إعلان
إعلان

نبوءة عمرها 13 يومًا.. لماذا تخلص الاتحاد من بلان؟

سمير بدر
28 سبتمبر 202515:28
Al-Nassr v Al-Ittihad - Saudi Super Cup Semi FinalGetty Images

هناك لحظات في كرة القدم لا تُنسى، كلمات تقال فتتحول مع مرور الأيام إلى شبح يلاحق فريقًا بأكمله.

وبين صافرة بداية الكلاسيكو النصر والاتحاد، وصدى هزيمة الأخير، مساء الجمعة الماضي، بدأت خيوط قصة جديدة تُكتب داخل أروقة العميد، فهي حكاية لم يكن يتخيل أحد أن أحداثها ستتصاعد بهذه السرعة.

 ومع مرور الأيام، تحولت التوقعات إلى واقع، والهمسات إلى قرار مصيري قلب الموازين داخل النادي، بسبب الهزيمة بثنائية دون رد أمام النصر في قمة الجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين.

نبوءة تحولت إلى واقع

خرج محمد نور، أسطورة الاتحاد، بتصريحات نارية يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري، قال خلالها إن "إدارة الاتحاد ستتخلص من بلان، حال خسارته من النصر، لأنها لن تتحمل أي ضغوطات إضافية".

وأضاف "أقول ذلك لأنني أعرف ما يدور في مثل هذه الأوقات، وبصفتي لاعب سابق، ومشجع لهذا النادي العظيم".

لم يكن تصريح محمد نور، مجرد جملة عابرة في استوديو تحليلي، بل كانت بمثابة نبوءة تحققت بعد أيام قليلة، حيث كانت البداية بالخسارة 1-2 من النصر في نصف نهائي كأس السوبر السعودي.

وبدأ الجميع، يترقب لحظة سقوط الورقة الأخيرة في ملف بلان، حتى جاء القرار الرسمي، صباح اليوم الأحد، ليؤكد أن النبوءة تحققت بالحرف، وأن إدارة الاتحاد لم تجد مخرجًا آخر سوى القطيعة مع المدرب الفرنسي، بعد 13 يومًا من تصريحات نور.

أكثر من مجرد خسارة

الهزيمة أمام النصر لم تكن مجرد مباراة عابرة، بل كانت بمثابة جرس إنذار، كشف مجموعة عيوب فنية صارخة، بالإضافة إلى نتاج عمل إداري كارثي.

الخسارة فتحت أبواب الانتقادات في وجه الإدارة، وبدأ الحديث عن رحيل بعض اللاعبين، أمثال الفرنسيين كريم بنزيما ونجولو كانتي، بجانب الجزائري حسام عوار.

Al Ittihad v Al Nassr - Saudi Pro LeagueGetty Images

وتسبب ذلك السقوط في نزيف لخزينة النادي الاتحادي، نتيجة فسخ عقد بلان ومنحه حوالي 4 ملايين يورو، وفقًا لتقارير صحفية.

فضلاً عن البحث عن مدير فني جديد، سيتقاضى راتبًا ضخمًا بدون أدنى شك، وهو ما سيتسبب في استمرار النزيف.

أسباب إقالة بلان

قرار إدارة الاتحاد لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة تراكمات واضحة خلال الأسابيع الماضية على المستويين المحلي والقاري.

 الفريق ظهر بلا هوية فنية، يعاني من عجز تكتيكي في المباريات الكبرى، وعجز عن استغلال قدرات نجومه بالشكل الأمثل.

 الأداء الهجومي كان باهتًا، والدفاع ارتكب أخطاءً متكررة كلفت الفريق نتائج مؤثرة، غير أن المدرب افتقد للشخصية الصارمة التي تسيطر على الفريق، وقد ظهر ذلك في عدة مواقف أمام الكاميرا.

كما أن جماهير الاتحاد، فقدت ثقتها بالمدرب سريعًا، خصوصًا بعد الهزيمة أمام النصر في الدوري وقبلها في السوبر، وهو ما زاد الضغوط على الإدارة ودفعها للتحرك سريعًا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتعقد الأمور أكثر.

3 بدائل

بدأ الحديث خلال الساعات الأخيرة عن العديد من البدائل التي يمكنها قيادة الاتحاد في الفترة المُقبلة، والتي جاء على رأسها الإسباني تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة السابق، بحسب صحيفة "سبورت" الكتالونية.

وبحسب ما ذكره الصحفي فابريزيو رومانو، عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، فإن الاتحاد تواصل مع الإيطالي لوتشيانو سباليتي، من أجل تولي القيادة الفنية خلفًا للمدير الفني الفرنسي.

وأوضح أن "حامل لقب الدوري السعودي، تواصل مع البرتغالي سيرجيو كونسيساو من أجل معرفة رغبته في تولي قيادة الفريق".

ويتوقف الأمر، على حصول تلك الأسماء على ضمانات مستقبلية، فيما يتعلق بالمستقبل الفني للفريق الاتحادي، من تدعيمات وتجديد عقود وغيرها من الأمور.

تحديات صعبة

رحيل بلان لا يعني أن الأزمة انتهت، بل قد يكون بداية لمرحلة أكثر صعوبة إذا لم تُحسن الإدارة التعامل مع الموقف، فالفريق تنتظره تحديات ضخمة في الدوري ودوري أبطال آسيا للنخبة.

الجماهير لا تريد مجرد اسم عالمي على دكة البدلاء، بل تنتظر مشروعًا طويل الأمد يعيد هيبة النادي ويمنحه الاستقرار الفني المفقود.

 وهنا تكمن المعضلة: هل تنجح الإدارة في اختيار المدرب المناسب؟ أم تستمر دوامة التغييرات التي أنهكت الفريق خلال السنوات الماضية؟

الدرس المستفاد

تجربة لوران بلان مع الاتحاد، تكشف أن الأسماء الكبيرة وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح، فغياب الانسجام بين اللاعبين، وعدم وضوح المشروع الفني في الموسم الثاني، إضافة إلى سوء التعامل مع الضغوط، كلها عوامل عجّلت بنهاية التجربة.

 الدرس الأهم أن "العميد" بحاجة إلى مدرب يملك شخصية قوية، ورؤية واضحة، وقادر على توظيف النجوم داخل منظومة جماعية تخدم النادي قبل الأفراد.

كذلك، كان يجب وضع خطة مدروسة للموسم الجاري، مبنية على دوافع وطموحات جديدة، بعد تحقيق ثنائية الدوري وكأس الملك، ولكن "العميد" دخل المنافسة بدون تغيير ملحوظ، وهو ما تسبب في الكارثة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان