إعلان
إعلان

ماريو بالوتيلي يغادر إلى أمريكا.. نهاية رحلة أوروبية مثيرة للجدل

كووورة
14 يوليو 202509:11
KidSuper: Runway - Paris Fashion Week - Menswear Spring/Summer 2026Getty Images

في تصريح مفاجئ أدلى به خلال مقابلة تلفزيونية على قناة "راي" الإيطالية الرسمية، كشف المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي عن خططه لمغادرة الساحة الكروية الأوروبية والتوجه نحو الولايات المتحدة، معلنًا بذلك نهاية مسيرة طويلة شهدت الكثير من الإنجازات والجدل.

وبابتسامة هادئة تخالف طباعه المتمردة المعروفة، قال بالوتيلي، الذي سيكمل عامه الـ35 في أغسطس/أب المقبل: "لقد مللت من الأجواء المحيطة بكرة القدم الأوروبية، وأنوي اللعب لعامين أو 3 في أمريكا قبل أن أعلق حذائي نهائيًا".

هذا القرار، الذي بدا كخطوة هادئة للابتعاد عن مسيرة مليئة بالتقلبات، يعيد طرح التساؤلات التي رافقت اللاعب طوال مشواره: هل هو عبقرية متمردة أُسيء فهمها، أم شخصية عنيدة تفتقر للانضباط وتلقي باللوم على الآخرين في إخفاقاتها؟

مسيرة متألقة تخللتها الفوضى

ولد ماريو بالوتيلي في 12 أغسطس/أب 1990 بمدينة باليرمو لأبوين مهاجرين من غانا، وترعرع في كنف عائلة إيطالية بالتبني في بريشيا.

منذ سنواته الأولى، رُشح ليكون رمزًا لإيطاليا الحديثة متعددة الثقافات، لكنه اصطدم بواقع قاسٍ من العنصرية، بدءًا من هتافات "لا يوجد إيطاليون سود"، وصولاً إلى تعرضه للإهانات برمي الموز في الملاعب.

ورغم هذه التحديات، استطاع بالوتيلي أن يفرض نفسه كأحد أبرز المواهب في عالم كرة القدم، متألقًا كمهاجم يمتزج في أدائه القوة والمهارة والقدرة على هز الشباك.

في بداية العشرينيات من عمره، كان بالوتيلي مرشحًا بقوة لنيل الكرة الذهبية، لكن تصرفاته الطائشة وسلوكه الصبياني ألقت بظلالها على موهبته.

وفي عام 2012، اختارته مجلة "تايم" الأمريكية، ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم، ليجد نفسه إلى جانب أسماء عالمية مثل باراك أوباما (الرئيس الأمريكي السابق)، وبيونسيه (المطربة الأمريكية المعروفة).

لحظة وارسو الخالدة

mariogetty images

تبقى مباراة نصف نهائي بطولة أوروبا 2012 ضد ألمانيا واحدة من أبرز محطات مسيرة بالوتيلي.

في تلك الليلة، أذهل العالم بتسجيله هدفين رائعين، أحدهما بتسديدة صاروخية أربكت الحارس مانويل نوير، قبل أن يحتفل بوضعية أيقونية تحولت لاحقًا إلى واحدة من أشهر "الاحتفالات" في تاريخ كرة القدم.

لكن هذا التألق لم يدم طويلاً، إذ شهدت مسيرته لاحقًا تراجعًا ملحوظًا، حيث تنقل بين أندية كبرى مثل ميلان، وليفربول، ونيس، ومارسيليا، قبل أن يخوض تجربة مخيبة مع جنوى في موسم 2024/2025، حيث عجز عن التسجيل في 6 مباريات، موجهًا اللوم إلى مدربه باتريك فييرا.

متمرد أم متنمر؟

mario 1getty images

يجمع بالوتيلي بين شخصيتين متناقضتين: المتمرد والمتنمر. تصرفاته المثيرة للجدل، مثل إطلاق السهام على لاعبي فرق الشباب، أو إشعال منزله بالألعاب النارية، أو تعليقاته الجريئة مثل "لأنني غني"، جعلته هدفًا دائمًا لعدسات الصحافة.

ومع ذلك، كان صوتًا مدافعًا عن مكافحة العنصرية، كما أظهر في حادثة ركله الكرة نحو المدرجات في فيرونا عام 2019 احتجاجًا على الإساءات العنصرية.

تكمن جذور شخصية بالوتيلي المعقدة في طفولته الصعبة، نشأته كابن لمهاجرين، ومواجهته للعنصرية، وشعوره بالتهميش، شكلت شخصيته المتمردة.

تصريحه الشهير "لماذا أنا دائمًا؟" بعد الانتصار التاريخي لمانشستر سيتي على مانشستر يونايتد 6-1 في 2011 يعكس صراعه الداخلي بين التمرد والثقة المفرطة.

نهاية المغامرة الأوروبية

يبدو إعلان بالوتيلي عن انتقاله إلى أمريكا بمثابة نهاية هادئة لمسيرة مضطربة.

في المقابلة، ظهر راضيًا رغم الإخفاقات الأخيرة، قائلاً: "كان بإمكاني تقديم المزيد، لكنني راضٍ عما أنجزته".

ويبقى السؤال معلقًا: هل وجد بالوتيلي أخيرًا السلام الداخلي الذي طالما بحث عنه، أم أن رحيله إلى أمريكا مجرد هروب جديد من مواجهة تحدياته الشخصية؟

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان