على عكس التفاؤل الشديد الذي بدأ به المنتخب الألماني لكرة
على عكس التفاؤل الشديد الذي بدأ به المنتخب الألماني لكرة القدجم مسيرته في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا ، انتهت مسيرة الفريق في البطولة بالدموع وخيبة الأمل داخل غرف تغيير الملابس.
واعترف المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني بسيطرة الحزن والإحباط على الفريق داخل غرف تغيير الملابس بعد الهزيمة 1/2 مساء أمس الخميس أمام نظيره الإيطالي في الدور قبل النهائي للبطولة وضيلع الحلم مجددا في الفوز بلقب في البطولات الكبيرة.
وكان أمل الفريق في البطولة الحالية هو الفوز باللقب القاري الأول له منذ فوزه بلقب يورو 1996 ولكن الحلم تبدد بعدما سجل المهاجم الإيطالي الشاب ماريو بالوتيللي هدفين في الشوط الأول من مباراة الأمس وإن نجح المنتخب الألماني في تسجيل هدف حفظ ماء الوجه من ضربة جزاء سددها مسعود أوزيل في الشوط الثاني.
ودافع لوف من قبل عن خططه للمباريات بعد هزيمته في المباراة النهائية ليورو 2008 أمام المنتخب الأسباني ثم أمام نفس الفريق في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
ولكنه أثار دهشة الكثيرين عندما دفع في تشكيلته الأساسية لمباراة الأمس بلاعب خط الوسط توني كروس والمهاجمين لوكاس بودولسكي وماريو جوميز بدلا من الثلاثي ماركو ريوس وأندري شورله وميروسلاف كلوزه الذي لعب دورا مؤثرا في فوز الفريق 4/2 على نظيره اليوناني في دور الثمانية للبطولة.
وكان هدف لوف هو احتواء خط وسط المنتخب الإيطالي وإيقاف خطورة أندريا بيرلو ودانييلي دي روسي ولكن تغييرات لوف جاءت بآذار عكسية.
وتساءلت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الألمانية اليوم الجمعة "من كان أكثر تأثرا بهذه المفاجأة في التشكيل : المنتخب الإيطالي أم المنتخب الألماني نفسه ؟".
والحقيقة أن أحدا من المنتخب الألماني لم يكن قريبا من بيرلو عندما تراجع إلى الخلف ولعب تمريرة طويلة صنع منها الهدف الأول الذي سجله ماريو بالوتيللي.
وفي الهدف الثاني ، كانت المساحة كبيرة للغاية أمام ريكاردو مونتوليفو ليمرر كرة طولية أخرى استغلها بالوتيللي لهز الشباك مجددا.
ورغم تحسن الأداء في الشوط الثاني بعد التعديلات التي أجراها لوف بين الشوطين ودفع باللاعب ماركو ريوس ، لم يكن ذلك كافيا في ظل تواضع مستوى باستيان شفاينشتيجر كما كان أداء جوميز وبودولسكي أقل من مستواهما المعهود.
كما ساهمت الأخطاء الدفاعية للمنتخب الألماني في خطورة هائلة من هجمات بالوتيللي.
وشكل ريوس وميروسلاف كلوزه بعض الخطورة عقب نزولهما في الشوط الثاني ولكن ذلك لم يكن كافيا خاصة وأن هدف حفظ ماء الوجه الذي سجله أوزيل جاء في الوقت بدل الضائع ولم يكن الوقت كافيا لتسجيل هدف آخر يدفع باللقاء إلى الوقت الإضافي.
ورغم ذلك ، ظل لوف متماسكا. وقال المدرب الألماني "باستعادة ذكريات الماضي القريب ، نرى أن كل شيء كان واردا. سجل ماريو جوميز ثلاثة أهداف وكان رائعا في التدريبات. أردنا السيطرة على وسط الملعب بوضع توني (كروس) أمام (أندريا) بيرلو و(دانييلي) دي روسي. المباراة كانت متوازنة بشكل تام حتى جاء الهدف الأول.
وأوضح لوف أنه بوضع كل الظروف في الحسابات لن يكون هناك أي سبب للتشكيك في هذا الفريق الذي كان أصغر المنتخبات سنا في البطولة وتغلب على البرتغال وهولندا والدنمارك في المجموعة الصعبة والقوية بالدور الأول وعلى اليونان في دور الثمانية كما سبق له الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها بالتصفيات المؤهلة لهذه البطولة.
وقال لوف "على كل حال ، لدينا لاعبان رائعان. الفريق تطور بشكل هائل. خسرنا أمام فريق آخر قوي للمنتخب الإيطالي. ما من سبب يدعو للتشكيك في كل شيء. لدينا أصغر المنتخبات سنا ولكننا قدمنا بطولة قوية. الفريق سيتجاوز هذه الهزيمة ويسعى لمزيد من التطور".
وأضاف "تغلبنا على منتخبات عدة في السنوات الماضية. والآن ، فشلنا في الخطوة الأخيرة. ولكن ما زالت هناك فرص أخرى".
وأثار المنتخب الألماني غيرة العديد من الأمم العريقة في مجال كرة القدم خاصة بعدما نجح الفريق في التحول السريع من منتخب لم يحقق أي فوز في مبارياته الثلاث بالدور الأول ليورو 2000 إلى فريق ينافس على القمة في البطولات التي خاضها في السنوات القليلة الماضية منذ 2006 .
ويدين المنتخب الألماني بالفضل الأكبر في هذا غلى قطاعات الشباب التي أفرزت العديد من النجوم مثل أوزيل وريوس وسامي خضيرة الذي قد يكون أفضل لاعب في البطولة الحالية.
وترك اللاعب الشاب ماتس هوملز أثرا رائعا في مركز قلب الدفاع بعيدا عن الخطأ القاتل الذي ارتكبه في مباراة الأمس ليفتح الطريق أمام الهدف الأول.
وقال لوف "هناك عدد قليل من اللاعبين الشبان اكتسبوا خبرة من البطولة الحالية ولعبوا بشكل جيد مثل ريوس. الآخرون مثل ماريو جويتزه لديهم خبرة جيدة أيضا. لن يشهد الفريق تعديلات كبيرة في صفوفه. لدينا منتخب صغير السن".
وينتظر أن تكون المهمة الأساسية للوف في الفترة المقبلة هي علاج السلبيات وتصحيح الأخطاء في أداء الفريق قبل التعامل مع الفرصة التالية والتي تتمثل في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل والتي تبدأ تصفياتها في الخريف المقبل.
وقال فيليب لام قائد المنتخب الألماني "فريقنا لديه إمكانيات وقدرات كثيرة ولكنك لا تحقق الفوز إذا لم تستغل هذه القدرات".
وكان لام واحدا من ثمانية لاعبين بالمنتخب الألماني تلقوا صدمة هائلة في نهاية الموسم المنقضي عندما خسروا مع فريقهم بايرن ميونيخ الألماني على ملعبه أمام تشيلسي الإنجليزي في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا.
كما حل بايرن ثانيا في كل من بطولتي دوري وكأس ألمانيا بالموسم المنقضي.
وأوضح جوميز أنه وزملائه ببايرن من أعضاء المنتخب الألماني تلقوا أربع صفعات متتالية ولكن لوف ما زال على تفاؤله بأن بايرن والمنتخب الألماني سيعودان بقوة.