إعلان
إعلان

مونديال السيدات.. طموح العربيات وخذلان الإعلام

ريان الجدعاني
07 يونيو 201920:10
riyan

انطلقت في مساء أمس الجمعة رحلة كأس العالم 2019 في فرنسا، وهي الرحلة التي يحلم بها بناتنا وأخواتنا في أوطاننا العربية، هذا الحلم الذي لا يزال بعيد المنال عن المنتخبات النسائية العربية التي لم يسبق لها الوصول لهذا المحفل العالمي.

إلا أن بارقة الأمل العربي النسائي بدأت في الظهور قبل انطلاق منافسات كأس العالم بأيام قليلة، عبر مؤتمر الفيفا الأول لكرة القدم النسائية في يومي 6 و7 من يونيو الحالي، والذي شهد حضور الاتحادات الخليجية والعربية، لنكون أمام مرحلة جديدة لمستقبل كرة القدم النسائية في أوطاننا العربية، مرحلة تعامل الاتحادات العربية بجدية مع ملف الكرة النسائية.

سعدت كثيراً بالتغريدة التي نشرها الحساب الرسمي لاتحاد بلادي، الاتحاد السعودي لكرة القدم، التي تبرز فيها مشاركته في المؤتمر عبر عضو مجلس إدارة الاتحاد الأستاذة أضواء العريفي، لأن لم يسبق للاتحاد السعودي الإعلان عن مثل هذه المشاركات التي تختص بكرة القدم النسائية، لتثبت هذه التغريدة تحرر الاتحاد من الخوف، والتأكيد بأعلى صوته بالقول.. (نعم! نحن مع كرة القدم النسائية).

لا أنسى أيضاً الأستاذة فاطمة حيات، رئيسة اللجنة النسائية بالاتحاد الكويتي لكرة القدم، التي كانت الخليجية الوحيدة التي تشارك في جلسة نقاشية في المؤتمر، لتنقل للجمهور العالمي تجربة الشقيقة الكويت في تطوير كرة القدم النسائية عبر تأسيس النسخة الأولى من الدوري الكويتي لكرة الصالات، وتأسيس المنتخب الكويتي للسيدات الصالات.

وتواجد أيضاً في المؤتمر الأستاذة هاجر المزيني، من الاتحاد العماني لكرة القدم، والأستاذة أمل بوشلاخ، من الاتحاد الإماراتي، والأستاذة سولين الزعبي، من الاتحاد الأردني، وأيضاً حضور اتحادات اليمن والسودان، وهذا التواجد العربي يجعلنا نشعر بقرب تحقيق حلم العالمية، وطبعاً حلم كأس العالم للسيدات يحتاج لكثير من الخطط والبنية التحتية والتي تحتاج لسنوات ليست بالقليلة، ولكن تثبيت الأقدام يعتبر هي نقطة البداية والهامة التي تحتاجها الكرة النسائية العربية في الوقت الحالي.

ولكن، بعد المؤتمر اصطدمنا من واقع الإعلام العربي الذي يستمر في خذلان المرأة العربية، وبل خذلان المجتمعات العربية التي لم تعد تقبل بفكرة تهميش المرأة.

فالصدمة أتت من الناقل الحصري لمسابقة كأس العالم للسيدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي قامت ببث المباراة الافتتاحية بين منتخبي فرنسا وكوريا الجنوبية بطريقة مستهترة!، فيكفي أن هذا الحدث الكبير لم يتم توفير له استوديو التحليل كما يحدث في البطولات الرجالية، بعكس القنوات الأوروبية والأمريكية والتي استفادت من هذا الحدث في تمكين المرأة باستوديوهات التحليل.

كان يمكن للقناة الناقلة الاستفادة من بث منافسات كأس العالم للسيدات بتمكين بطلات كرة القدم النسائية في منطقتنا العربية، في استوديو التحليل والتعليق على المباريات، حيث تمتلك منطقتنا موهوبات في التدريب سطرن أسمائهن بالذهب، كأسطورة الكرة النسائية في الأردن ستيفاني النبر، والمدربة الإماراتية حورية الطاهري التي تمتلك شهادة الفيفا الفئة النخبة (A)، والمدربة السعودية مرام البتيري، والمدربة السورية مها جنود.

للأسف أن القناة الناقلة، وأيضاً بقية القنوات الرياضية العربية، تستمر في خذلان وعي المجتمع العربي والذي بدأ يؤمن بأن نجاح الأوطان يعتمد على الذكور والإناث، لأن الأوطان تعتمد على جناحين للتحليق نحو الأعلى، نحو الأحلام الكبير التي بإذن الله ستتحقق حتى لو خذلنا الإعلام.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان