
دائما ما تحمل مباريات الأهلي والإسماعيلي إثارة ومتعة على مدار تاريخ مواجهات الفريقين سواء كانت المباراة حاسمة لتحديد بطل مسابقة محلية أو مواجهة غير مؤثرة في الدوري المصري الممتاز.
واكتسبت قمة الأهلي والإسماعيلي، طابع القوة والإثارة نظرًا لشعبية الكبيرة داخل وخارج مصر للفريقين، والخصومة الشديدة بينهما داخل المستطيل الأخضر والتي نتج عنها مباريات نارية محفورة في ذاكرة جماهير الكرة المصرية.
والتقى الفريقان من قبل في 3 مباريات فاصلة، لتحديد بطل الدوري الممتاز وكانت خلال مواسم 90/91، 93/94، 2008/2009، فاز الإسماعيلي في الأولى، فيما حسم الأهلي اللقبين الآخرين.
كووورة يرصد في التقرير التالي واحدة من أفضل المباريات التي جمعت الأهلي والإسماعيلي لحسم صراع الدوري، ضمن سلسلة حلقات "مباريات لا تنسى".
دوري النفس الطويل
التقى الأهلي والإسماعيلي يوم 18 يونيو/حزيران 1994 على ملعب الإسكندرية في مباراة فاصلة لتحديد بطل الدوري الممتاز وذلك بعدما تساوى الفريقان في عدد النقاط عند 39 نقطة مع نهاية الموسم.
وكانت المواجهات المباشرة آنذاك لا تصب في صالح أي الفريقين، إذ انتهت مباراتي الفريقين في الدورين الأول والثاني بالتعادل الإيجابي بنفس النتيجة (1-1).
فالأهلي الذي كان يسير بشكل مثالي على القمة حتى الجولة الأخيرة وكان يكفيه الفوز على المصري للتتويج، سقط في فخ التعادل أمام النادي البورسعيدي، بينما لم يفرط الإسماعيلي في هدية جاره بإقليم القناة، وفاز في الجولة الأخيرة على الاتحاد (5-0)، لتتساوى الكفتين عن 39 نقطة.
ولجأ اتحاد الكرة إلى إقامة مباراة فاصلة على ملعب محايد لتحديد بطل الدوري الحائر، بعد موسمين من سيطرة الفارس الأبيض "الزمالك" على اللقب خلال موسمي (1991-1992)، (1992-1993).
ثأر وطموح
لم تكن أهمية المباراة تنحصر في حسم مجرد لقب فقط، لكنها تكمن في سعي كلا الفريقين وراء هدف مهم للغاية من العودة بالانتصار.
فالأهلي لا يبحث فقط عن لقبه الـ23 في تاريخه بالدوري فقط، لكنه يطارد ثأرا بعد خسارته اللقب أمام الدراويش قبل 3 سنوات في مباراة فاصلة أيضًا حصد خلالها الإسماعيلي اللقب بفوزه (2-0).
أما الإسماعيلي فقد خاض موسما طويلا قدم خلاله واحدة من أفضل مسيراته في الدوري الممتاز، وأراد أن يعيد الدرع إلى الإسماعيلية ويسلب الزمالك عرشه ويزيد معاناة الأهلي بخسارة اللقب لـ4 أعوام متتالية.
كتيبة نجوم
على عكس المباريات النهائية التي تتسم بالدفاع المستميت والجوانب التكتيكية، شهدت هذه المباراة واحدة من أجمل المواجهات الفنية بين الفريقين وتألق خلالها عدد كبير من لاعبي الفريقين.
وتصدر المشهد مهاجم فريق الأهلي آنذاك، محمد رمضان الذي استطاع أن يحرز 3 أهداف "هاتريك" وكذلك أيمن شوقي الذي سجل الهدف الرابع والذي كان كلمة السر في تتويج الأهلي باللقب.
كما تألق من الأهلي الثلاثي، رضا عبد العال ووليد صلاح الدين وياسر ريان، وساهم في حسم اللقب بشكل كبير للمارد الأحمر.
في المقابل تألق من الإسماعيلي، عماد سليمان، أحمد رزق، إيهاب جلال، حيث سجل كل منهم هدفا للدراويش، بجانب التألق الملحوظ لمهاجم الفريق وقتها بشير عبد الصمد وكذلك أحمد فكري الصغير وحمزة الجمل.
سيناريو جنوني
المباراة أقيمت باستاد الإسكندرية وسط حضور جماهيري غفير، وكانت البداية رائعة من جانب الأهلي الذي فرض سيطرته تماماً على مجريات اللقاء بخطة مدربه الإنجليزي آلان هاريس، واعتمد الإسماعيلي مع مدربه الأسبق الأرجنتيني أنجيل ماركوس على تشكيلة هجومية.
الأهلي افتتح التسجيل بعد مرور 9 دقائق عن طريق مهاجمه القناص محمد رمضان ولكن الفريق الأحمر لم يعرف الهدوء وأضاف الهدف الثاني في الدقيقة 15 بعد تمريرة سحرية من وليد صلاح وتسديدة رائعة سكنت شباك سعفان الصغير وخرج الشوط الأول بتقدم أهلاوي بثنائية نظيفة.
أضاع الإسماعيلي ضربة جزاء في بداية الشوط الثاني في الدقيقة 56 عن طريق بشير عبد الصمد في العارضة.
وأكمل محمد رمضان الهاتريك في الدقيقة 64 ثم أشرك هاريس المهاجم أيمن شوقي بدلاً من فيلكس ليضيف شوقي الهدف الرابع في الدقيقة 67 ويتقدم الأهلي برباعية نظيفة.
وبينما كانت جماهير الإسماعيلي تغادر الملعب وتسيطر الأفراح على جماهير الأهلي، وتنقلب الأمور رأسا على عقب في آخر 20 دقيقة من اللقاءء بعدما رفض لاعبو الإسماعيلي الاستسلام وسجل عماد سليمان هدفا في الدقيقة 75 ثم نجح أحمد رزق في إضافة الهدف الثاني للدراويش بعدها بلحظات في الدقيقة 76.
ورد القائم انفرادا من مهاجم الإسماعيلي بشير عبد الصمد ثم سجل الدراويش الهدف الثالث عن طريق فكري الصغير في الدقيقة 90+3، لتأتي صافرة النهاية وتنهي أمل الإسماعيلي في عودة تاريخية وينتهي اللقاء بفوز الأهلي (4-3) ويعود باللقب إلى الجزيرة.



