إعلان
إعلان

موندياليات.. الأرض والجمهور

علي الباشا
17 يونيو 201804:40
thumbeditor

‭}‬ بعد خسارة الأخضر السعودي من الفريق الروسي، قيل من بعض المحللين؛ إن عامل الأرض كان من العوامل الرئيسية في انتصار الروس، وهذا برأيي (المتواضع) تقليل من إمكانات اللاعبين السعوديين أولا، والروس ثانيا، لأن مثل هذا العامل ليس كما هو في سالف الزمان والذي تحسن استغلاله بعض الدول وتحاول التأثير على المنتخبات الأخرى.

‭}‬ فالفريق السعودي اعتاد اللعب في مباريات دولية كبرى وأمام جماهير كبيرة، وفي أجواء مناخية مختلفة وربما أقسى، وبالتالي فإن القول بتأثيرات الأرض أو حتى الجماهير ليس لهما مكان، لأن الفريق كان يومها يفتقد إلى التركيز، وأن الروس لعبوا على أخطاء المدافعين السعوديين، وهي أخطاء قاتلة واعترف بها اللاعبون الأشقاء أنفسهم، ولو أعيدت مرة أخرى لم يرتكبوها.

‭}‬ والقول أيضا إن الروس استفادوا من عامل الأرض يفتقد إلى الدقة، ولو كانوا كذلك لاستفادوا من ذات الأمر في بطولة القارات، كما أن الظروف الجوية في هذا التوقيت من السنة تناسب كل المنتخبات، على العكس فيما لو أنها أقيمت في الظروف المناخية الأقسى التي تمر على روسيا عادة، وحتى في التأثير الجماهيري ليسوا هم كذلك، وأن البطولة الحالية تستبعد أن تلعب مع أصحابها هذه المرة!

‭}‬ لكن في أحايين فإن كأس العالم على مدى تاريخها لعبت الأرض مع أصحابها لناحية التأثير الجماهيري في المقام الأول، كما هو حاصل في النسخة الأولى بالأورغواي التي بنت (استادا) يتسع لمائة ألف متفرج، لأنها تريد الاستقواء بهم على الأرجنتين فيما إذا وصل معها إلى النهائي، وقد حصل ذلك وجلبت الأرجنتين 20 ألفا؛ في النهائي الذي تأخر ربع ساعة لإصرار كل فريق على أن يلعب بكرته.

‭}‬ وفي تاريخ المونديال أن ايطاليا في مونديال 1934 والتي كانت تحت الحكم الفاشي استثمرت الأرض والجماهير للدعاية للفاشية ولمنتخبها، وهذا كان له تأثير على لاعبي المنتخبات الأخرى، وبالذات أن ايطاليا التي ضمت إليها 3 لاعبين من الأرجنتين، وكان من المستحيل أن تخرج الكأس من روما ليس لقوة الفريق فقط، وإنما لعامل التأثير النفسي على لاعبي الفرق الأخرى.

‭}‬ وأيضا استثمار الأرض والجمهور كان في مونديال 1978 في الأرجنتين التي كانت تحت حكم العسكر، وكانت تسعى للقب بكل قوة لدرجة أن كرويف الهولندي امتنع عن الذهاب لإيطاليا خوفا من الاختطاف من قبل الجماهير، وأن البرازيل التي كان لها فريقا جيدا شككت في فوز الأرجنتين على بيرو 6/0 ووصولها إلى النهائي، ثم فوزها فيه على هولندا وكان دور الجمهور كبيرا!

**نقلا عن جريدة اخبار الخليج البحرينية 

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان