EPAأظهرت مسيرة أيسلندا إلى دور الثمانية في بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، أن الجزيرة المشهورة بالبراكين والينابيع الحارة يمكنها أيضا تقديم العديد من المواهب في كرة القدم.
وقبل انطلاق بطولة أوروبا الموسعة المكونة من 24 فريقا، لم يتوقع كثيرون أن تستطيع الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 330 ألف نسمة ولديها مئة لاعب كرة قدم على مستوى المحترفين وأندية هواة فقط أن تخرج إنجلترا في طريقها إلى دور الثمانية.
وقال الأيسلندي جيلفي سيجوردسون لاعب سوانزي سيتي: "هذا شيء لم يتوقع أحد أن نفعله. وهذا أمر جيد لأنه يمنح الأطفال في البلاد الأمل بأنه يمكن أن يحدث".
وأضاف: "لدينا ما بين عشرة و15 لاعبا في سن مناسبة. المستقبل سيكون مشرقا لأيسلندا".
وتابع: "وكانت البطولة في فرنسا هي المكان المثالي للاعبي التشكيلة الحالية لإظهار إمكاناتهم وستكون هناك فرصة أمام لاعبي أيسلندا للانتقال إلى فرق أكبر في أوروبا. أيسلندا الآن على خريطة اكتشاف المواهب".
وقال السويدي لارس لاجرباك مدرب أيسلندا الذي قرر الاعتزال بعد البطولة: "مستقبل أيسلندا يبدو جيدا. هناك مجموعة من اللاعبين الشبان هنا وإذا استمر الجميع في أندية جيدة أو انتقلوا إلى أندية أفضل المستقبل سيكون إيجابيا".
والعامل الأهم في قصة النجاح هو قرار الاتحاد الأيسلندي لكرة القدم بتنفيذ بنية تحتية تمكن الناس من لعب كرة القدم طيلة العام رغم الأجواء شديدة البرودة. واستثمار أكبر الآن ربما يحدث.
وبالنسبة للبعض فإن تأهل أيسلندا إلى بطولة أوروبا لم يكن مفاجئا.
ففرق الشبان تأهلت إلى البطولات الكبرى. ويحتل فريق تحت 21 عاما المركز الثاني خلف فرنسا في تصفيات بطولة أوروبا وانتصر 3-2 على فرنسا في سبتمبر/ أيلول.
وقال تيودور تيودوريديس الأمين العام المؤقت للاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "كان يمكننا توقع ذلك. ربما ليس الفوز على إنجلترا لكن يمكن توقع أن تكون منافسا صعبا وتتأهل إلى النهائيات".
ومع بدء الهدف المقبل بالتأهل إلى كأس العالم 2018، فإن مجموعة من هؤلاء اللاعبين الشبان ستكون البلاد في حاجة إلى خدماتهم.
وربما لن يستطيع كارل أنارسون لاعب الوسط أو المدافع راجنار سيجوردسون تقديم أفضل ما لديهم في 2018 مع تقدمهم في العمر واعتزال آخرين مثل ايدور جوديونسن.
لكن أيسلندا أظهرت إمكاناتها في فرنسا بالفوز على النمسا والتعادل مع البرتغال والمجر في دور المجموعات والفوز 2-1 على انجلترا في دور الستة عشر. وانتهت مسيرتها أمس الأحد بالهزيمة 5-2 أمام فرنسا.
ولم تكن هذه النتائج مجرد ضربة حظ للفريق الشاب الذي كان قويا ومنظما. وبالإضافة إلى قوة دفاعها كان لدى ايسلندا النزعة التهديفية حيث سجلت ثمانية أهداف في خمس مباريات.
وفقدان المدرب لاجرباك ستكون خسارة كبيرة. وتصفيات كأس العالم ستكون أكثر صعوبة حيث تملك أوروبا 13 مقعدا مقابل 24 فريقا في بطولة أوروبا.
لكن الشيء الإيجابي من بطولة أوروبا أن أيسلندا لن تخشى المجموعة التي تضم كرواتيا وتركيا وأوكرانيا وفنلندا.
قد يعجبك أيضاً



