
قليلة هي المواجهات الخالدة في ذاكرة الجماهير الرياضية في سوريا، وعند الحديث عن مثل هذه المناسبات التاريخية تأتي مفاجأة الكرامة ببلوغه نهائي دوري أبطال آسيا عام 2006 في الواجهة.
لم يكن الكرامة من بين المرشحين لتجاوز حتى الأدوار الأولى من المسابقة القارية، لكن أبناء حمص كان لهم كلمة أخرى، وبثقة وروح عالية تمكنوا شيئا فشيئا في إبراز إمكانياتهم، ليحققوا ربما أكبر مفاجأة في تاريخ الكرة السورية.
فخر سوريا
في تقريره عن المباريات التاريخية بين الكرامة وتشونبوك الكوري الجنوبي، وصف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الفريق الأزرق بـ "فخر سوريا" مؤكدا أن هذا اللقاء التاريخي يعد من بين أكثر المباريات النهائية إثارة في تاريخ دوري أبطال آسيا "على الإطلاق".
كان الكرامة قريبا من ملامسة الكأس القارية ووضع سوريا على قائمة الأبطال، إلا أن الخسارة في الذهاب بثنائية نظيفة في كوريا الجنوبية حالت بينهم والتتويج الآسيوي.
كان محمد القويض المدير الفني للكرامة في ذلك الوقت، وقد نجح بدعم الإدارة والرعاة في بناء فريق كبير يضم نخبة من اللاعبين المحليين والمحترفين، ليشارك عدة مرات في مسابقة دوري أبطال آسيا ويصل لأدوار متقدمة.
ملامح بطل
في نسخة عام 2006 كان ظهور الكرامة مغايرا، فقد نجح في بلوغ النهائي، بعدما تصدر المجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة، وفي ربع النهائي كشر عن أنيابه بقوة أمام حامل اللقب اتحاد جدة السعودي، وبعد خسارة الذهاب 2-0، رد بقوة على ملعبه في سوريا بفوز كاسح 4-0 ليتقدم بثبات خطوة أخرى نحو حلمه القاري.
وفي الدور نصف النهائي تجاوز الكرامة عقبة القادسية الكويتي بفوزه 1-0 في حمص وتعادله السلبي في الكويت.
كان أبرز لاعبي تلك الفترة في صفوف الكرامة مصعب بلحوس حارس المرمى، جهاد الحسين وعاطف جنيات وعبد القادر الرفاعي وعبد الرحمن عكاري، وجهاد قصاب ومهند إبراهيم وإياد مندو، إلى جانب محترفيه البرازيلي فابيو سانتوس الذي كان أفضل مدافع في أكثر من مباراة محلية وآسيوية.

ملحمة خالد بن الوليد
8 نوفمبر من عام 2006 كان يوما استئنائيا وخالدا في ذاكرة السوريين، حيث استضاف ملعب خالد بن الوليد، إياب نهائي دوري أبطال آسيا، وشهدت المباراة حضور الرئيس السوري بشار الأسد وإلى جانبه عدد كبير من الشخصيات القيادية الرياضية في الوطن العربي وآسيا في مقدمتهم محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
الكرامة كان يحتاج الفوز بفارق هدفين بعد أن خسر في ملعب تشونبك 2-0، وفي الإياب على ملعبه أبرز من جديد روحه القتالية فسجل هدفين عبر إياد مندو، ثم مهند إبراهيم.
بدأ الحلم السوري يقترب، فإما أن تذهب المباراة للأشواط الإضافية أو ينهيها الكرامة بهدف قاتل، لكن جاءت الرياح بما لم تشتهيه سفن بطل سوريا، وفي الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة كسر تشونبوك أحلام أصحاب الأرض بهدف قاتل أنهى المباراة بنتيجة 1-2 ليتوج الكوريون باللقب.



قد يعجبك أيضاً





