
لا ينكر أحد المجهود الكبير الذي بذله المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك خلال العامين الماضيين ، سواء على مستوى الإنشاءات داخل النادي ، أو على مستوى تدعيم فريق كرة القدم بمجموعة من أفضل لاعبي مصر الذين ساهموا في إستعادة لقب الدوري بعد غياب 11 عاماً ، ولم يتوقف الدعم عند كرة القدم بل إمتد للألعاب الأخرى .. وفوق كل ذلك أعاد الكثير من حقوق الزمالك التي أهدرت على مدار سنوات سواء مع اتحاد الكرة أو الاعلام المتحيز.
لكن هناك سؤال قوي يطرح نفسه .. هل كل ما سبق يعطيه الحق في أن يكون الحاكم بأمر الله داخل النادي ،والآمر الناهي في كل صغيرة وكبيرة داخل البيت الأبيض وإقالة من يختلف معه وإستبعاد أي لاعب يخالف فرماناته.. بالطبع لا، فليس هكذا تدار الأندية الكبيرة خاصة عندما يتعلق الامر بفريق كرة القدم الذي يعد العامل الحاسم في نجاح او فشل أي مجلس إدارة نادي رياضي.
ما فعله مرتضى منصور بإقالة البرازيلي باكيتا بعد 20 يوماً من تعيينه ، يمثل إساءة كبيرة في حق الكيان الأبيض لإعتبارات عدة أهمها ان الزمالك لم يكن سيئاً في مباراة المقاصة الاخيرة بالشكل الذي يدفعه لإتخاذ ذلك القرار، كما أن المدرب البرازيلي لم يحصل على أية فرصة للتعرف على اللاعبين فقد جاء من الدار إلى النار دون أن تكون هناك فترة إعداد تمنحه فرصة معايشة الأجواء في مصر والتعرف على نقاط ضعف وقوة الفريق، ولم يمنحه تلاحق المباريات أدنى فرصة لإلتقاط أنفاسه وعلاج الأخطاء.
ويبدو أن هذا القرار هو قرار معد مسبقاً منذ اللحظة التي غادر فيها أحمد حسام ميدو منصبه كمدير فني للإسماعيلي وأن المسألة لم تعدو كونها مجرد مسألة وقت كي يعود ابن الزمالك لمنصبه بإنتهاز حجة أي تعثر للفريق ، لأنه من غير المعقول أن يتم إقالة باكيتا قبل يومين من مباراة الداخلية المهمة وتعيين مدرب جديد غير موجود في مصر من الأساس وسيعود غداً للقاهرة قبل المباراة بيوم ،وكان الاولى على الأقل إنتظار نتيجة المباراة كي يكون القرار منطقياً.
الغريب في الأمر أن مرتضى سبق وأن توعد ميدو بأنه لن يعمل مدرباً للزمالك طالما ظل هو رئيساً للنادي الأبيض على خلفية قيام ميدو بإنتقاده في تغريدة على تويتر بسبب مشكلته مع أحمد الميرغني ، الأغرب من ذلك أن ميدو نفسه وقتها أقسم أنه لن يعمل في الزمالك في ظل وجود مجلس مرتضى منصور بسبب عدم الإحترام الذي تعرض له حتى لو استمر المجلس لسنوات طويلة . فأين ذهب كل ذلك؟.
لا أحد يختلف على أن ميدو مدرب واعد ، لكن هل هو المدرب المناسب لقيادة الزمالك في الفترة الحالية ؟ وكيف سيكون التعامل معه حال إخفاقه ؟ وهو أمر وارد خاصة وأن بعض لاعبي الفريق أبدوا إستيائهم من إقالة باكيتا وتعيين ميدو لأسباب مختلفة لا داعي لذكرها ، لكنها ستكون بمثابة قنبلة موقوتة داخل الفريق في الأيام المقبلة.
أما القرار الخاص بتعيين حازم إمام مديرا للكرة ، ربما يكون قرارا جيداً خاصة وان حازم يتمتع بمحبة الكل .. لكن الجميع يعلم مدى خطورة هذا المنصب وما يتطلبه من ضرورة التواجد داخل النادي بصفة مستمرة وفرض السيطرة على اللاعبين.. فهل لدى حازم إمام القدرة على التخلي عن عمله في التحليل الرياضي الذي يتطلب سفره خارج مصر كثيراً وعمله كإعلامي الذي يستلزم أيضاً الإبتعاد عن الفريق لساعات طويلة كي يتفرغ لهذه المهمة ؟ سؤال يحتاج لإجابة مقنعة كي تكون الأمور واضحة من البداية.
في النهاية .. أين أعضاء مجلس إدارة الزمالك من كل ما يحدث من قرارات .. أليس من بينهم رجل رشيد يعارض ما يحدث ويقول لا ولو لإثبات أن المجلس ليس مجلس الرجل الواحد أو مجلس الحاكم بأمره.
قد يعجبك أيضاً



