
مونديال الأندية..اسم كبير لبطولة مختلفة تماما على إجندة الفيفا، ومطمح دائم لكبار أوروبا وأميركا الجنوبية باعتبار ممثليها الأوفر حظا بالتتويج بهذا اللقب الذي لا يحتاج إلى كثير من العناء، مقابل ما يحصل عليه الفريق من اهتمام عالمي، وجائزة مالية تعد كبيرة قياسا بخوض مباراتين فقط للتويج بها.
هي بطولة سنوية، ولا ترتبط بفوارق زمنية كبيرة مثل سنتين أو أربع، كما هو الحال في البطولات الكبرى العالمية والإقليمية، ويتطلب المشاركة فيها الفوز ببطولة قارية، أو استضافتها من قبل دولة ما، وهنا لا تتطلب تصفيات تمهيدية مرهقة، ويكتفي الفريق بالوصول قبل موعد مباراته بيومين، ويدخل في أتون المنافسة سريعا.
ورغم ذلك، يبقى حلم التتويج بهذه البطولة صعب المنال عن الفرق العربية، ليس لضعفها أو عدم تأهيلها للفوز، ولكن لنظام البطولة، الذي تم وضعه لخدمة الفكرة ودوام استمراريتها، وضمان موافقة بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية للمشاركة فيها، خاصة وأنها تقام في وسط الموسم وبدء ظهور ملامح المنافسة بين الفرق الطامحة بالألقاب المحلية، وقبيل انطلاق مرحلة الحسم في دوري أبطال أوروبا في دور الـ 16.
إذا الاتحاد الدولي له ما يبرره بالشكل التنظيمي الغريب للبطولة، حيث يفرض على النادي المستضيف خوض مباراة مع بطل أوقيانوسيا، ومن ثم يتم توزيع بقية الفرق الممثلة للقارات، بحيث يلعب بطل آسيا أو إفريقيا مع الفائز من المباراة الأولى، والفريق الآخر يواجه بطل الكونكاف، ثم يتأهل الفائزان للتنافس مع ممثلي أوروبا وأميركا الجنوبية بدءا من الدور نصف النهائي.
وبهذا الشكل، ينتظر بطل أوروبا ومثله أميركا الجنوبية عدة أيام بعد انطلاق البطولة، حيث تبدأ معركة التصفيات بين بقية الفرق، لوصول اثنين منها فقط إلى قبل النهائي للمواجهة المرتقبة، وذلك خلال مدة زمنية قصيرة، وفي ذات الوقت، تكون الفرصة متاحة للبطلين المنتظرين مشاهدة كل المباريات، والتعرف على منافسيهما، ورصد نقاط القوة والضعف، للتمكن من تحقيق الفوز، وإكمال المشوار للمباراة النهائية.
ولو عكسنا ما سبق على أرض الواقع، نلاحظ أن الأهلي المصري خاض مباراة قوية مع مونتيري المكسيكي، وبصفوف منقوصة بسبب مشاركة عدد كبير من نجومه في كأس الأمم الإفريقية والإصابات التي داهمته بشكل غريب، وحقق فوزا شاقا، أهله لمواجهة بالميراس البرازيلي، الذي وصل مرتاحا، وخاض مباراة حياة أو موت مع فريق للتو اكتمل جانب كبير من صفوفه، وكانت النتيجة المتوقعة فوز الفريق البرازيلي بثنائية، رغم مقاومة الأهلي وصموده فترات طويلة من المباراة.
ومثله كان الهلال يواجه الجزيرة الإماراتي في مباراته الأولى بكل قوته، لانتزاع الفوز والتأهل لنصف النهائي، وبعد شوط أول وضع فيه الفريق كل ما لديه ونجح بتسجيل التعادل، واصل إيقاعه القوي في الشوط الثاني وأنجز المهمة بسداسية، وتأهل لمواجهة تشيلسي الذي خاض مباراته الأولى بشكل مريح، ووضح ذلك في الشوط الأول الذي كان تكتيكيا وبدنيا إلى حد كبير، وسجل فيه البلوز هدفا من خطأ دفاعي كان كافيا لحمل الفريق للنهائي.
طالب موسيماني بالعدل بعد خسارته أمام بالميراس، ومساواة بطل إفريقيا ببطلي أوروبا وأميركا الجنوبية، لكن باعتقادي الأمر لن يكون سهلا لإقناع الفريقين للحضور لبطولة تقام على طريقة الدوري، في هذا الوقت من الموسم، وفرض خوضهما 3 مباريات على أقل تقدير للوصول إلى النهائي، وفي الجانب المقابل، لا بد من البحث عن فكرة لتطوير هذه البطولة وجعلها أكثر تنافسية سواء بتغيير الموعد أو القواعد الناظمة لها.
في النهاية ستبقى المهمة صعبة على بطلي إفريقيا وآسيا في التتويج بهذا اللقب، ورغم حالتي الوصول إلى النهائي من العين الإماراتي والرجاء المغربي - والمصادفة أنهما شاركا باعتبارهما مستضيفين وليسا أبطال القارة - إلا أن حالة الإرهاق بسبب خوض مباريات أكثر من طرف النهائي الثاني خلال فترة زمنية قصيرة، والفوارق الفنية والبدنية والقيمة التسويقية الهائلة، أخرجتهما من المنافسة سريعا في المواجهة النهائية أمام عملاقين أوروبيين بحجم ريال مدريد وبايرن ميونخ.
تبقى المهمة صعبة، ولكن غير مستحيلة، طالما واصلت الفرق العربية ومعها الآسيوية والإفريقية محاولاتها، وزادت خبرتها في البطولة، وسيأتي وم ونحتفل جميعا ببطل عربي لهذه البطولة الكبيرة، ولكن قد يطول انتظاره طالما بقيت الأمور على حالها.
قد يعجبك أيضاً



