
دخلت كرة القدم الأردنية عهداً جديداً، بعد التعاقد مع المغربي الحسين عموتة ليتولى مهمة المدير الفني لمنتخب النشامى خلفاً للعراقي عدنان حمد.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل أيام لتقديم عموتة لوسائل الإعلام، كان واضحاً أن المدرب مدرك تماماً لهدف المرحلة وفكرة التعاقد معه، وارتسمت على ملامحه علامات الجدية وطغت على مفردات حديثه معاني المسؤولية، فحلم الوصول إلى كأس العالم ما عاد يحتمل التأجيلا.
الجماهير الأردنية ورغم حالة التفاؤل التي عاشتها بتعيين عموتة مديراً فنياً للنشامى باعتباره يحمل فكراً تدريبياً جديداً، بدت في الوقت نفسه متفاجئة من القرا، فلم يكن يتوقع أياً من المتابعين وحتى المقريبين من صناع القرار في الاتحاد، مغادرة حمد .
وتساءل البعض كيف تم التعاقد مع عموتة في وقت كان فيه النشامى يقدم أفضل عروضه ونتائجه أمام صربيا وجامايكا، والإجابة تبدو سهلة، فالاتحاد الأردني دخل بمفاوضات مع عموتة قبل خوض هاتين المباراتين، والدليل أن المدرب نفسه اعترف في المؤتمر الصحفي أنه رصد مباراة الأردن أمام صربيا.
ويبقى اللغز الذي يحير جماهير الكرة الأردنية، لماذا لم يتم تجديد عقد حمد؟، هل لأنه أخفق فعلاً؟، وكيف يكون ذلك وسمر نصار الأمين العام أكدت خلال المؤتمر الصحفي أن المدرب أنجز المهمة وقفز بمنتخب النشامى بشكل جيد على لائحة التصنيف الدولي.... فمالحكاية إذن يا ترى؟.
بداية لنتفق أن من حق الاتحاد الأردني ألا يجدد لأي مدرب انتهى عقده، وهذا شيء طبيعي يحدث في كثير من الاتحادات، وحمد غادر لإنتهاء عقده ولاعلاقة للنتائج والأداء بهذا الأمر..
لكن لو اجتهدنا قليلاً في ايجاد حل للغز عدم تجديد العقد رغم أن المدرب أعلن عكس ذلك، فقد يكون مرده لشعور حمد وطاقمه بأن هناك شيء ما يدور بالخفاء، بدليل تأخر اعلان الاتحاد عن قرار تجديد العقد لوسائل الإعلام، رغم المشاورات الايجابية والجلسات التي عقدت بينهما حول تجديد العقد للمرحلة المقبلة، والإتفاق شبه المبدئي على ذلك.
وعندما طرح على حمد السؤال قبل معسكر النمسا من قبل وسائل الإعلام حول مصير عقده مع الاتحاد الأردني، كان هذا السؤال الذي ينتظره حمد- على ما يبدو- وعلى أحر من الجمر، ليصرح مباشرة، وبكلمات واثقة لا تخلومن الوضوح أنه تم تجديد عقده.
وهنا يبدو أن حمد أراد من هذا التصريح الواضح، أن يضع الكرة في ملعب الاتحاد، ليكون أكثر وضوحاً وسرعة بإعلان تجديد العقد بشكل رسمي.
ومن بين الأسرار التي دفعت الاتحاد الأردني لعدم تجديد عقد حمد، الاستقالة المبهمة والمفاجئة لأسامة طلال المدير الإداري لمنتخب النشامى، مما قد يوحي إلى وجود بعض الإشكاليات.
كذلك فإن مجلس إدارة الاتحاد كان منقسم بين تجديد عقد حمد وعدمه، بل أن هناك من وجد أن حمد الذي يحمل درجة الدكتوراة أصبح منشغلاً في الأمور الأكاديمية على حساب مهمته كمدير فني مع النشامى.
عموماً، يبق حمد مدرب قدم لكرة القدم الأردنية الكثير، وعدم تجديد عقده لا ينتقص من قيمته الفنية وخبرته التدريبية.



