إعلان
إعلان

من القمة للقاع: أحلام كوراني ولاوث بقيادة هجوم ألمانيا تتحطم على صخرة الواقع

dpa
06 نوفمبر 200619:00
2006-08-25-68pl9189EPA
عندما استبعد يورجن كلينسمان مدرب المنتخب الالماني السابق لكرة القدم المهاجم الشاب كيفين كوراني من قائمة المنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم 2006 اعتبر هذا القرار مفاجأة كبيرة. ففي ذلك الوقت كان كوراني قد سجل 14 هدفا في 35 مباراة دولية لعبها مع ألمانيا منذ مباراته الدولية الاولى في آذار/مارس .2003

وقبل شهر واحد بالعام نفسه، انضم بنيامين لاوث للمرة الاولى إلى صفوف المنتخب الالماني بعدما حقق انطلاقة رائعة على مستوى دوري الدرجة الاولى الالماني مع نادي 1860 ميونيخ.

واعتبر كل من لاوث وكوراني وكلاهما في بداية العقد الثالث من العمر قوة هجومية مستقبلية ضاربة للمنتخب الالماني. وباتت قيادتهما لهجوم منتخب ألمانيا في كأس العالم 2006 أمرا شبه مؤكد.

ونجح نادي هامبورج الالماني في اقتناص لاوث بعد عام واحد عندما فشل فريق 1860 ميونيخ في تجنب الهبوط لدوري الدرجة الثانية، بينما انتقل كوراني من شتوتجارت إلى شالكه مقابل سبعة ملايين يورو (93ر8 ملايين دولار) فيما اعتبر سعرا قياسيا في شتوتجارت خلال صيف .2005

وتوقع كل من هامبورج وشالكه وهما من الاندية الالمانية الكبيرة التي تسعى حاليا لاستعادة أمجادها تحقيق العديد من الانجازات من مهاجميهما الجديدين. ولكن الامور لم تسر على هذا النحو.

فقد أصبح لاوث الان نجما شبه منسيا حتى أنه لم يظهر على مقاعد البدلاء في مباريات هامبورج الاخيرة. بينما واجه كوراني أكبر صدمات مشواره بالملاعب حتى الان عندما استبعد من قائمة المنتخب الالماني المشارك في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا.

وبالنسبة للاوث /25 عاما/ فقد كانت الاصابات المتلاحقة عاملا أساسيا في إعاقة تقدمه. فلم يشارك اللاعب سوى في عشر مباريات مع هامبورج خلال موسم 2004/.2005 الا أنه بدا وكأنه قد عاد إلى الطريق الصحيح في الموسم الماضي حتى أن البعض رأى أن اللاعب أمامه فرصة للانضمام إلى المنتخب الالماني المشارك في كأس العالم .2006

ولكن منذ انطلاق الموسم الحالي ومدرب هامبورج توماس دول يبدو غير واثقا من أن لياقة لاوث وكفاءته البدنية تؤهلانه لقيادة هجوم الفريق. وأصبحت مشاركات لاوث مع هامبورج نادرة وبعد حصوله على البطاقة الحمراء في مباراة الفريق أمام سسكا موسكو الروسي في بطولة دوري أبطال أوروبا لم يعد وضع لاوث في هامبورج يختلف كثيرا عن المتفرجين.

والان بات لاوث يتساءل عما إذا كان له أي مستقبل مع هامبورج بعدما أصبح المهاجم الرابع في الفريق بعد الوافدين الجدد بوباكار سانوجو ودانييل ليوبويا وباولو جويريرو.

وصرح لاوث لمجلة "كيكر" الرياضية الالمانية قائلا "بالتأكيد أشعر بخيبة أمل كبيرة لانني لم أحظ منذ وقت طويل بأي فرصة للعب نصف مباراة أو أكثر. وهو شيء لا أفهمه".

ورفض لاوث الاتهامات الموجهة إليه بأنه لم يبذل الجهد الكافي لتحقيق الامال التي علقت عليه عندما كان لاعبا واعدا.

