أن تؤثر عليه فنيًا. 

تراكم النتائج السلبية في الدوري السعودي خلق حالة من الضغط الداخلي، جعلت أداء الفريق في البطولة القارية هشًا وغير ثابت، فبمجرد أن تلقّى الاتحاد الهدف الأول الليلة ظهر الارتباك بوضوح، وكأن اللاعبين فقدوا القدرة على العودة الذهنية قبل الفنية.

تأثير هذه السقوط قد يتجاوز حدود البطولة الآسيوية. مثل هذه العثرات تضرب الثقة، وتضع الجهاز الفني في موقف أكثر صعو، كما تزيد حالة التساؤل داخل المدرج الاتحادي حول مدى قدرة الفريق على النهوض سريعًا.

 الاتحاد يدخل مرحلة حساسة من الموسم وهو لا يزال يبحث عن نفسه، عن شكل واضح يمكن البناء عليه، عن منظومة تمنح الفريق الحد الأدنى من التوازن، وهو ما لم يتحقق حتى الآن رغم تعدد المحاولات.

كما أن السقوط يأتي في وقت يعاني فيه الفريق أصلًا من مشاكل متراكمة: إصابات، تغييرات مستمرة في التشكيل، ومن قبله الجهاز الفني غياب الانسجام، وضغوط إعلامية وجماهيرية لا تهدأ.

 كل هذه العوامل تجعل أي تعثر يتحول إلى كرة ثلج تكبر مع كل مباراة، وتدفع الفريق إلى مزيد من التخبط إذا لم يكن هناك تدخل واضح يعيد ترتيب الأوراق، بناء على رؤية مدروسة لا مجرد محاولة تهدئة الاحتقان الجماهيري وهو الفخ الدائم الذي تسقط فيه إدارات الاتحاد المتعاقبة باختلاف الأسماء.