
عانى المنتخب العراقي كثيرا من تدهور نتائجه في تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم للنسخ الماضية، بسبب التغيير المتواصل بجهازه التدريبي قبل الدخول في المراحل النهائية.
وهذا الأمر تجدد في النسخة الحالية من التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022، بعد أن قاده في المرحلة الأولى السلوفيني ستريشكو كاتانيتش، ورغم أنه حقق الهدف ببلوغ الجولات النهائية، إلا أن الاتحاد العراقي فضل إنهاء خدماته في قرار مثير للجدل، واستلم المهمة ديك أدفوكات، ولم يعمر طويلا العجوز الهولندي، ليتم التعاقد مع معاونه المونتينيجري زيليكو بيتروفيتش، فلم يحقق النتائج المطلوبة بعد خسارة وتعادل في مباراتين.
واستمر سيناريو التغيير، ليعود المدرب المحلي عبد الغني شهد إلى الواجهة مجددا ويستلم قيادة المنتخب العراقي في أصعب مواجهتين أمام الإمارات في الـ 24 من مارس/ اذار الجاري، ومع سوريا في الـ29 من الشهر ذاته.
إقالة متسرعة
لم تتوفر للمنتخب العراقي الظروف الملائمة لاصطياد الهدف وبلوغ المونديال مرة ثانية، وحدث ذلك في تصفيات كأس العالم 1990، وتمكن المنتخب من خوض المباريات في بغداد، وقاده المدرب عمو بابا، الذي كان يمتلك في حينها أفضل مجموعة من اللاعبين جمعت بين الخبرة والشباب، متسلحة بإنجازات ونجاحات متتالية من الوصول إلى أولمبياد سيول 1988 والفوز ببطولات الخليج والعرب.
وعندما انطلقت التصفيات في مطلع عام 1989 كان الجميع شبه واثق من قدرة العراق على تجاوز المجموعة التي ضمت (قطر وعمان والأردن) بمنتهى السهولة.
بدأت التصفيات بقوة وتعادل العراق مع عمان 1-1 في مسقط، وأخذت مهمة التصفيات تزداد صعوبة ، خصوصا بعد قرار إعفاء المدرب عمو بابا في الفترة الفاصلة قبل انطلاق جولة الإياب وإسناد المهمة إلى المدرب جمال صالح، رغم ذلك حقق العراق الفوز على عمان 3-1 وعلى الأردن 4-0.
وجاءت مباراة الحسم التي تعادل فيها المنتخب العراقي أمام ضيفه القطري 2-2 ، ليودع التصفيات المونديالية بعد التسرع بإقالة عمو بابا.

ذكريات حزينة
لعبة تغيير المدربين أثناء مشاركات المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم السابقة، كانت حاضرة في أكثر من نسخة، وشهدت تصفيات مونديال أمريكا 1994 ، التي جرت مرحلتها النهائية في الدوحة، إعفاء الجهاز التدريبي بعد المباراة الأولى أمام كوريا الشمالية، والتي خسرها المنتخب العراقي 2-3 بعد أن كان متقدما بهدفين.
ووضعت هذه الخسارة، المدرب عدنان درجال ومساعده أيوب أوديشو ، خارج أسوار المنتخب وليحل بدلا عنهم ، الراحل عمو بابا إلى جانب مساعديه يحيى علوان وأكرم سلمان، ورغم أن منتخب العراق لم يخسر سوى مباراة واحدة ، إلا أنه لم يجمع نقاطا كافية تؤهله لمونديال الولايات المتحدة.
وترشح على حسابه المنتخب الكوري الجنوبي الذي أهداه اللاعب العراقي جعفر عمران صك الترشيح بتسجيله هدف التعادل (2-2) في مرمى اليابان بالوقت القاتل.
نصف مشوار
شهدت تصفيات مونديال فرنسا 1998 ، إقالة المدرب يحيى علوان بعد أن أمضى نصف المشوار مع المنتخب العراقي ، وأطاحت المباراة أمام كازاخستان التي جرت في بغداد وخسرها 1-2 ، بالمدرب علوان ، رغم أنه فاز في المباراة الأولى على باكستان 6-2، ليتسلم أيوب اوديشو دفة المنتخب العراقي ، إلا أنه خرج بذات الحصيلة إذ فاز على باكستان 6-1 وخسر أمام كازاخستان 1-3 .
وفي تصفيات مونديال اليابان وكوريا الجنوبية 2002 ، تعرض المدرب عدنان حمد للإقالة بعد تجاوز التصفيات الأولى وعبور منتخبات مكاو والنيبال وكازاخستان، ، إلا أن الخسارة أمام البحرين 0-1، أبعدته عن المنتخب العراقي، ليخلفه الكرواتي بيلين، ولكنه أخفق في بقية المباريات.




قد يعجبك أيضاً



