
حققت إنجلترا ما خططت له طويلا وتأهلت لأول مرة للمباراة النهائية في بطولة أمم أوروبا، رغم أن عمر البطولة وصل إلى 60 سنة، وسيكون معها على الطرف الثاني على خط النهاية منتخب إيطاليا، الذي تعود على أن يكون فرس الرهان في النهائيات.
فوز إنجلترا على الدنمارك في قبل النهائي، اعتبره البعض غير نظيفا، بعد أن احتسب الحكم الهولندي داني ماكيلي ركلة جزاء، لقيت الكثير من ردود الفعل الغاضبة، حتى من أساطير إنجليزية، باعتبار أن سقوط مهاجم إنجلترا رحيم سترلينج كان مبالغا فيه، ولم يكون الاحتكاك الذي اعتبر خفيفا يستحق ركلة جزاء في مثل هذه المباراة الملحمية، حيث كانت النتيجة تشير للتعادل بهدف لكل فريق، في الشوط الإضافي الثاني، وعلى بعد 6 دقائق فقط من نهاية المباراة.
إذا ستكون إيطاليا في مهمة صعبة للغاية، وهي تواجه الإنجليز على ملعبهم التاريخي ويمبلي، وأمام جماهيرهم المتدفقة حماسا، وفي نفس الوقت عواطف الحكام الذين قد تتأثر بالأرض والتاريخ، وقد يتكرر ما حدث في نهائي كأس العالم 1966 حين فاز الإنجليز بلقبهم التاريخي الوحيد بهدف مشكوك في صحته بالمرمى الألماني، في ظرف مشابه لما حدث في قبل النهائي، حيث كانت النتيجة تشير للتعادل 2-2 للأشواط الإضافية، وسجلت إنجلترا الهدف الثالث عبرهيرست بعد أن ارتطمت الكرة بالعارضة ونزلت على خط المرمى، وما زال الألمان يتحدثون عن عدم تجاوز الكرة لخط المرمى، ورغم ذلك فازت إنجلترا باللقب، ورغم مرور 55 عاما على هذا الهدف، إلا أن الحديث عنه لم يتوقف.
المباراة لن تكون سهلة، والخطأ فيها سيكون مرفوضا، والمنتخب الإيطالي العريق بسمعته وإنجازاته وقوته، لن يكون لقمة سائغة أمام طموح الإنجليز بلقب حلموا فيه كثيرا، وفي النهائي الأول لهم رغم عراقة مشاركتهم في البطولة.
التاريخ يقول أن الطليان دوما يفوزون على الإنجليز إذا ما تواجهوا رسميا، ولم يسجل سوى فوز رسمي وحيد للإنجليز في تصفيات كأس العام عام 1976 حيث رد فيها الإنجليز على خسارة الذهاب بهدف، ليفوزوا بهدفين، وقبل ذلك وبعده، فشلوا في تحقيق أي فوز على الأزوري سواء في كأس العالم أو اليورو.
إذا هي معركة من نوع آخر، سيستخدم فيها الإنجليز كل أسلحتهم المتاحة، لمحاولة اختراق ترسانة الطليان التي استعصت على أساطين القارة، ولم يتمكن أي منتخب من تحقيق الانتصار عليها، بعد أن أعاد المدرب الماكر مانشيني بعث روح الآزوري في نفوس الفرسان، ولكن في الوقت ذاته، يتمنى الجميع أن تكون معركة عادلة بعيدة عن أي تدخل خارجي، قد يفسد عدالة البطولة وروحها وتاريخها.
البطولة نظمت مبارياتها استثنائيا في 11 مدينة أوروبية، لكنها فعليا صبت في مصلحة إنجلترا التي خاضت مباراة واحدة فقط خارج أرضها طيلة البطولة، واستضاف ويمبلي جميع مبارياتها، حتى بات سلاحا مؤثرا في مواجهة الخصوم، ونذكر صرخة مدرب إسبانيا لويس إنريكي عندما غضب من عدم قدرة الماثادور من التدرب على أرضية الملعب قبل مواجهة إنجلترا.
الأمر ليس تشكيا في نزاهة التحكيم في البطولة التي شهدت أفضل تطبيق لتقنية الفار منذ اعتمادها، وأدارها أفضل حكام العالم، لكن الشبهة الوحيدة التي شابت التحكيم في البطولة بأسرها، تسببت بوصول أصحاب الأرض إلى المباراة النهائية..وهو بحد ذاته مصدر القلق الوحيد لإيطاليا وعشاقها في جميع أنحاء العالم.



