إعلان
إعلان

معجزة رونالدو على رأس ذكريات مونديال آسيا الأول

Alessandro Di Gioia
16 نوفمبر 202201:41
من تتويج البرازيل 2002

بعد 72 سنة على انطلاق المونديال، نُظّمت أوّل نهائيات خارج أوروبا أو أمريكا الجنوبية، في قارة آسيا عام 2002، وكانت مشتركة للمرة الأولى بين بلدين، كوريا الجنوبية واليابان.

حصدت البرازيل لقباً خامساً قياسياً في قارة جديدة، بقيادة "الظاهرة" رونالدو بعد شفائه من إصابة تعجيزية طارداً كوابيس 1998، وذلك في نسخة لطّختها أخطاء تحكيمية مخزية.

رغم قلّة خبرة المنظمين، حواجز اللغة والعدد الكبير للملاعب المضيفة (10 في كل بلد)، حصدت البطولة نجاحاً واجتاحت الجماهير الكورية الطرقات والساحات لمشاهدة منتخبها يبلغ نصف النهائي.

ولم تحصل صدامات أمنية، بل كروية داخل المستطيل الأخضر، فتمثلت خمس قارات في ربع النهائي، وبلغ زائران غير متوقعين المربع الأخير: تركيا وكوريا الجنوبية.

بدأت كرة القدم عصراً جديداً بوصول رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر، وبدأت معه سيطرة لغة المال والأعمال على اللعبة بشكلٍ كبير، وصولاً إلى فضيحة فساد مدوية في 2015.

كيف يمكن للديوك أن يأكلوا الأسود؟

لم يسبق لحامل اللقب أن تقهقر بهذا الشكل، إذ عاشت فرنسا حاملة اللقب وبطلة أوروبا 2000، مشواراً صادماً، بتعادلٌ وخسارتين ورصيد خال من الأهداف، رغم امتلاكها هدافي الدوري الإنجليزي (تييري هنري)، الإيطالي (دافيد تريزيجيه) والفرنسي (جبريل سيسيه).

وفي غياب نجم 98 المصاب زين الدين زيدان عن أوّل مباراتين، سقطت فرنسا افتتاحاً أمام الوافدة الجديدة السنغال (0-1).

وقال المهاجم الحاج ضيوف "عند سحب القرعة كنت مع زملائي في نادي لانس الفرنسي، وبعد الوقوع مع فرنسا بدأوا يسخرون مني، نظراً للفارق الكبير في مستوى المنتخبين، لكن كنا وحدة أصدقاء متماسكين وصلبين دون نجوم كبار، نتوق لصناعة التاريخ ومنح السعادة لأبناء بلدنا".

وقلنا لأنفسنا مازحين "كيف يمكن للديوك أن يأكلوا الأسود؟"، في إشارة إلى لقبي المنتخبين.

إنجاز كوري مفاجئ

.عندما أشرف الهولندي جوس هيدينك مطلع 2001 على كوريا الجنوبية، كانت الأخيرة لم تحقق أي فوز في خمس مشاركات مونديالية.

واختبر عدة خطط، لم يقبل بأية تسوية، أبعد بعض المخضرمين لحساب الشبان وخاض مباريات ودية كثيرة شهدت خسارات ثقيلة "عندما استلمت كان التحدي كبيراً، استفدنا من فترة تحضير طويلة لتعزيز الروابط داخل الفريق وبناء جو من الثقة، الأهم كان الوصول إلى مستوى لياقي جيد".
هيدينك القادم بعد قيادة هولندا إلى نصف نهائي 98، ترك انطباعاً هائلاً لدى لاعبيه، فقال النجم بارك جي سونج "أهم نقطة تحوّل بحياتي كان جوس هيدينك، من خلال إيمانه بي آمنت بنفسي".

فاز "محاربو تايجوك" على البرتغال وتصدّروا مجموعتهم، ضاربين موعداً مع إيطاليا التي كانت تضمّ أمثال أليساندرو دل بييرو، فرانشيسكو توتي، كريستيان فييري...

لكن "سكوادرا أتزورا" ذاقت مجدداً طعم الخسارة أمام كوريا، بعد سقوطها أمام الجارة الشمالية بهدف عام 1966 في مفاجأة تاريخية.

وطَرَدَ الحكم الإكوادوري بايرون مورينو، توتي، للتظاهر بالإصابة، فيما جنّ جنون المدرب جوفاني تراباتوني المطالب بركلة جزاء.

وألغيت فرصة هدف لداميانو توماسي بداعي التسلل، وسجّل آهن جونج  هوان هدفاّ ذهبياً في الدقيقة 117، أنهى مسيرته في نادي بيروجا الإيطالي.

وعنونت صحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" في اليوم التالي "لصوص".

وفي ربع النهائي، ألغى الحكم المصري جمال الغندور هدفين إسبانيين، فبلغت كوريا نصف النهائي بركلات الترجيح، حيث رضخت لواقعية ألمانيا (0-1)، وأصبحت أوّل منتخب غير أوروبي أو أمريكي جنوبي يبلغ هذا الدور.

قد لا أمشي مجدداً

 كانت البرازيل قاب قوسين أو أدنى من فشل التأهل للمرّة الأولى في تاريخها، غاب عنها قائدها إيمرسون لإصابته بكتفه عشية النهائيات، ولم تنفع مطالبات الجماهير للمدرب لويس فيليبي سكولاري باستدعاء روماريو.

لم يكن يتوقع عشاق منتخب السامبا مشاركة المهاجم رونالدو الذي تعرّض لنوبة صرع في نهائي 98، بعد إصابة رهيبة كادت تنهي مسيرته.

بعمر الرابعة والعشرين، أجرى رونالدو جراحة معقدة بركبته في أبريل / نيسان 2000، وقال "واجهت إصابة لم يعانِ منها أي لاعب كرة قدم في السابق، كانت فترة التعافي الأصعب في حياتي، لم يكن بمقدوري ثني ركبتي".

وتابع "لم أكن متأكداً من وجود حلّ طبي لمشكلتي، نصحني أخصائيون بالاعتزال، وقال لي أحدهم إني قد لا أمشي مجدداً، شكّلت عودتي معجزة".

في مارس / آذار 2002 استدعاه "فيل الكبير" لودية يوغوسلافيا "كان أوّل ظهور لي مع البرازيل في نحو ثلاث سنوات، لكنه كان كافياً لضمان موقعي في كأس العالم".

معركة مع الجسد

سلكت البرازيل بسهولة إلى ربع النهائي، حيث ساهم الموهوب رونالدينيو بهدف من أربعين متراً ضد إنجلترا (2-1)، "قال لي كافو أن أسدّد لأن ديفيد سيمان متقدّم عن مرماه، هذا ما فعلته حتى ولو لم أكن أقصد هذا الاتجاه، إلا ان الهدف كان جميلاً".

بعد سبع دقائق نال رونالدينيو بطاقة حمراء مباشرة أبعدته عن نصف النهائي.

بعد تخطي تركيا بهدف، وقعت البرازيل للمرّة الأولى مع القوّة الكروية الكبرى ألمانيا، المفتقدة نجمها الموقوف مايكال بالاك، فتذكّر رونالدو سيناريو مأساة نهائي 98.

وأكد رونالدو "قبل النهائي لم أكن أرغب في النوم بعد الغداء لخوفي من تكرار ما حدث قبل أربع سنوات، الجميع كان نائماً باستثناء الحارس البديل ديدا فتحدّثت معه لنحو ساعة، كان لطيفاً وحفّزني".

تمالك "إل فينومينو" نفسه دون أن يرتاح ثم سجّل هدفين (2-0) في مرمى أفضل لاعب في البطولة الحارس أوليفر كان محرزاً لقب الهداف (8) "لعبنا جيداً لدرجة انه لو احتسب الحكم 100 دقيقة بدلاً عن الوقت الضائع لم يكن الألمان يستطيعون إيقافنا".

وأضاف "كنت دامعاً في الدقائق الأخيرة، شعرت في تلك اللحظة بأني (لاعب) كامل، لم أفز فقط بكأس العالم، بل بمعركتي مع جسدي لأكثر من سنتين، كان أكبر نصر في حياتي".

هدف تركي سريع

شاركت تركيا بعد غياب منذ 1954 متأهلة عبر الملحق، وشقّت مساراً مفاجئاً نحو نصف النهائي حيث خسرت مرة ثانية ضد البرازيل.

وفي مباراة تحديد المركز الثالث ضد كوريا الجنوبية (3-2)، سجل مهاجمها هاكان شوكور أسرع هدف في تاريخ كأس العالم بعد 11 ثانية.

بعد إنجاز الكاميرون في 1990، دخلت السنغال إلى المعادلة الأفريقية ببلوغها الدور عينه (ربع النهائي)، بقيادة المدرّب الفرنسي ميتسو، صدمت فرنسا افتتاحاً (1-0) وخرجت بالهدف الذهبي أمام تركيا (0-1).

واستُبعد لاعب الوسط الشهير روي كين عن منتخب إيرلندا بعد تهجمه العنيف على مدربه ميك ماكارثي، ومُنيت السعودية بخسارة كبيرة أمام ألمانيا 0-8، وبات البرازيلي كافو أول لاعب يخوض 3 مباريات نهائية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان