تستضيف الشارقة مباريات المجموعة الرابعة من كأس العالم للناشئين لكرة القدم في الإمارات من 18 إلى 24 أكتوبر الحالي، وتتنافس فيها منتخبات تونس وفنزويلا وروسيا واليابان.
تملك تونس تاريخ خاص في مونديال الناشئين الذي شاركت فيه للمرة الأولى في النسخة الخامسة في اليابان عام 1993، وخرجت من الدور الأول باحتلالها المركز الثالث في المجموعة الرابعة، رغم تحقيقها الفوز الأول بتاريخ مشاركاتهم في البطولة بتفوقهم على الصين بهدف وحيد.
وغاب "نسور قرطاج" 14 سنة، وعادوا للظهور في كوريا الجنوبية 2007، وحققوا نتائج مميزة بعدما تأهلوا إلى دور ال16 بتصدر قمة المجموعة الخامسة بثلاثة انتصارات متتالية على بلجيكا والولايات المتحدة وطاجيكستان، لكنهم خسروا أمام 1-3 بعد الوقت الإضافي.
وتأهل المنتخب التونسي إلى كأس العالم 2013، باحتلال المركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة في المغرب، محققاً أفضل مركز بتاريخ مشاركاته في البطولة التي بدأها "نسور قرطاج" بفوز مثير على بتسوانا 3-1، وعلى الجابون 4-2 بقيادة المدرب عبدالحي بن سلطان.
لكن تلقى المنتخب التونسي خسارة موجعة 2-4 على يد المنتخب النيجيري في الدور قبل النهائي، قبل أن يحقق فوز معنوي بركلات الترجيح 11-10 على أصحاب الأرض المغرب في مباراة المركز الثالث.
ويضم الفريق عدد من اللاعبين المميزين الذين ظهروا مع "نسور قرطاج" في البطولة الأفريقية، وفاز بهم بكأس العرب تحت 17 سنة العام الماضي، وفي مقدمتهم الثنائي المتميز فراس بلعربي وحازم الحاج حسن اللذان سجلا معاً أكثر من نصف أهداف المنتخب التونسي في البطولة الأفريقية. سجل كل من بلعربي والحاج، 4 أهداف ليحتلا معاً المركز الثالث في ترتيب الهدافين، وتميز أيضاً معهما قائد الفريق شمس الدين الصامتي ونضال بن سالم ومعز عبود.
ظهور فنزويلا
فشلت فنزويلا في التأهل لأي من النسخ السابقة لكأس العالم للناشئين، لكنها حققت إنجازاً تاريخياً بانتزاع بطاقة العبور إلى الإمارات 2013، بعد أن أنهى الفريق المرحلة الختامية لتصفيات أمريكا الجنوبية وفي رصيده نفس عدد النقاط التسعة التي بحوزة الأرجنتين والبرازيل، واحتل المركز الثاني بجدارة واستحقاق.
ويضم الفريق حالياً مجموعة من النجوم أمثال خوسيه ماروفو وفرانكو دياز، وأندريس بونسي الذي سجل سبعة من الأهداف الثمانية في طريق فنزويلا إلى الإمارات.
تاريخ روسيا
لم تشارك روسيا في كأس العالم تحت 17 سنة، إلا مرة واحدة في تاريخها تحت مسمى الاتحاد السوفيتي وفي عام 1987 في نسخة كندا، وأحرز الكأس بقيادة المدرب ألكسنتدر بيسكاريف، ووقتها تفوق على منتخبات مجموعته بفوزه على بوليفيا 4-2 وعلى المكسيك بسباعية، قبل أن يتغلب على فرنسا وكوت ديفوار في دور الثمانية وقبل النهائي على التوالي، ثم على نيجيريا بركلات الترجيح 4-2 في المباراة النهائية بعد التعادل 1-1.
كان من الصعب تصور أن تكون تلك المشاركة لهذا الفريق المدهش، الأخيرة على في هذه الفئة العمرية في كأس العالم على مدى أكثر من عقدين من الزمن، وأضطر الفريق من أجل العودة إلى المسرح العالمي، إلى خوض تصفيات على مرحلتين قبل أن ينتزع بطاقته لبطولة أوروبا تحت 17 سنة في سلوفاكيا، وهناك ضرب الفريق الذي يشرف عليه دميتري كوموخا، بقوة في مستهل مشواره بفوزه على جاره الأوكراني بثلاثية، قبل أن يتعادل في مباراتيه التاليتين مع كرواتيا سلبياً ومع إيطاليا 1-1.
وبعد تعادل جديد مع السويد في قبل النهائي، انتزع المنتخب الروسي مقعده في المباراة النهائية بفضل ركلات الترجيح، ثم التقت روسيا مجدداً بإيطاليا فتكرر سيناريو مباراة نصف النهائي بالتعادل السلبي، قبل أن يحسم الروس اللقب في مصلحتهم بفضل تألق حارس مرماهم وقائد الفريق أنطون ميتريوشكين في التصدي لثلاث ركلات ترجيحية.
ويتمتع منتخب روسيا بدفاع صلب لم يدخل مرماه سوى هدف واحد في النهائيات الأوروبية المؤهلة إلى كاس العالم، وتركيز كبير سمح لأفراد الفريق بالتفوق في ركلات الترجيح الشاقة وتحديداً في نصف النهائي ضد السويد 10-9، ونجاح المدرب في استخراج أفضل ما لدى أفراد الفريق من موهبة.
تفوق اليابان
بعد أن بلغت اليابان مرتين دور الثمانية في كأس العالم تحت 17 سنة، تخوض بطولتها السابعة في الإمارات بحثاً عن تحقيق طفرة جديدة، بعدما أبهرت العالم تحت قيادة مدربها تاداتوشي كومي، في أول ظهور عالمي لهم في نسخة 1993، ووصلوا وقتها إلى دور الثمانية على أرضهم وبين جماهيرهم، بعد التعادل السلبي مع إيطاليا والفوز على المكسيك 2-1 ليضمنوا تأهلهم، قبل السقوط على يد نيجيريا بالنتيجة نفسها، علماً أن الأفارقة أكملوا طريقهم إلى اللقب في نهاية المطاف.
وتمكن اليابانيون من محاكاة هذا الإنجاز في النسخة الأخيرة في المكسيك 2011، حيث تقدموا إلى دور ال16 بعد فوزهم في مجموعة صعبة إلى جانب الأرجنتين وفرنسا وجامايكا، ثم واصلت الماكينة اليابانية عروضها المميزة مسجلة ستة أهداف نظيفة أمام نيوزيلندا، قبل أن تسقط 3-2 على يد البرازيل لفشل بذلك في حجز مكان لها في دور الأربعة.
ونجح المنتخب الياباني بقيادة مدربه هيروفومي يوشيتاكي، في التأهل للمرة الرابعة على التوالي لمونديال الناشئين عندما دخل غمار التصفيات في سبتمبر الماضي في إيران، حيث فاز على السعودية بهدفين، وعلى كوريا الشمالية بثلاثية، ووصل إلى دور الثمانية مع كوريا متصدرة المجموعة، وفاز "محاربو الساموراي" على سوريا 2-1 ليضمنوا التأهل إلى الإمارات، ثم كسبوا العراق 5-1 في الدور قبل النهائي، لكنهم خسروا بركلات الترجيح على يد أوزبكستان لتفوت فرصة خطف لقبها الآسيوي الثالث.
واستعد المنتخب الياباني للمونديال، من خلال بطولة ودية للشباب في الإمارات، وفاز فيها 3-1 على جمهورية التشيك، وتعادل 3-3 مع أصحاب الأرض، وخسر أمام تونس 1-2، ويضم الفريق حالياً النجوم تارو سوجيموتو، أوجاوا هيروكي، ساساكي واتارو ويويا ناجاساوا.

