
في موسم 1998/1999 استقدمت إدارة شبيبة القبائل بقيادة الرئيس محند الشريف حناشي رحمه الله، مجموعة من اللاعبين "المغمورين" من الأقسام السفلى أمثال بلقايد ودريوش من برج منايل، بوغرارة من عين مليلة، نازف الذي كان احتياطيا في مولودية الجزائر وغيرهم، مع تعزيز الفريق ببعض لاعبي الخبرة أمثال مدان العائد من تجربة احترافية، والإبقاء على الركائر أمثال بن حملات، كما اعتمد حناشي رحمه الله على أبناء الفريق أمثال زافور وقاواوي.
في ذلك الموسم أقام محبو الفريق الدنيا ولم يقعدوها وانتفضوا على الرئيس حناشي ومكتبه المسير، كما أبدوا تخوفهم من موسم كارثي على جميع الأصعدة، لكن النتيجة كانت مفاجئة تماما... مرتبة أولى في بطولة القسم الأول مجموعة وسط - شرق برصيد 52 نقطة وبفارق 5 نقاط كاملة عن الوصيف اتحاد عنابة، قادت الفريق إلى نهائي البطولة أمام مولودية الجزائر وخسرت بخطأ من الحارس اليامين بوغرارة في الدقيقة 119.
ولم يتوقف قطار الشبيبة عند هذا الحد، بل نشط نهائي كأس الجمهورية في الموسم نفسه وخسره أمام اتحاد العاصمة المدجج بنجومه (2-0)، ومنذ ذلك الموسم أصبحت الأسماء المغمورة التي لقيت استهجان الكناري في بدايته، نجوما بارزة في سماء الكرة الجزائرية، ليعيد حناشي الكرّة في الموسم الذي تلاه باستقدام "النكرة" الوناس بن دحمان من شباب برج منايل و"الاحتياطي" في صفوف المولودية حسين قاسمي رحمه الله، فضلا عن ترقية رحيم مفتاح من الأواسط، مع تعزيز الفريق بخدمات رحو من جمعية وهران وإعادة موسوني، ومن هناك كانت عودة الكناري إلى الساحة القارية بحصده لقب كأس الكاف ثلاث مرات متتالية، مع تألق الأسماء الشابة والمغمورة كالعادة.
فضلت ذكر هذا "الشيء القليل" من التاريخ الكبير للعملاق شبيبة القبائل حتى يعلم الجميع أن هذا الفريق وفيّ لتقاليده، فالقميص الأصفر والأخضر يجعل حامله يشعر بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهذا الموسم لم يختلف عن موسم 1998/1999 بوجود أسماء شابة ومغمورة صنعت فريقا جابه كبار القارة ماديا وبشريا، وبالتالي ليس جديدا على الشبيبة التي توجت بكأس الكاف الأولى في ظروف استثنائية وصعبة، بعد الوفاة التراجيدية للمهاجم حسين قاسمي رحمه الله، لكن يبدو أن إدارة الفريق الحالية تناست كل هذا وبدا لها كأنها بلغت سطح القمر، مع العلم أن اللاعبين لم يستلموا أجورهم منذ مدة طويلة وأكدوا في العديد من المرات أنهم يقدمون كل ما لديهم من أجل ألوان الفريق فقط، فلمن ننسب هذا التألق؟ هل للاعبين والطاقم الفني الذين عملوا دون مستحقات لمدة طويلة؟ أم للإدارة التي لم توفر السيولة المالية ولم تضمن حقوق اللاعبين والطاقم الفني؟ أم للإدارة واللاعبين الذين تركوا كل مشاكلهم وركزوا على إعادة اسم الشبيبة إلى الساحة القارية؟
من العدل أن ننسب التألق للجميع، لكن لمَ كل هذا "التعنطير" والحقد تجاه الإعلام؟ لماذا لا تلبي الإدارة طلبات وسائل الإعلام لترد بطريقة احترافية على من انتقد عملها؟ لماذا تقول لوسائل الإعلام "لسنا بحاجة إليكم" مع أن الواقع يقول عكس ذلك؟ لماذا تهدد لاعبا شابا بالعقاب أمام العلن بسبب إدلائه بتصريح عادي للصحافة؟
على الجميع أن يقابل الانتقاد باحترافية ويرد على المعارضين باحترافية أيضا وبكل مهنية وليس بالشعبوية، فمن لم يفعل ذلك فهو فاشل إلى حين ظهور العكس، أما من سب ومس بالأشخاص فهناك عدالة تأخذ مجراها... وفي الأخير فإن الجميع قام بواجبه وليست "مزية" على أحد ولم تبلغوا القمر بعد، ونحن من جهتنا من واجبنا شكركم على كل ما قدمتموه.
** نقلا عن جريدة أصداء الملاعب الجزائرية



