
سيظل موسم 1975/1976 خالدا في ذاكرة عشاق نادي مولودية الجزائر، بعد تحقيقه إنجازًا دوّن بأحرف من ذهب، كأول وآخر فريق يجمع بين ثلاثية الدوري المحلي، وكأس الجمهورية، ودوري أبطال إفريقيا، في موسم واحد.
ويعتبر المولودية أحد أعرق الأندية في بلد المليون ونصف شهيد، وأول من أهداه لقب رابطة الأبطال الإفريقية، في أول مشاركة له بالمسابقة، بعد نهائي مثير احتضنه ملعب 5 يوليو بالجزائر العاصمة، انتهى بتتويج تاريخي للعميد، أمام أنظار الزعيم الراحل هواري بومدين.
طريق شاق إلى الحلم
تأهل مولودية الجزائر لأول مرة في تاريخه للمشاركة بكأس إفريقيا للأندية البطلة موسم 1975/1976، وهو المسمى القديم لدوري أبطال إفريقيا، بعدما حاز على لقب الدوري المحلي في الموسم الذي سبقه، ليبصم على مشوار بطولي انتهى بالوصول إلى النهائي الحلم.
وأقصى أشبال مدرب المولودية عبد الحميد زوبا، فريق أهلي بنغازي الليبي في الدور التمهيدي، ومن ثم الأهلي المصري في ثمن النهائي، واتحاد ليو الكيني في ربع النهائي، ثم فريق آنجو رانجرز النيجيري في نصف النهائي، قبل أن يتأهل لملاقاة نادي هافيا كوناكري الغيني المدجج بالنجوم، في النهائي.
ريمونتادا تاريخية
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع تتويج مولودية الجزائر باللقب القاري، بعد سقوطه المدوي في مباراة الذهاب، يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 1976، بملعب 28 سبتمبر بكوناكري، بثلاثة أهداف دون رد، ليحتفل يومها لاعبو هافيا بالتتويج باللقب مبكرا.
لكن القدر كان يخفي مفاجئة غير سارة للغينيين في الجزائر، ففي يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 1976، وأمام ما يزيد على 100 ألف متفرج اكتظت بهم مدرجات ملعب 5 يوليو، تمكن "الشناوة" من تدارك هزيمة الذهاب، وأمطروا شباك هافيا بثلاثية نظيفة، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت للمولودية بـ(3-1).
ودخل لاعبو النادي العاصمي المباراة بقتالية كبيرة، ونجحوا بعد مرور 23 دقيقة من الوصول إلى شباك الغينيين، عبر اللاعب زبير باشي، بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، قبل أن يضاعف الساحر عمر بطروني النتيجة في الدقيقة 76، بتوزيعة خادعة من الجهة اليسرى توجهت مباشرة نحو الشباك.
وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، نجح المتألق بطروني في تسجيل هدفه الثاني والثالث لفريقه، بعد عمل فردي رائع في الدقيقة 90، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الجزاء، التي أدارت ظهرها للغينين، وأهدت الجزائريين أول لقب إفريقي في تاريخهم.
قد يعجبك أيضاً



