
جلاد الحراس، أمير الصحراء، بيليه العرب، السحابة رقم 9، ألقاب كثيرة تجمعت في أسطورة واحدة عرفتها الكرة السعودية والعربية، ماجد عبدالله، القائد التاريخي للمنتخب السعودي.
ومع اقتراب المشاركة السادسة للأخضر السعودي في المونديال، نسخة قطر 2022، يبرز اسم ماجد عبدالله كأبرز لاعبي المنتخب السعودي، الذين تركوا بصمة واضحة على كل إنجازات الكرة السعودية.
لعبت الصدفة دورها، لينزع ماجد عبدالله عن يديه قفازات حراسة المرمى وأصبح بعدها جلادًا للحراس، كما ساهمت البيئة الرياضية سواء في جدة، مسقط رأسه أو في الرياض التي نشأ فيها، في صقل موهبته كهداف من طراز خاص.
ولد ماجد عبد الله يوم 11 يناير/كانون الثاني 1959، وهو كابتن ورمز المنتخب السعودي، وبالتأكيد فإنه واحد من أفضل اللاعبين في الخليج له تقنيات متميزة، ويستطيع توجيه مجرى اللعب إما بتمريرة أو بهدف رائع، لقد فاز طوال مشواره اللامع بكل الجوائز الممكنة وتوج بكل الأوسمة المتميزة،
بدأ ماجد عبدالله مشواره كحارس مرمى فريق مدرسته الابتدائية، واستعان به مدربه آنذاك، لتعويض مهاجم الفريق الذي غاب فجأة عن إحدى المباريات، ونجح ماجد عبدالله في أن يسجل في تلك المباراة هدفين من أصل ثلاثية انتهت بها المباراة لصلح فريقه، ومنذ ذلك الحين لم يعد ماجد لحراسة المرمى وأصبح مهاجمًا أساسيًا.
ساهم المدرب اليوغوسلافي الراحل بروشتش مدرب فريق النصر في تشكيل موهبة ماجد عبدالله كمهاجم خطير، حيث كان أول من استقبله عندما شارك لأول مرة في فريق النصر الأول، فلقنه أسس كرة القدم، وصقل موهبته في الكرات الرأسية، التي أصبحت فيما بعد أهم أسلحته التهديفية، في عمر لا يتجاوز الـ17 سنة آنذاك.
مع المنتخب السعودي ارتدى ماجد عبد الله القميص الأخضر للمرة الأولى سنة 1977 حين قاد منتخب المملكة للناشئين في دورة إيرانية، وسجل في طهران سبعة أهداف، عجلت باستدعائه للمنتخب الأول.
لم يخيب ماجد عبدالله ظن من أحسنوا الظن فيه، واستهل مشواره التاريخي مع المنتخب بهز شباك فريق بنفيكا البرتغالي العريق بهدفين جميلين في أول مباراة ودية يخوضها مع المنتخب الأول وواصل التسجيل حتى بلغت أهدافه 229 هدفًا دوليًا وديًا ورسميًا مع المنتخب الوطني الأول.
وبرز ماجد عبدالله كقائد للمنتخب عندما قاده إلى تحقيق كأس آسيا الثامنة عام 1984 بسنغافورة، ذلك الحلم الكبير الذي مهد للإنجازات السعودية على الصعيد القاري، ثم ساهم في المحافظة على اللقب الآسيوي عام 1988 بالدوحة بقطر إلى جانب قيادته المنتخب لاولمبياد لوس انجلس.
وتظل مباراة المنتخب ضد كوريا في التصفيات المؤهلة للوس أنجلوس التي أقيمت في سنغافورة وانتهت بفوز السعودية (5-4) المباراة الأصعب في تاريخ ماجد لحساسيتها ولظروفها، عندما كان المنتخب السعودي متأخرًا بهدفين إلى ما قبل نهاية الشوط الأول، وانتفض لاعبو الأخضر بأداء بطولي، وغيروا النتيجة لصالحهم.
وبات ماجد عبدالله صاحب أول هدف أولمبي سعودي ، وذلك بالتسجيل في مرمى منتخب البرازيل.
كانت أول مشاركة للسعودية بالمونديال، كأس العالم بأمريكا 1994، هي نفسها آخر مشاركات ماجد مع المنتخب الوطني، فقد أعلن اعتزال اللعب الدولي بعد أن سجل اسمه بأحرف من ذهب كأول قائد لأول منتخب سعودي يلعب في كأس العالم.
كان ماجد عبد الله من خلال مشواره في الملاعب الرياضية صاحب أهداف تاريخية وخرافية ولعل أشهرها هدفه في مرمى الحارس الإنجليزي الشهير بيتر شيلتون خلال اللقاء الودي الدولي الذي جمع السعودية وإنجلترا لأول مرة على ملعب الملك فهد بالرياض بالإضافة لأهدافه في مرمى منتخبات عريقة كالبرازيل- الأرجنتين-إسكتلندا-نيوزيلندا-الصين.
ويبقى دخول ماجد ضمن نادي المائة مباراة دولية التي تزعم ترتيبها أكثر من ثلاثة أعوام بـ 147 مباراة دولية الإنجاز الأهم، قبل أن يتدخل الفيفا ويحذف بعض المباريات من رصيده.


