
لم يمر موضوع تراجع المنتخب العراقي في لائحة تصنيف الفيفا حتى بلغ الترتيب 77 عالميا وهو مركز متأخر لا يتوافق مع ما يملكه العراق من طاقات واعدة مقارنة بالمنتخبات التي تسبقنا في لائحة الترتيب.
كما أن تراجع تصنيف الدوري العراقي بين الدوريات الأخرى هو قضية أخرى دفعت كووورة للبحث عن أسباب تراجع مستوى الكرة العراقية عبر الأستطلاع التالي:-
كريم: غياب التخطيط
أحد مؤسسي نادي الطلبة خلف كريم أكد أن الأزمة التي يعاني منها العراق كرويا هي إدارية بحتة، لأن منظومة كرة القدم جميعها ترتبط بالتخطيط وفق ستراتيجية واضحة وبزمن محدد لتحقيق الهدف من تلك الخطة وهذا ما نفتقده في العراق.
وأضاف: حتى الأمور الفنية المتمثلة بخيارات الأجهزة الفنية وبقية التفاصيل جميعها ترتبط بالإدارة لأنها هي من تسمي وتختار الأجهزة الفنية حسب رؤيتها وبالتالي العملية برمتها مرتبطة بالإدارة.
وبين أن من حسن حظ العراق هو منجم لمواهب كروية وولاد لتلك الطاقات الواعدة لكنها لم تستثمر وفق تخطيط علمي مدروس يضمن صقل تلك المواهب بالشكل الصحيح وتدرجها وفق سلم كروي يتناغم مع السقف الزمني المرسوم لخطة أعداد منتخبات أو أندية قادرة على المنافسة لتحقيق الانجازات.
وأشار إلى أن جميع الدول المتطورة هي سباقة في التخطيط، وتمتلك إداريين محنكين تمكنوا من تسخير الطاقات والاستفادة القصوى من المواهب بطريقة مثالية، حتى باتت بعض الدول الصغيرة من حيث الكثافة السكانية، قادرة على تجاوز منتخبات كبيرة نتيجة التخطيط السليم لوجود إدارات ناضجة تمكنت من قياس حجم الطاقات وإيجاد السبيل لاستغلال أكبر جهد لدى المدرب واللاعب.

الربيعي: فقر إداري
الدكتور كاظم الربيعي أكد أن الموضوع لا يتعدى الفقر الإداري كون الكرة العراقية تأثرت بالظرف العام الذي مر به البلد، وبالتالي عاشت تخبطا إداريا للظروف الصعبة، لكن الحال اليوم مختلف ووضع البلد ممتاز، وعلى العاملين بالإدارات سواء الاتحاد أو الأندية أن يباشروا بخطط طويلة الأمد، لإنعاش كرة القدم بعد أن حققت الدول المنافسة طفرات نوعية وعلينا اللحاق بها من خلال وضع ستراتيجية محكمة.
وبين أن العراق زاخر بالمواهب وهذا الأمر معروف للجميع الشعب العراقي محب لكرة القدم وبالتالي الأجيال تتعاقب دون المخاوف من ضمور المواهب، لكن الأهم أن يحظوا هولاء الشبان المولعين بكرة القدم بمناهج أعداد وتحضير على مستويات عالية.
وختم بأن التخطيط يبدأ من أعلى سلم في الدولة، مرورا بالمؤسسات ذات العلاقة، لنضع خطة محكمة تضمن للكرة العراقية تطورها وتحقيق تقدم على الأقل بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
حافظ: فوضى عارمة
المحاضر الأسيوي سعد حافظ، أوضح أن الأزمة تمر بعدة مراحل: مرحلتها الأولى والرئيسية هي الإدارة والتخطيط، حيث أن في العراق إدارة الاتحاد غير قادرة على تنظيم جدول مسابقات يضمن للاعب والمدرب التحضير المناسب لمسابقة الدوري، وكذلك غاب دوري الفئات العمرية ما يدلل على حجم الفوضى وغياب التخطيط، والحال ينطبق على عدد كبير من إدارات الأندية التي لا تملك مؤهل علمي يمنحها القدرة على التعامل مع واقع الحال الذي تعيشه الكرة العراقية.
وبين أن الجانب الفني هو الأخر سببا في تراجع الكرة العراقية، فبض المدربين لم يطوروا إمكانياتهم الفنية واكتفوا بالتعكز على تاريخهم وسيرتهم السابقة، دون مواكبة التطور الهائل في علم التدريب، وبالتالي باتوا سببا في تراجع المستوى العام للكرة العراقية.
وبين أن العراق يضم مواهب جيدة، لكنها تحتاج إلى تخطيط جيد وإدارة واعية وحريصة، لتضمن من تلك المواهب منتخبات وطنية قوية وأندية متمرسة، تفرز لنا دوريا محترما، أما وفق هذه الفوضى فأعتقد أن التراجع سيستمر.

قد يعجبك أيضاً



