أصبح رحيل الأرجنتيني مارسيلو جاياردو عن تدريب اتحاد جدة، مسألة وقت بعدما أكدت العديد من المصادر المحلية والأجنبية انفصاله عن "العميد" خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكان الاتحاد قد تعاقد مع جاياردو خلال شهر نوفمبر/تشرين ثان الماضي، خلفا للبرتغالي نونو سانتو، ليخوض رحلة قصيرة شهدت العديد من محطات الفشل.
نفق مظلم
أكد جاياردو في يومه الأول مع الاتحاد خلال تصريحاته بالمؤتمر الصحفي أنه سيبذل قصارى جهده من أجل إعادة "العميد" للطريق الصحيح.
لكن المدرب الأرجنتيني الطموح وجد نفسه داخل نفق مظلم مليء بالمخاطر والتحديات الصعبة التي لا يتحملها أي شخص من سوء مستوى لاعبين واضطراب إداري وأزمات داخل غرفة خلع الملابس.
وأدى ذلك إلى الخروج بموسم صفري بدون تحقيق أي بطولة بخسارة الدوري السعودي والسوبر المحلي والخروج من نصف نهائي كأس الملك ودور الثمانية في دوري أبطال آسيا.
مذنب بلا جريمة
تعرض جاياردو لانتقادات حادة من الإعلام والجماهير بعد خروجه بدون تحقيق أي بطولة، بالإضافة إلى الخسارة من الهلال في كافة المسابقات.
صحيح أن الاتحاد خسر أمام الهلال في 7 مباريات هذا الموسم من ضمنها 5 في وجود جاياردو، إلا أن المدرب الأرجنتيني لا يتحمل المسؤولية كاملة.
جاياردو تولى تدريب "النمور" في ظروف قاسية بدون اختيار أي عنصر داخل الفريق، بالإضافة إلى عدم ضم صفقة كبرى واحدة خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، وظل يعتمد على الأسماء المتواجدة.
كذلك، واجه أزمة قوية متمثلة في تواجد جناح أجنبي وحيد وهو فيليبي جوتا وكان مستبعدا من قائمة الفريق، وهو ما جعل اللاعب يظهر بمستوى متواضع في النصف الثاني من الموسم، بسبب عدم المشاركة.
ووجد جاياردو نفسه أمام أزمة أخرى، وهي تواجد 3 لاعبين في العمق الهجومي وهم كريم بنزيما وعبدالرزاق حمد الله ورومارينيو، حيث لا يجيد أي منهم اللعب على الطرف، ولكنه حاول تدارك الوضع في بعض الأحيان بالاعتماد على قوة الظهيرين الهجومية.
ولكن المدرب الأرجنتيني دفع ثمن هذه الحيلة، باستقبال عدة أهداف كارثية من الرواقين الأيمن والأيسر، نظرا لعدم قدرة الثلاثي الهجومي على تقديم المعاونة الدفاعية على عكس الأجنحة التي تتميز بالعودة لمعاونة الظهير.
كبش فداء
بالنظر إلى وضع جاياردو مع الاتحاد والمتمثل في قبول المهمة والعمل داخل هذه الأجواء، نجد أنه لم يرتكب أي خطأ كارثي ولم يحصل على فرصته الكافية لإثبات قدراته.
المدرب الأرجنتيني لم يختار صفقة واحدة، بالإضافة
إلى أنه عمل مع فريق خالٍ من عناصر محلية وأجنبية جيدة على عكس الهلال والنصر والأهلي، ولكنه كان يحاول تدارك الأمور في الوقت ذاته.
وعانى المدرب الأرجنتيني من اضطراب إداري واضح متمثل في سوء اتخاذ القرارات فضلا عن اختيار صفقات سيئة من البداية، مع وجود الحارس السعودي عبدالله المعيوف الذي لم يقدم أي شيء يذكر وكان نقطة ضعف واضحة.
وكان من المفترض، منح المدرب الأرجنتيني فرصة كاملة من بداية الموسم الجديد، ومنحه جميع الأدوات التي تمكنه من النجاح، ولكنه تحول إلى كبش فداء لفشل الوضع الإداري وتم التضحية به في نهاية المطاف.
قد يعجبك أيضاً



