
لم يحمل فقط شارة قيادة منتخب بلاده، بل حمال آمال الشعب الروماني كله في تحقيق إنجاز تاريخي بمونديال 1994، بعد سنوات من الفشل المتواصل والخروج من الدور الأول في أغلب النسخ الماضية، فكان على قدر الحدث، وصنع المجد لرومانيا.. إنه النجم الأسطوري جورج هاجي.
يستعد عشاق الساحرة المستديرة، في مختلف أنحاء العالم، لانطلاق النسخة الـ21 من كأس العالم، المقرر إقامتها في روسيا من 14 يونيو/حزيران وحتى 15 يوليو/تموز.
ويرصد "كووورة" في سلسلة حلقات بعنوان "نجوم صنعت التاريخ" أهم اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق المجد لمنتخبات بلادهم في المونديال، والحلقة الـ 22 مع جورج هاجي.
صدارة مفاجئة
لم يملك منتخب رومانيا تاريخًا حافلاً في النسخ الماضية من المونديال، إذ بلغ القمة، عندما صعد لدور الـ16 في مونديال 1990، ولكن يبدو أنه كان عاقدا العزم على مواصلة التألق.
مثلت صدارة رومانيا للمجموعة الأولى مفاجأة بالنسبة للكثيرين، خاصة أنها وقعت في مجموعة صاحب الأرض والجماهير، الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب كولومبيا وسويسرا.
شق رفقاء هاجي طريقهم بقوة وتغلبوا على كولومبيا (3-1)، ولكنهم تلقوا خسارة ثقيلة أمام سويسرا في المباراة الثانية (4-1)، قبل التغلب على صاحب الأرض في اللقاء الأخير بهدف نظيف.
وأحرز هاجي، المايسترو في وسط الملعب، هدفين في دور المجموعات، ليقود منتخب بلاده إلى الدور الثاني في صدارة المجموعة.
صعقة مدوية
وقعت رومانيا في طريق الأرجنتين بالدور ثمن النهائي، ليتوقع أغلب المتابعين، أن مغامرة هاجي ورفاقه سوف تنتهي عند هذا الحد، خاصة أن منتخب التانجو كان يضم كتيبة من النجوم، ونجح في الوصول إلى نهائي النسخة الماضية 1990.
نزلت الصاعقة على رأس عشاق الأرجنتين، إذ فجر منتخب رومانيا المفاجأة واستطاع الفوز بنتيجة (3-2)، ونجح هاجي في وضع بصمته مجددًا بإحراز هدف بلاده الثالث في المباراة، والثالث له أيضًا بالمونديال.
هاجي صاحب الـ29 عامًا وقتها، لم يقتصر دوره على تسجيل الأهداف فقط، ولكنه كان العقل المدبر لمعظم هجمات رومانيا، خاصة أنه يستطيع التمرير بدقة، فضلا عن رؤيته الثاقبة داخل المستطيل الأخضر.
وداع مشرف
كان بإمكان منتخب رومانيا مواصلة مشواره في المونديال والتأهل لنصف النهائي، في إنجاز تاريخي، ربما لن يتكرر مجددًا، ولكنه توقف عند محطة السويد في ربع النهائي.
خسر منتخب رومانيا أمام السويد بركلات الترجيح بعد التعادل (2-2)، ليودع رفقاء جورج هاجي الشهير بمارادونا البلقان، المونديال الأمريكي من الباب الكبير.
مجد تاريخي
للمرة الأولى والأخيرة حتى الآن، استطاع منتخب رومانيا الوصول إلى ربع النهائي، إذا كانت أبرز إنجازاته في بطولتي 1990 و1998، الوصول إلى دور الـ16، بخلاف ذلك كان يودع البطولة من الدور الأول.
وبعد بطولة فرنسا 1998، فشل المنتخب الروماني في التأهل إلى المونديال، إذ أنه أكمل 20 عامًا دون المشاركة في المحفل العالمي.
على المستوى الفردي، دخل نجم برشلونة السابق التشكيلة المثالية للمونديال، نظرًا لما قدمه مع منتخب رومانيا، من أداء كبير، ساهم في تحقيق الإنجاز التاريخي بالبطولة الأغلى عالميًا.
قد يعجبك أيضاً



