
من الواضح أن مستقبل كرة القدم الإماراتية بات مبنياً على المواهب والاستفادة منها، بغض النظر عن الجنسيات، والأبواب أصبحت مفتوحة أمام الجميع، وهو حق مشروع لجميع الاتحادات، واستفاد منه الكثير من المنتخبات أيضاً.
والآن اتسعت دائرة خيارات منتخبنا الوطني، وباتت الأسماء المتاحة عديدة للغاية، لدرجة أن «الأبيض» أصبح بحاجة إلى المزيد من الوقت من أجل الوصول إلى الانسجام المطلوب بين اللاعبين، كونهم لم يلعبوا مع بعضهم بعضاً كثيراً، لاسيما أنه في كل فترة وأخرى يتم ضم أسماء عدة، وأعتقد أنه مع مرور الزمن سيحتاج اتحاد الكرة إلى تشكيل منتخب «ب»، كما كان لدينا في السابق، وذلك بغية تجهيز اللاعبين للمنتخب الأول.
لكننا لا ندري ما الخطوة الثانية، لاسيما أننا عانينا كثيراً في السنوات الماضية جراء عدم احتراف اللاعبين في الخارج، وهو ما أثر في نتائج «الأبيض» في الأمتار الأخيرة، خصوصاً عندما كان يصطدم بمنتخبات الصف الأول.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن أنديتنا لا تجهز اللاعبين من أجل المنتخب، ولا تبني المواهب بهدف الوصول إلى كأس العالم، بل جل تركيزها مبني على الأهداف المحلية الخاصة بها، ما عدا البعض بكل تأكيد، ما يعني أننا إذا لم نفتح باب الاحتراف أمام اللاعبين، وكذلك منح الشبان فرصة خوض فترات المعايشة الطويلة، فهذا سيعيدنا إلى النقطة الأولى، ولن يغير كثيراً، نظراً لما نشاهده من تطور للعبة في القارة، بالتأكيد فرصتنا أكبر الآن للوصول إلى نهائيات كأس العالم، ليس لتطور منتخبنا، بل بسبب زيادة عدد المقاعد.
الناظر إلى مشروع الاتحاد الأوزبكي، وإلى المنتخبات الصاعدة الأخرى، سيرى أن سر هذا التحول الكبير مبني على احتراف اللاعبين في الخارج. صحيح أن فرصة التأهل إلى المونديال باتت متاحة، لكن رقعة المنافسة اتسعت من خمسة أو ستة منتخبات كبيرة في القارة إلى 12 تقريباً، وهناك اتحادات أخرى ستظهر في السنوات الأربع المقبلة، بفضل مشروعها، مثل قيرغيزستان، لذلك إذا بقينا في نقطة أن كل شيء سيتغير بسبب الإضافات الأخيرة، فهذا يمكن أن يحقق لك أهدافاً آنية سريعة، لكن من الصعب أن يحولك إلى بطل، لأن معظم منتخبات آسيا باتت تعتمد على اللاعبين المحترفين في أوروبا.
نقلاً عن جريدة الإمارات اليوم
قد يعجبك أيضاً


.png?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=317)