وقال "في الموسم الماضي احتللنا المركز الثالث بترتيب الدوري الالماني ولعبت 31 مباراة. والان نحن نقبع في المركز 15 وتقولون أنني لست جيدا بالقدر الذي يؤهلني للعب؟ هذا أمر يصعب علي فهمه. إن حالتي البدنية جيدة كما كانت من قبل. وهذا ما كان واضحا في جميع اختبارات اللياقة البدنية التي خضعت لها".

ولا يقل الاحباط الذي يعاني منه كوراني في شالكه عن إحباط لاوث في هامبورج.

فقد أصبح كل دور كوراني الذي يحمل ثلاث جنسيات: الالمانية من والده الذي ينحدر من أصل مجري والبنمية من والدته والبرازيلية مسقط رأسه، هو تدفئة مقاعد البدلاء بالفريق.

واكتفى كوراني /24 عاما/ الذي سجل 40 هدفا لشتوتجارت في 99 مباراة بتسجيل هدفين فقط في تسع مباريات لعبها مع شالكه هذا الموسم. كما أن جماهير شالكه لا تتقبل كوراني حتى أن الكثيرين منهم دائما ما يهاجمونه بصفارات الاستهجان.

وتحول الوضع من سيء إلى أسوأ بالنسبة لكوراني عندما فرض عليه شالكه غرامة مالية لانه لم يجلس على مقاعد البدلاء عقب استبدال المدرب ميركو سلومكا له في إحدى مباريات كأس ألمانيا قبل أسبوعين تقريبا.

وكانت قوة كوراني في الهواء وسرعته ومهارته العالية قد جعلت منه أفضل مهاجم بصفوف المنتخب الالماني مع حلول بطولة الامم الاوروبية السابقة يورو 2004 بالبرتغال.

ولكن كانت هناك إشارات بأن كلينسمان ليس راضيا تماما عن السلوك العام لكوراني. فالمدرب الشاب لم تعجبه التقارير الواردة عن زيارات اللاعب للملاهي الليلية وعدم التزامه وتراخيه في الاجابة على بريده الالكتروني.

وعندما أعلن كلينسمان قائمة المنتخب الالماني المشارك في كأس العالم لم يكن هناك مكان بالقائمة لكوراني الذي لم يعلب لمنتخب بلاده منذ تشرين الثاني/نوفمبر بالعام الماضي. ويبدو أن كوراني

مازال يعاني من استبعاده في كأس العالم حتى الان.

واعترف في مقابلة حديثة له مع صحيفة "دي فيلت" الالمانية قائلا "كانت صدمة قاسية بالنسبة لي .. فقد كان حلمي هو أن ألعب كأس العالم في بلدي نفسها. وأحاول عدم التفكير في الامر أكثر من ذلك".

الا أن كوراني يبدو عاجزا عن النسيان. فعندما سئل عما إذا كانت أزمته الحالية هي أسوأ ما مر به طوال مشواره بملاعب كرة القدم أجاب مجلة "كيكرز" الرياضية قائلا "لا. أسوأ ما مررت بي هو عدم مشاركتي في كأس العالم".

وبرغم ما يمران به من مشاكل حالية الا أن كوراني ولاوث أكدا استعداديهما للمقاومة من أجل بلوغ أوقات أفضل.

واعترف كوراني بأن صورته السيئة في أعين جماهير شالكه هو "كارثة" وقال "يبدو الامر وكأنني لم ألعب كرة من قبل. أهدافي ال14 في 35 مباراة دولية وأهدافي مع شتوتجارت - كل ذلك ذهب في طي النسيان. يجب علي اجتياز هذا الامر".

وأضاف كوراني "ولكنني لن أستسلم. لن أسمح لنفسي بالانكسار .. عندما ينتهي هذا الوقت سأكون قد تعلمت الكثير".

أما لاوث فبرغم وضعه الضعيف حاليا في هامبورج الا أنه مازال يأمل في إضافة المزيد من المشاركات الدولية لمبارياته الخمس التي لعبها مع منتخب بلاده. ولكنه أيضا لم يعد يستبعد الرحيل عن هامبورج.

وقال "إنني أبذل قصارى جهدي لاستعادة مكاني هنا (بهامبورج). ولكن إذا استمرت الامور لاشهر على هذا الوضع فسيكون علي أن أسأل نفسي إذا كان لبقائي هنا أي معني".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان