
لم يكن تتويج ليونيل ميسي، أسطورة الكرة الأرجنتينية، بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2023، مفاجئا لكثيرين، رغم عدم تحقيقه نجاحات استثنائية على مدار السنة.
المصوتون على جائزة الأفضل، التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لم يكترثوا لما حققه النرويجي إيرلينج هالاند مع مانشستر سيتي، سواء فرديا أو جماعية في العام المنصرم.
ولهذا السبب، عاد ميسي لحمل جائزة "ذا بيست" من جديد، وسط دهشة البعض حتى من كانوا يتوقعون مثل هذا التتويج.
وفي السطور التالية أستعرض لكم كيفية تتويج ميسي بعدة جوائز فردية على غير المتوقع، وكيفية تغير المعايير الخاصة بها بناء على وضع البرغوث حينها.
2010 × 2022
عام 2010، نال ميسي جائزة فيفا بالون دور كأفضل لاعب في العالم آنذاك، رغم عدم تتويجه باللقب الأهم على مستوى الأندية، وهو دوري أبطال أوروبا، وكذلك كأس العالم مع الأرجنتين.
وتجاهل المصوتون المعايير التي طالما تشدق بها بعضهم على مدار سنوات، ليمنحوا ميسي الجائزة على حساب ويسلي شنايدر، الذي توج بخماسية تاريخية مع إنتر ميلان، وقاد منتخب هولندا لنهائي المونديال.
كذلك، لعب أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز وديفيد فيا دورا بارزا في تتويج منتخب إسبانيا بطلا لكأس العالم 2010، لكن ذلك لم يشفع لهم أمام ميسي، الذي كان مبرر تتويجه تميزه على الصعيد الفردي.
وبعد مرور 12 سنة، نال ميسي أخيرا لقب كأس العالم في قطر، لتتغير المعايير فجأة وتظهر مدى أهمية المونديال، ليجني جائزتي الكرة الذهبية و"ذا بيست" في آن واحد من أجله.
ولم يعترف المصوتون حينها بالأداء الفردي على مدار العام، بل اكتفوا بتألق ميسي في شهر واحد بالمونديال، غاضين الطرف عن باقي السنة من أجل البرغوث.
2012 × 2015 × 2021
في ذلك العام (2012)، توج ميسي من جديد بجائزة فيفا بالون دور، رغم عدم فوزه بدوري الأبطال أو الدوري الإسباني.
لكن تسجيل ميسي 91 هدفا في تلك السنة، أقنع المصوتين بتجاهل المميزين على الصعيد الجماعي والفردي، ليمنحوه الجائزة بفضل الغزارة التهديفية.
وتغير المعيار تماما بعد 3 سنوات، بعدما أنهى كريستيانو رونالدو، أسطورة ريال مدريد، العام هدافا للعالم، فضلا عن تفوقه على ميسي تهديفيا في سباق هداف الليجا بتسجيله 48 هدفا.
وفي دوري الأبطال، تساوى رونالدو مع ميسي ونيمار برصيد 10 أهداف، لكن اللقب الجماعي كان المعيار هذه المرة لحسم الجائزة للأرجنتيني بعد تتويجه رفقة نيمار ولويس سواريز بدوري الأبطال.
الأمر ذاته تكرر عام 2021 بحرمان روبرت ليفاندوفسكي من جائزة الكرة الذهبية، رغم أنه كان الهداف الأول للعالم، لكن تتويج ميسي بلقب كوبا أمريكا حسم الجائزة لصالحه.
وتبين فجأة للمصوتين مدى أهمية كوبا أمريكا، التي لم تشفع على مدار تاريخها لأي لاعب آخر للمنافسة على جائزة الأفضل في العالم، لا سيما نجوم تشيلي الذين توجوا بها مرتين متتاليتين على حساب ميسي ورفاقه.
لكن نظرا لتتويج ميسي باللقب الدولي الأول له، تغيرت المعايير فجأة وظهرت مدى أهمية كوبا أمريكا لأول مرة في تاريخ الجوائز الفردية.
2023
شهد العام المنصرم توحش هالاند مع المان سيتي بمختلف البطولات حتى قاده للتتويج بثلاثية الدوري الإنجليزي، الكأس ودوري الأبطال، وهو هداف للفريق بأرقام خيالية.
واستطاع هالاند على مدار موسم 2022-2023 أن يسجل رقما قياسيا في البريميرليج بإحرازه 36 هدفا، فضلا عن تتويجه هدافا لدوري الأبطال.
لكن وعلى غير العادة، ذهبت جائزة "ذا بيست" لميسي بفضل تتويجه بلقب المونديال في 2022، ليصبح أول لاعب يكافأ مرتين بالظفر بالجائزة في عامين متتاليين لذات السبب.
كما أن ذهاب الكرة الذهبية له العام الماضي جاء على حساب كريم بنزيما، الذي كان بشهادة كثيرين اللاعب الأفضل في العالم على مدار العام قبل أن يتجرع هالاند من مرارة الكأس ذاتها.
هذا جاء في وقت لم يقدم فيه ميسي أي شيء يذكر في النصف الأول من العام مع باريس سان جيرمان، مكتفيا بالفوز بلقب الدوري الفرنسي الذي يضمن الفريق التتويج به كل موسم بأقل مجهود.
كذلك لم يكن صاحب الـ36 عاما الأفضل في فريقه، فضلا عن عدم تتويجه هدافا له بأي مسابقة أو حتى بمختلف البطولات مجتمعة قبل هجرة أوروبا بأكملها.
ولم يعاقب ميسي من المصوتين على مغادرة أوروبا كما فعلوا مع رونالدو، الذي أزيح تماما من السباقات الفردية بمجرد رحيله إلى السعودية، ليصبح الدولي الأرجنتيني هو المعيار الذي يحدد كيفية الطريق إلى الجوائز وليس غيره.
قد يعجبك أيضاً



