إعلان
إعلان

محطات مثيرة لرحلة الناشئين الأفارقة في أوروبا

dw
08 أبريل 201810:03
2018-04-08_14-58-23

لاعبو كرة القدم الأفارقة، مرغوب فيهم في أوروبا، فلديهم الموهوبة بجانب انخفاض تكلفة التعاقد معهم، ويحلمون بالحصول على الفرصة.

لكن هناك وكلاء لاعبين غير رسميين يأتون بأشخاص تحت سن الرشد، ومن لا يجلب المال يتم التخلي عنه.

سيرافين فودجو يقف بانتظام على حافة ملعب كرة القدم الصغير في أندرلخت، إحدى ضواحي بروكسيل، إنه ينحدر من الكاميرون ويتدرب هنا بانتظام مع شباب أتوا إلى هنا وتغمرهم أحلام كبيرة.

ويقول فودجو: "الغالبية يأتون من الكاميرون وكوت ديفوار وبوركينا فاسو"، قصصهم تتشابه: "وكلاء لاعبين غير رسميين لا يعرفون شيئا عن كرة القدم يلتقون بالعائلات ويعطوهم وعوداً بأن الطفل سيحصل على عقد في أوروبا".

وأضاف: "الأبوان يقومان بكل شيء، يجمعان المال الضروري كي يتمكن الطفل من السفر بالطائرة إلى أوروبا.. ولإضفاء شيء من المصداقية، فإن أولئك الوكلاء يصحبون معهم متواطئين أوروبيين، ويهتمون بالحصول على جواز السفر والوثائق المختلفة، والعائلات تدفع حتى عشرة آلاف يورو".

لا جواز سفر ولا طعام ولا دعم

يسافر الطفل مع أمل كبير ثم يُترك في الغالب لوحده في الفندق، ويوضح الصبي الكاميروني: "يقول الوكيل له إنه سيعود قريبا، ولا يفعل ذلك، ويبقى الطفل بمفرده بدون جواز سفر ويتم طرده من الفندق".

وفي الغالب يصل هؤلاء الأطفال في النهاية إلى فودجو، الذي قال: "إنهم يواصلون التدريب ويعيشون بين أمل تحقيق النجاح يوما ما والخوف من الاعتقال والترحيل إلى وطنهم.. والعودة طواعية ستعني الاعتراف بالفشل، وهذا غير مقبول لشخص تحملت عائلته مبلغاً كبيراً من المال".

لاعب كرة القدم الكاميروني، ألويس نونج، الذي لعب من قبل لليفانتي الإسباني، عايش هذا الأمر، لقد تم اكتشافه في الكاميرون من قبل "شقيق كبير" له تأثير، وأقنعه بالسفر إلى أوروبا للعمل كلاعب محترف.

وقال نونج: "قمت بتجربة لدى فريق نيس، والمدير الرياضي للأكاديمية كان مسروراً، إلا أن وكيل أعمالي طلب الكثير من المال، والنادي لم يكن مستعداً لاستثمار الكثير من المال وبالتالي تبخرت الفرصة".

ألويس نونج وثمانية شباب غيره كانوا يقيمون عند عائلة ويبيتون جميعهم في صالة الضيوف، ولا يحق لهم خلال اليوم البقاء في الشقة.

وكان شهر يناير/ كانون الثاني، وكان الطقس بارداً ولم تكن لديهم ملابس، وحتى الطعام لم يكن متوفراً لهم، وتوجهوا عدة مرات إلى المتجر، وحصلوا على الطاعم وكان الحارس يتغاضى عنهم لكن لم يكن مسموحاً لهم بأخذ شيء معهم بل عليهم تناوله فورا.

وبعد عام طردت العائلة ألويس نونج ورفقائه، وتمكن الشاب من التواصل مع أقرباء له، وبموازاة ذلك واصل التدريب إلى أن تعاقد مع نادي بلجيكي، واليوم يلعب في إيران.

"كيلوجرام من القطن أو الكاكاو"

وفي الغالب يخسر اللاعبون الشباب، "ومن ينجح، يكسب في النهاية كثيراً من المال"، يقول كريستوف جلايز، وهو صحفي فرنسي ومؤلف كتاب: "العبودية الحديثة للاعبي كرة القدم الأفارقة".

فاللاعب الإفريقي، في حضن ناد أوروبي، بإمكانه أن يكسب أموالاً من 500 وحتى 1000 ضعف مما يكسبه في إفريقيا، "ولذلك فليس غريباً أن يقول الوالدان بأن لديهم (ولداً بمثابة) بئر نفط في البيت".

2018-04-08_14-57-57

ومشكلة أخرى تتمثل في أن الشباب يصبحون جزء من النظام، ويقبلون وعود وكلاء اللاعبين، ومن أجل ذلك يخاطرون بالكثير، ويزورون أحياناً سنهم، لأن اللاعب البالغ من العمر 15 عاماً له فرص أفضل من ذلك الذي يبلغ 18 عاماً في سوق المنافسة.

خطة المماطلة لدى الأندية الأوروبية

والرابحون الكبار ليسوا فقط الوكلاء المزعومين، بل أيضا الأندية الأوروبية، ومثال على ذلك المهاجم الكونغولي جونيور كابانانجا، الذي بدأ مشواره الرياضي في أوروبا مع أندرلخت.

والفريق البلجيكي البطل أراد ضم اللاعب، لكن لم يكن مستعداً لدفع تعويض مالي لناديه الذي اكتشفه، فالأندية الأوروبية تدفع للأندية في أوروبا حقوق رعاية اللاعبين، لكنها ترفض ذلك عندما يتعلق الأمر بأندية أفريقية.

والخطة هي المماطلة حتى ينهار النادي الآخر، أو الدفع بشكل غير قانوني لرؤساء النادي لإتمام الصفقة.

الإقناع صعب

صوفي يكيلير من بروكسل تعرف مصير لاعبي كرة القدم الشباب من أفريقيا، إنها متخصصة في القانون ورئيسة مؤسسة "ساميليا"، وهي مؤسسة تكافح تجارة البشر.

وتقول: "تم نقلهم بوعود كبيرة إلى أوروبا من قبل أشخاص لهم اتصالات مع سفارات وقنصليات، بعضهم تم التخلي عنه، والبعض الآخر أُجبر على اللعب في مستوى عال، وإذا أصيبوا يتم التخلي عنهم".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان