إعلان
إعلان

ما أهمية اللجان النسائية لكرة القدم في الخليج؟

ريان الجدعاني
03 أكتوبر 201818:49
riyan

في أقل من شهرين حققت اللجنة النسائية بالاتحاد الكويتي لكرة القدم، برئاسة فاطمة حيات، قفزات هائلة لم تكن متوقعة بسبب معاناة الكرة الكويتية حتى الآن من آثار قرار إيقاف نشاط الاتحاد الكويتي لكرة القدم لأكثر من ثلاث سنوات بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".

بعد عودة نشاط الاتحاد الكويتي لكرة القدم من جديد، شاهدنا تحركات جادة من اللجنة النسائية في إعادة كرة القدم النسائية إلى وضعها الطبيعي عبر تنفيذ العديد من الخطط مع سباق شرس مع الزمن، فقد نجحت اللجنة في بناء علاقات قوية مع الاتحاد الأردني لكرة القدم والاتحاد البحريني لكرة القدم والتي تهدف إلى التعاون مع هذه الأطراف والتي ستعود بالنفع للكرة النسائية الكويتية، حيث تمتلك دولتي الأردن والبحرين خبرة عريضة في مجال كرة القدم النسائية، ونجاح الأردن في تنظيم كأس العالم للناشئات 2016، تحت سن 17، يعتبر دليل على قوة الكرة النسائية في الأردن.

وتمكنت اللجنة من التعاقد مع المدربة الإيرانية المخضرمة، شهرزاد مظفر، لتدريب منتخب الكويت النسائي للصالات والذي تم البدأ في تأسيسه، حيث تمكنت المدربة الإيرانية من إقامة أول تدريب لفتيات الصالات في السالمية بحضور 45 لاعبة كويتية، ليتم اختبارهن واختيار أفضل اللاعبات لمثيل المنتخب الكويتي في المسابقات الدولية المقبلة.

وحضور 45 لاعبة في أول يوم تدريب لمنتخبات الصالات يدل على حقيقة امتلاك الكويت العديد من الموهوبات في مجال كرة القدم النسائية، حيث كانت تلك المواهب تنتظر الفرصة لتمثيل الوطن دولياً، لتنجح اللجنة النسائية في تحقيق هذا الحلم عبر خططها المتقدمة.

الخطوات المتسارعة التي تحققها اللجنة النسائية في الكويت يجعلنا نؤمن بأهمية وجود (اللجنة النسائية لكرة القدم) في الدول العربية، لأنها تعتبر حلقة وصل بين الاتحاد المحلي لكرة القدم والمجتمع النسائي، حيث لا يمكن للاتحادات المحلية لكرة القدم التركيز على الكرة النسائية لوحدها وإهمال بقية المسؤوليات التي تكون تحت عاتقها مثل كرة القدم الرجالية وكرة الصالات.

وأيضاً من المعروف أن أغلب مناصب الاتحادات المحلية لكرة القدم أغلبها للرجال، ما لم تكن جميع المناصب، ليكون من المهم وجود لجنة قادرة على فهم هموم ومشاكل لاعبات كرة القدم وتنظيم بطولاتها.

في منطقة الخليج العربي، تتواجد لجنة الكرة النسائية في أربعة دول وهي الكويت والبحرين والإمارات وأخيراً السعودية، حيث تدير لجنة الكرة النسائية في الإمارات منافسات كرة القدم النسائية داخل الإمارات، مع توفير التغطية الإعلامية للمنتخبات النسائية بمختلف الأعمار، والذي يتابع حساب اللجنة النسائية للكرة النسائية الإماراتية عبر حسابي تويتر وانستغرام سيكتشف أن اللجنة نجحت في سد فراغ غياب الإعلام المحلي عن منجزات اللاعبة الإماراتية عبر التغطية لأخبار اللاعبات ومبارياتهن بالصور والفيديو.

وكان للجنة الكرة النسائية في البحرين، بقيادة الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة، الأولوية في نشر كرة القدم النسائية في منطقة الخليج العربي، حيث نجحت اللجنة البحرينية في تنظيم العديد من بطولات كرة القدم النسائية المحلية والخليجية، ليكون تأثير اللجنة على منطقة الخليج واضحاً ولا يمكن إنكاره، بغض النظر عن تراجع مستوى المنتخبات النسائية البحرينية في البطولات الخليجية التي وضعت أكثر من علامة استفهام.

أما عن اللجنة النسائية لكرة القدم في السعودية، فأنها لا تزال في مرحلة النمو ولم تتلقى الاعتراف الرسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ليدار حسابهم الرسمي في تويتر بطريقة عفوية واجتهاد من الأخوات القائمات على الحساب، حيث يعمل الحساب على إحصاء عدد الفرق النسائية لكرة القدم داخل السعودية والتعاون معها في الإعلان عن البطولات الغير الرسمية التي تخوضها الفرق النسائية، مع محاولة مساعدة تلك الفرق بقدر الامكانيات التي تمتلكها اللجنة، إمكانيات محدودة بسبب غياب الاعتراف الرسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم.

ولكن أنا متفائل بتلقي اللجنة النسائية الاعتراف من الاتحاد السعودي لكرة القدم في الأيام القريبة المقبلة، حيث فرحنا مؤخراً بخبر انضمام الأستاذتين القديرتين أضواء العريفي ورهام العنيزان لعضوية مجلس الإدارة الجديد للاتحاد السعودي لكرة القدم، وسيتركز عمل الأستاذتين أضواء ورهام على تأسيس كرة القدم النسائية في السعودية.

الاعتراف بلجنة الكرة النسائية وضمها إلى رعاية الاتحاد السعودي لكرة القدم، أسوة برابطة الدوري السعودي للمحترفين للرجال، ستكون من الخطوات المهمة للغاية لأنها ستختصر وقت وجهد الاتحاد السعودي لكرة القدم في تنمية كرة القدم النسائية، لأن اللجنة تمتلك خبرة واسعة في التواصل مع مختلف الفرق النسائية، وبحكم المعلومات البسيطة التي امتلكها عن اللجنة، فأن من يشرف على اللجنة إعلاميات يمتلكن خبرة في مجال الرياضة النسائية، وأيضاً لاعبات يمارسن كرة القدم مع الفرق النسائية.

تطور اللجنة النسائية في دول الكويت والإمارات والبحرين، وأيضاً الاعتراف باللجنة النسائية في السعودية، سيسهل من عمل الاتحادات الأربع، الكويتي والإماراتي والبحريني والسعودي، في تحقيق النهضة العظيمة للكرة النسائية ووصولها للعالمية بإذن الله، بشرط أن تكون للجنة ميزانية مالية وكيان رسمي معترف بها أمام الجهات الرسمية لكي تتمكن من تحقيق القفزات الهائلة في مسيرة كرة القدم النسائية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان