Getty Imagesمن نشوة الحلم إلى مرارة الانكسار، وجد أهلي جدة نفسه غارقًا في ليلة مؤلمة أمام بيراميدز، كشفت الكثير من العيوب وأزاحت الغطاء عن جراح عميقة تنزف في جسده.
الأهلي خسر على أرضه ووسط جماهيره أمام بيراميدز، بنتيجة (1-3) في إطار منافسات كأس القارات، وهي هزيمة لم تكن متوقعة إلى حد كبير، نظرًا لفارق الإمكانيات.
وتسببت الهزيمة من الفريق المصري في هجوم ناري من الجماهير الأهلاوية على المدرب الألماني ماتياس يايسله، ليقف أمام أسئلة صعبة وإصلاحات لا مفر منها.
صدمة الموسم
لم يكن السقوط أمام بيراميدز مجرد خسارة عابرة، بل هو امتداد لأزمة مزمنة يعيشها الأهلي منذ بداية الموسم.
الفريق لم يدخل أي مباراة بصورة مثالية، حيث يظهر متثاقلًا ومتأخرًا في الإيقاع خلال الشوط الأول، وكأنه لا يبدأ المواجهة إلا بعد أن يتلقى الضربات.
الاستثناء الوحيد كان أمام القادسية في نصف نهائي السوبر المحلي، حين قدّم الأهلي شوطًا أولًا متوازنًا، لكن ما عدا ذلك، تكررت نفس الأخطاء والتي تتمثل في بطء في التحضير، غياب التركيز، وترك المساحات للمنافسين ليستغلوا الوضع مبكرًا.
أمام بيراميدز، لم يختلف المشهد، فالفريق بدا تائهًا ومرتبكًا منذ البداية، لتتحول المباراة إلى ما يشبه "صدمة الموسم".
سذاجة دفاعية
إذا كان الهجوم يُفوز بالمباريات، فإن الدفاع يُفوز بالبطولات، وهذه القاعدة تبدو بعيدة تمامًا عن أهلي جدة في المرحلة الحالية.
الأخطاء الدفاعية تتكرر بصورة تدعو للقلق، بدءًا من نهائي السوبر ضد النصر، مرورًا بمواجهة ناساف الأوزبكي، ثم الهلال، وصولًا إلى بيراميدز.
الحصيلة مرعبة، تتمثل في 10 أهداف استقبلها الفريق خلال 4 مباريات فقط، بواقع 3 للهلال ومثلها لبيراميدز وثنائية للنصر وأخرى لناساف.
المشكلة لا تكمن في الأخطاء الفردية فقط، بل في التنظيم الدفاعي ككل، من التغطية العكسية الغائبة، إلى سوء التمركز في الكرات العرضية، وغياب الانسجام بين قلبي الدفاع، والمساحة التي تظهر خلف لاعبي الوسط، فضلاً عن الاحتفاظ بالكرة بشكل أكثر من اللازم، ما ترتب عليه أخطاء بالجملة.
وكان الإيفواري فرانك كيسي، لاعب وسط الأهلي، أحد أبرز أسباب الخسارة، بسبب فقدان الكرة بشكل مستمر وعدم القدرة على بناء اللعب والهجمات، حيث قُطعت منه الكرة في الهدف الأول الذي سجله بيراميدز خلال بداية الهجمة، بجانب عدة أخطاء مستمرة.
وعرف بطل أفريقيا كيف يستغل هذه الثغرات، فحوّل دفاع الأهلي إلى نقطة ضعف كارثية بدل أن يكون صمام أمان.
أزمة مستمرة
أكبر نقاط الضعف التي تضرب الأهلي منذ بداية الموسم هي الجبهة اليسرى، رغم وجود ماتيو دامس لم يثبت نفسه حتى هذه اللحظة، رغم ضمه مقابل 9 ملايين يورو.
وظهر البلجيكي الشاب مرتبكًا دفاعيًا ومحدودًا هجوميًا، في حين لم ينجح الوافد الجديد زكريا هوساوي في استغلال الفرص التي أتيحت له لإقناع الجهاز الفني أو الجماهير.
هذه الأزمة تحولت إلى ثغرة مفتوحة يهاجم منها الخصوم بلا رحمة، ولعل بيراميدز كان المثال الأوضح، بعدما جعل من هذه الجبهة ممرًا دائمًا للهجمات التي صنعت الفارق.
استمرار هذه الأزمة دون حل جذري يعني أن الأهلي سيبقى يعاني، مهما كان مستوى بقية عناصره.
قد يعجبك أيضاً

.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=317)

.png?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=317)