ملعب المونديال (7).. مخاطرة استثنائية لمنتخب إنجلترا

كان طريق منتخب إنجلترا لكرة القدم، إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018، معبدًا، حيث تأهل الفريق بسهولة عبر المجموعة السادسة من التصفيات الأوروبية، باحتلال الصدارة بفارق كبير عن أقرب منافسيه وهو المنتخب السلوفاكي. 

وفاز المنتخب الإنجليزي في 8 مباريات وتعادلت مرتين أمام سلوفينيا وأسكتلندا، فيما لم تخسر أي مباراة، لتحتل الصدارة برصيد 26 نقطة، بفارق 8 نقاط عن سلوفاكيا، وسجل لاعبو إنجلترا 18 هدفًا بينما تلقت شباكهم 3 أهداف فقط طوال التصفيات.

وستكون فرص إنجلترا كبيرة في الصعود للدور ثمن النهائي في المونديال، عن المجموعة السابعة، التي تواجه فيها تونس ثم بنما، قبل أن تُنهي مبارياتها في الدور الأول أمام بلجيكا.

ويعتبر منتخب بلجيكا، المنافس الرئيسي لإنجلترا، على صدارة المجموعة، خاصة وأنه يمتلك مجموعة من النجوم أمثال كيفن دي بروين، وإيدين هازارد، وروميلو لوكاكو، وجميعهم يلعبون في الدوري الإنجليزي الممتاز.

مدرسة الدقة الدفاعية

يقود الإنجليزي جاريث ساوثجيت، منتخب الأسود الثلاثة، بعدما تم تعيينه بشكل مؤقت في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016، عقب إقالة المدرب السابق سام ألاردايس، ثم جدد الاتحاد الإنجليزي الثقة فيه، ليقود الفريق في المونديال.

وتدرج ساوثجيت، اللاعب الدولي السابق، في التدريب بعد اعتزاله اللعب، حيث بدأ مع فريقه السابق ميدلسبره، ثم انتقل لتدريب المنتخب الإنجليزي تحت 21 عامًا، إلى أن وصل لتولي مسئولية المنتخب الأول.

وتتركز فلسفة ساوثجيت الكروية، في الاعتماد على دفاع صلب، سواء عن طريق تواجد قلبي دفاع وظهيرين دفاعيين، أو باللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي، كما يفضل المدرب الإنجليزي، المدافعين أصحاب القدرة على بناء وتحضير الهجمات.

ويعتمد ساوثجيت في الأغلب على طريقتي لعب "4 - 2 -3 -1" و"3 - 4 - 2 1"، والتي يحولها في بعض الأحيان إلى "3 - 5 - 2" بشكلها الكلاسيكي، وفقا لمجريات اللعب خلال المباريات.

وخاض مدرب الأسود الثلاثة، 12 مباراة دولية، على رأس الجهاز الفني، ولم يتلق سوى خسارتين فقط، في مباراتين وديتين أمام ألمانيا (1-0)، وفرنسا (3-2).

سلاح الشباب

ويؤمن ساوثجيت بالمواهب الشابة بدرجة كبيرة، ولعل ذلك بسبب عمله مع منتخب إنجلترا تحت 21 عامًا من قبل، وتجلى ذلك في اختياراته التي استقر عليها في القائمة المتوجهة إلى روسيا.

وعزز تتويج إنجلترا بلقبي بطولة العالم تحت 17 عامًا، وكأس أوروبا تحت 19 عامًا في العام الماضي، من رهان ساوثجيت على المواهب الشابة، فقرر ضم ألكسندر أرنولد صاحب الـ19 عامًا، الظهير الأيمن لليفربول، والذي لم يخض أي مباراة دولية، ولاعب وسط تشيلسي المعار إلى كريستال بالاس، لوفتوس تشيك (22 عاما).

وذلك بالإضافة إلى إيريك داير (24 عامًا)، وديلي آلي (22 عامًا)، وجيسي لينجارد (25 عامًا)، وماركوس راشفورد (20 عامًا)، ورحيم سترلينج (23 عامًا)، إلا أن الهداف هاري كين (24 عامًا)، يظل الأمل الكبير لجماهير إنجلترا، بعد تألقه بشكل لافت مع توتنهام في المواسم الأخيرة.

ويسعى كين، الذي سجل 12 هدفًا دوليًا في 23 مباراة، إلى نقل تألقه مع توتنهام، إلى منتخب بلاده، بعدما ظهر بمستوى متواضع في بطولة أوروبا 2016.

ويبقى سلاح الاعتماد على الشباب، مخاطرة كبيرة من جانب ساوثجيت، بسبب غياب عناصر الخبرة عن المنتخب، لكنه يؤمن بقدرة تشكيلته الشابة على إحداث المفاجأة.