إعلان
إعلان

ميريت جونوك.. قصة كفاح لحراسة عرين تركيا

efe
03 يوليو 202411:06
ميرت جونوكAFP

إذا استطاع المنتىخب التركي أن يقاتل السبت المقبل في برلين أمام هولندا، للتأهل إلى نصف النهائي الثاني في تاريخه في بطولة أمم أوروبا، فإن الفضل الأكبر سيعود إلى الحارس الذي يحمي عرينه، وهو ميرت جونوك، الذي قام بأفضل إنقاذ في البطولة حتى الآن، لينجح منتخب بلاده في إقصاء نظيره النمساوي، الذي كان يحاول إدراك التعادل في الدقيقة 95 ومد المباراة إلى وقت إضافي على أمل خطف بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي.

لكن قصة حارس مرمى بشكتاش الحالي أعمق من ذلك بكثير، إذ إنها تعبر عن الكفاح المستمر من أجل حراسة عرين المنتخب بشكل أساسي، وهو في سن الخامسة والثلاثين.

وتكلل مجهود الحارس في نهاية الأمر بلحظات من التألق على الصعيد الدولي، مما سمح للمنتخب التركي بمواصلة الحلم الكبير في البطولة الأوروبية.

وانضم جونوك إلى أكاديمية فنربخشة وهو في سن الـ 12، وبعد تدرجه في فرق الناشئين والشباب، وقع أول عقد احترافي له في عام 2009، عندما تم تصعيده إلى الفريق الأول، وإن كان كخيار ثالث في حراسة المرمى.

وتأخر ظهوره الأول لعام آخر، وتحديدا إلى 18 يناير/كانون ثان 2010، في المباراة التي خسرها فريقه أمام أنطاليا سبور في كأس تركيا بنتيجة 4-3.

وظهر الحارس للمرة الأولى في الدوري التركي، عندما أصيب الحارس الأول فولكان ديميريل في وقت مبكر من الشوط الثاني، مما اضطر جونوك البالغ من العمر 20 عاما آنذاك إلى اللعب كبديل، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه وساعد فريقه على الفوز بنتيجة (4-0).

وعلى الرغم من بدايته المشجعة، إلا أن الصعوبات بدأت في ملاحقته، حيث كان دائمًا ما يجلس على مقاعد البدلاء في الفريق الذي نشأ فيه، وشارك في 51 مباراة فقط -25 منها فقط في الدوري- في السنوات الخمس التالية. واضطر إلى الاكتفاء بمباريات الأدوار الإقصائية بكأس تركيا والمباريات غير المهمة عادةً في الدوري.

ومع ذلك، على الرغم من ندرة مشاركته مع ناديه، تم استدعاؤه للانضمام إلى المنتخب التركي.

واستغل المدير الفني الوطني عبد الله أفجي خروج منتخب بلاده من يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا، واستعان بجونوك في سلسلة من المباريات الودية بهدف اختبار المواهب الشابة.

وظهر الحارس للمرة الأولى مع المنتخب التركي في مباراة ودية أمام جورجيا في النمسا في 24 مايو/تموز 2012.

وبعد فشله في تجديد عقده مع فنربخشة في عام 2015، وقّع جونوك لنادي بورصا سبور الصاعد آنذاك، الذي كان قد فاز قبل سنوات قليلة فقط بالبطولة التركية وكان يبحث عن حارس مرمى لإعادة وضعه بين المتنافسين على اللقب، وكانت فرصة لحارس المرمى المحبط لإعادة إطلاق مسيرته من جديد.

وبدأ جونوك الموسم كأساسي، إلا أنه فقد مكانه في حراسة مرمى بورصا سبور لصالح هارون تكين بعد فترة وجيزة من منتصف الموسم، بعد أن استقبلت شباكه 32 هدفًا في 19 مباراة، مع أخطاء لم تكن معتادة من أحد أكثر حراس المرمى الواعدين في تركيا.

وأدى ذلك الموسم السيئ إلى عدم استدعائه للمنتخب الوطني في بطولة يورو 2016 في فرنسا.

وكان الموسم التالي أكثر إحباطاً. وقرر المدرب حمزة أوغلو مرة أخرى تركه على مقاعد البدلاء منذ البداية، ومرة أخرى اقتصرت مشاركاته في مباريات الكأس، ولم تفلح إقالة المدير الفني في تغيير الوضع.

وقرر جونوك تجربة حظه مرة أخرى في نادٍ آخر، وبعد فسخ عقده مع بورصا سبور، انضم إلى إسطنبول باشاك شهير عام 2017، والذي كان قد احتل وصافة الدوري والكأس التركي آنذاك.

ووضع عبد الله أفجي، المدرب نفسه الذي منحه فرصة الظهور الأول مع المنتخب التركي، ثقته فيه بمنحه مكانًا أساسيًا في الموسم الثاني.

وكان جونوك أمينًا على عرين باشاك شهير، الذي كان في طريقه للفوز بأول لقب له في الدوري التركي، لكن تراجع مستواه في الأسابيع الأخيره مكن جالطة سراي من الفوز به.

وتسبب الأداء الرائع الذي قدمه الحارس إلى عودته إلى المنتخب الوطني بعد أربع سنوات من الغياب عن تمثيل منتخب بلاده، وساهم بشكل حاسم في التأهل ليورو 2020.

وفاز باشاك شهير، في ظل وجود جونوك في حراسة المرمى، بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه موسم (2019-2020). ونال الحارس التقدير الذي عمل جاهدًا ليحصل عليه.

وبقي جونوك مع نادي العاصمة لموسم واحد آخر، لكنه موسم أضعف من سابقه (احتل الفريق المركز الـ 12 في البطولة الوطنية).

وانتقل في صيف عام 2021، بعد استدعائه للانضمام إلى المنتخب التركي في البطولة الأوروبية -رغم أنه جلس على مقاعد البدلاء خلال البطولة- إلى بشكتاش، ناديه الحالي، حيث كرر تجربة المشاركة كبديل، إلى أن احتل مكانا أساسيًا في تشكيلة فريقه الجديد.

واقتصر موسمه الأول على أربع مباريات في الدوري؛ وفي الثاني وصل إلى 23 مباراة، وفي الثالث والأخير وصل إلى 30 مباراة، ليثبت نفسه كحارس أساسي، مما أدى إلى استدعائه إلى صفوف منتخب تركيا في أمم أوروبا، التي كان عليه أن يحجز فيها مكانًا أساسيا، لكنه في النهاية حصل على مكافأة كان يستحقها.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان