
أسابيع تفصلنا عن المونديال، الحدث الكروي الأكبر الذي يحمل لمحبي الجلد المدور، لحظات من السحر والجنون لا تتكرر سوى كل 4 سنوات.
وتشارك 4 دول عربية في مونديال روسيا المقبل "مصر - السعودية - المغرب - تونس"، وهو رقم غير مسبوق.
ويلقي "كووورة" الضوء على نجوم سابقين ومعاصرين من هذه الدول الأربع، قبل المحفل العالمي الكبير، وموعدنا اليوم مع أسطورة المغرب مصطفى حجي.
ولد مصطفى حجي بمنطقة إفران الأطلس الصغير المغربية في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، وبدأ مشواره الكروي مع فريق نانسي الفرنسي عام 1992.
وفي 1993، كان حجي أمام مفترق طرق في مسيرته، بعدما قرر اختيار تمثيل المنتخب المغربي على حساب نظيره الفرنسي، وهو ما لاقى ترحيبا كبيرا من الإعلام المغربي.
ووقتها كان المنتخب المغربي في مرحلة تكوين كوادر جديدة، وكان بحاجة إلى صانع ألعاب، فقرر الجهاز الفني للأسود بقيادة المدربين عبد الله بليندة وعبد الغني الناصيري، الاستعانة بحجي.
وبالفعل كان الشاب الصغير حجي وقتها على قدر الآمال والطموحات، وقدم أداء جيدا في تصفيات مونديال 1994، وبالأخص في لقاء زامبيا الحاسم، ليصعد الأسود إلى البطولة التي أقيمت في أمريكا.
وظهر حجي بشكل لا بأس به في المونديال الأمريكي، وصنع هدفا لزميله حسن الناظر في مباراة هولندا التي خسرها الأسود بصعوبة 2-1.
التألق
لكن حجي قدم نفسه للعالم بقوة في مونديال 1998، حينما قاد الفريق المغربي للتوهج في مجموعة صعبة، ضمت إلى جواره البرازيل والنرويج وأسكتلندا.
وفي المباراة الأولى سجل حجي هدفًا في التعادل مع النرويج 2-2 وقدم أداء مميزا، وفي اللقاء الثاني تلقى المنتخب العربي خسارة منطقية من البرازيل بثلاثية نظيفة.
وبشبهة تلاعب، ورغم سحق المغاربة لأسكتلندا بثلاثية وتقيدم أداء رائع بقيادة المايسترو حجي، تلقى الفريق العربي أنباء صادمة بخسارة غير منطقية للبرازيل أمام النرويج، ليودع أسود الأطلس البطولة مرفوعي الرأس.
وشهد العام 1998 ذروة المستوى بالنسبة لحجي مع الأسود، حيث تألق على المستوى الفردي وسجل هدفا خياليا من مقصية مذهلة في مرمى المنتخب المصري في أمم أفريقيا ببوركينا فاسو.
وفاز حجي في هذا العام بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا، ليصبح رابع مغربي يحقق هذا الإنجاز بعد أحمد فرس 1975، ومحمد التيمومي 1985، وبادو الزاكي 1986.
رحالة
على مستوى الأندية، تنقل حجي بين العديد من الفرق، فلعب في صفوف نانسي الفرنسي وسبورتنج لشبونة البرتغالي وديبورتيفو لاكورونيا الإسباني وكوفنتري سيتي وأستون فيلا الإنجليزيين.
وبعد ذلك عاد حجي لليجا معارا من أستون فيلا لإسبانيول، ومنه انتقل إلى نادي الإمارات الإماراتي، ثم ساربروكين الألماني وأخيرا فولا إيسش اللوكسمبورجي.



