
حققت كوريا الجنوبية إنجازًا تاريخيًا في مونديال 2002، بحصد المركز الرابع، علمًا بأنها المرة الوحيدة التي تتأهل فيها إلى المربع الذهبي، وكان وراء ذلك المجد العديد من الأسباب، لعل أبرزها قائد المنتخب والصخرة الدفاعية هونج ميونج بو.
يستعد عشاق الساحرة المستديرة، في مختلف أنحاء العالم، لانطلاق النسخة الـ21 من كأس العالم، المقرر إقامتها في روسيا من 14 يونيو/حزيران وحتى 15 يوليو/تموز المقبلين.
ويرصد "كووورة" في سلسلة حلقات بعنوان "نجوم صنعت التاريخ" أهم اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق المجد لمنتخبات بلادهم في المونديال، والحلقة الـ26 مع هونج ميونج بو.
قيادة محكمة
قاد هونج ميونج بو دفاع كوريا الجنوبية باقتدار، في مونديال 2002، نظرًا لخبرته الكبيرة داخل الملاعب، إذ كان يبلغ من العمر وقتها 33 عامًا.
وبخلاف عمره، كان بو يملك خبرة كبيرة في اللعب بكأس العالم، إذ شارك مع منتخب بلاده في 3 بطولات سابقة هي 1990 و1994 و1998.
ولم يستطع هونج قيادة كوريا الجنوبية لتجاوز الدور الأول في تلك البطولات، إلا أنه ساهم بشكل كبير، في تحقيق الإنجاز التاريخي عام 2002.
صلابة دفاعية
تمتعت كوريا الجنوبية في مونديال 2002 بصلابة دفاعية، إذ نجح الصخرة هونج ميونج بو في الدفاع عن عرين منتخب بلاده طوال مشوار المونديال.
خلال دور المجموعات، لم تستقبل الشباك الكورية سوى هدف وحيد، جاء في التعادل أمام الولايات المتحدة الأمريكية (1-1)، بخلاف ذلك فاز المنتخب الآسيوي على بولندا (2-0) والبرتغال (1-0).
صعدت كوريا الجنوبية منظمة البطولة بجانب اليابان وقتها في صدارة المجموعة، متسلحة بحماس جماهيرها المتعطشين لتحقيق إنجاز كبير، بعد عبور الدور الأول.
المفاجآت مستمرة
اصطدم رفقاء هونج ميونج بو في دور الـ16، بالمنتخب الإيطالي، وهنا توقع معظم المتابعين أن المغامرة الكورية انتهت، خاصة بعد تقدم الأزوري مبكرًا.
لكن الكوريين نجحوا في قلب الطاولة بإحراز هدف التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين، ثم هدف آخر قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بلحظات، ليقصي المنتخب الآسيوي، العملاق الإيطالي المدجج بالنجوم، ويصعد لدور الثمانية.
وفي ربع النهائي استطاع منتخب كوريا الجنوبية تحقيق مفاجأة جديدة، بعدما أطاح بإسبانيا عن طريق ركلات الترجيح، بعدما انتهت المباراة بالتعادل السلبي.
وتقدّم هونج ميونج بو لتسديد الركلة الخامسة والحاسمة، ليسجل منها هدفًا، معلنًا انطلاق الأفراح في كوريا الجنوبية، بعد التأهل لنصف النهائي، في سيناريو أشبه بالحلم بالنسبة للكوريين.
وداع مشرف
خرجت كتيبة المدرب الهولندي جوس هيدينك من نصف النهائي، بعد الخسارة من ألمانيا بهدف وحيد، ليترك ذكرى رائعة على أرضه في المونديال.
ولم يستطع المنتخب الكوري حصد المركز الثالث، إذ خسر من تركيا (3-2)، ليكتفي بالمركز الرابع، في إنجاز تاريخي لم يتحقق من قبل بالنسبة للشمشون.
إنجازات فردية
دخل هونج ميونج بو التشكيل المثالي للمونديال، ما يؤكد الدور الكبير الذي لعبه مع منتخب بلاده في بطولة 2002، فبخلاف أدائه الدفاعي القوي، كان قائدًا حقيقيًا لزملائه داخل الملعب.
كما حصد المدافع الذي لم يلعب في أي نادٍ أوروبي طوال مسيرته، جائزة ثالث أفضل لاعب في البطولة، بعد الحارس الألماني أوليفر كان والظاهرة البرازيلية رونالدو.
وتم اختيار كوريا الجنوبية، كأكثر المنتخبات إمتاعًا في البطولة، بعد الأداء الكبير الذي قدمه لاعبو الشمشون بقيادة المدرب الهولندي المخضرم جوس هيدينك، والقائد المحنك هونج ميونج بو.
قد يعجبك أيضاً



