Getty Imagesتمثل بطولة كأس العرب، فرصة ذهبية للفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، من أجل الاستعداد بشكل جيد لنهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
المنتخب السعودي تأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، في أكتوبر/تشرين أول الماضي، قبل نحو شهرين من خوض بطولة كأس العرب 2025 في قطر.
وبعد التأهل، خاض "الأخضر" معسكرًا في مدينة جدة خلال شهر نوفمبر/تشرين ثان الجاري، خاض خلاله مباراتين وديتين ضد كوت ديفوار والجزائر، قبل أن يشارك في كأس العرب مطلع الشهر المقبل.
وسيكون على رينارد، أن يستغل تلك البطولة على الوجه الأمثل، حتى تكون بمثابة خطوة كبيرة على الطريق الذي يقطعه المنتخب السعودي للاستعداد لنهائيات المونديال.
اختيارات محدودة
قد تكون محدودية الاختيارات، عيبًا واضحًا يعوق أي مدرب، لكنها خيار لا بد منه يفرض نفسه على رينارد في بطولة كأس العرب، من أجل الاستعداد بالشكل الأمثل للهدف الأسمى، وهو كأس العالم.
المقصود هنا أن تكون الاختيارات في قائمة كأس العرب، هي نفسها التي ستكون في بطولة كأس العالم بشكل كبير، اللهم إلا بعض التغييرات الإجبارية، مثل غياب أحد اللاعبين للإصابة أو لانخفاض مستواه بشكل ملحوظ، أو ضرورة ضم آخر لتألقه اللافت.
الهدف من هذا الأمر، هو خلق حالة من الانسجام بين اللاعبين في كأس العرب، باعتبارها آخر بطولة مجمعة سيخوضها المنتخب السعودي قبل كأس العالم، مع ضرورة استمرار هذا التقارب في المعسكرين التاليين.
وكان هذا بالظبط هو ما فعله المدرب الفرنسي، حيث جاءت قائمته في كأس العرب 2025 هي نفسها تقريبًا التي اختارها في توقف نوفمبر/تشرين ثان، ولم ينضم لها سوى لاعبين جديدين لأسباب إجبارية.
وضم رينارد، الظهير الأيمن لفريق القادسية محمد أبو الشامات، بعد تألقه الكبير في الفترة الأخيرة، لا سيما في ظل غياب سعود عبد الحميد عن بطولة كأس العرب، لمشاركته مع لانس في الدوري الفرنسي خلال نفس الفترة.
أما الإضافة الأخرى فتمثلت في مراد هوساوي، لاعب وسط الخليج، وهو خيار كان لا بد منه في ظل التألق اللافت الذي يمر به اللاعب في الموسم الحالي من الدوري السعودي، وكذلك في كأس خادم الحرمين الشريفين.
في المقابل، كان الاستبعاد الأبرز من نصيب سلطان مندش، جناح التعاون، الذي لم يكن من الأعمدة الرئيسية للمنتخب السعودي، وكذلك زياد الجهني، لاعب وسط الأهلي، في ظل تراجع مستواه بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.
أما باقي الاستبعادات، فكانت لأسباب إجبارية، على غرار متعب الحربي، الظهير الأيسر لفريق الهلال، في ظل معاناته من الإصابة خلال وقت البطولة.
هذه الطريقة في الاختيار هي تمامًا ما كان يجب على رينارد أن يفعله، فبطولة كأس العرب هي وسيلة لتثبيت الفريق وطريقة لعبه قبل كأس العالم، وليست مكانًا للتجربة أو محاولة اكتشاف وجوه جديدة قبل 6 أشهر تقريبًا من انطلاق المونديال.
وسيكون على المدرب الفرنسي، أن يُكمل ما بدأه من خلال تثبيت التشكيلة الأساسية في مباريات كأس العرب، وكذلك طريقة اللعب التي سيلعب بها في المونديال، لا سيما وأن التوقف المُقبل لن يكون إلا في مارس/آذار من العام المقبل.
الفوز لا غيره
تثبيت التشكيلة الأساسية وطريقة اللعب، ليس فقط من أجل الانسجام، ولكن أيضًا من أجل المنافسة على التتويج بلقب كأس العرب 2025، للمرة الثانية في تاريخ المنتخب السعودي، والأولى بعد غياب 23 عامًا.
الفوز يجب أن يكون الهدف الأول للمنتخب السعودي في كأس العرب، لا سيما وأنه من المنتخبات التي تشارك بالصف الأول، على عكس بعض المنتخبات التي تشارك بلاعبي الصف الثاني، على غرار مصر والمغرب والجزائر.
لكن ليس لهذا السبب فقط يجب أن يفوز المنتخب السعودي، ولكن أيضًا من أجل كأس العالم 2026، فالفوز بكأس العرب، سيكون الدافع المعنوي الأكبر ليقدم لاعبو "الأخضر" أفضل مستوياتهم في المونديال.
هذا الجيل من اللاعبين لم يعرف معنى البطولات الدولية مع المنتخب السعودي، فالأخضر لم يفز بكأس العرب منذ 2002، ولم يفز بأي لقب من الأساس منذ عام 2003.
ولعل فقدان التتويج بالبطولات، سيكون عاملًا سلبيًا بالنسبة للمنتخب السعودي في كأس العالم 2026، وهو ما يمكن محوه بشكل تام حال نجح "الأخضر" في التتويج بكأس العرب، قبل أشهر قليلة من المونديال.
مباريات السعودية في كأس العرب
يبدأ منتخب السعودية مشواره في بطولة كأس العرب 2025 يوم 2 ديسمبر/كانون ثان، أمام عمان، على ملعب استاد المدينة التعليمية بالريان.
وستكون المباراة الثانية للمنتخب السعودي على ملعب آل البيت في الخور ضد جزر القمر، بينما ستكون المباراة الثالثة وهي الأقوى ضد المغرب يوم 8 ديسمبر/كانون أول على ملعب لوسيل.
ويمتلك منتخب السعودية، خبرة في مواجهة منافسيه بكأس العرب، باستثناء منتخب جزر القمر الذي سيكون ضيفا جديد في سجل المنتخبات التي سبق أن واجهت الأخضر.
ورغم أن منتخب السعودية يمتلك تاريخا كبيرا في مواجهة الفرق الأفريقية على غرار مصر وتونس والجزائر، فإن المواجهة مع جزر القمر ستكون الأولى من نوعها بين المنتخبين.
قد يعجبك أيضاً





