
هناك قول شائع دائما ما يتردد عندما لا يجيد شخص استخدام سلاحاً لديه، وبدلاً من أن يصيب الهدف "يطلق النار على قدميه".. هذا ما فعله البرتغالي العجوز جورجي جيسوس مدرب الهلال في خسارة فريقه ضد باختاكور الأوزبكي.
وخسر الهلال بهدف دون رد لحساب جولة الذهاب من دور الـ16 لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.. نتيجة ليست كارثية لكنها عكست قرارات المدير الفني مع ظروف معاندة للزعيم في سيناريو المباراة.
غياب وحضور اضطراري
الهلال دخل المباراة منقوصا من 6 لاعبين بارزين بينهم 4 على مستوى الخط الخلفي، الأمر الذي فرض بعض الخيارات الاضطرارية على جيسوس، مثل الدفع بخليفة الدوسري في مركز الظهير الأيمن، وهو خيار مقبول نوعا ما، إذا ما قورن باختيار مدرب الزعيم لظهيره الأيسر ناصر الدوسري، علما بأنه يمتلك متعب الحربي على مقاعد البدلاء.
بدا واضحا عدم تناغم أداء لاعبي الهلال خاصة في الشق الدفاعي، في ظل عدم انتظام مشاركة بعض اللاعبين، وهو ما مهد طريق لاعبي باختاكور للوصول إلى مرمى ياسين بونو سواء بمحاولات ضائعة، أو هدف اللقاء الوحيد الذي جاء في الشوط الأول.
سوء التمركز بدا واضحا في هدف باختاكور، خاصة في التغطية العكسية التي كان يجيدها بامتياز الثنائي الغائب جواو كانسيلو ورينان لودي، وحتى متعب الحربي.
اختبار جديد
ووضع القدر جيسوس في اختبار جديد، أصعب من الذي استهل به المباراة بمعطيات الغيابات، وذلك بعدما تعرض علي البليهي لإصابة عضلية ليضطر لاستبداله.
لكن جيسوس بدا واضحا أنه لا يريد البحث عن الإجابات والحلول السهلة، ويمنعه كبريائه من الاستسلام لظروف المباراة التي لم تمحنه أي أفضلية.
دفع جيسوس بمحمد كنو لاعب خط الوسط بدلا من البليهي، في تبديل تبعه تعديل في أدوار اللاعبين داخل أرض الملعب، حيث قرر البرتغالي إعادة مواطنه روبن نيفيز لمركز الظهير الأيمن، مهمة لا يجيدها نجم ولفرهامبتون السابق، كما افتقد الهلال لاعباً صاحب حلول ذكية في خط الوسط.
تعديل ولكن!
واقع الحال لم تغيره تعديلات جيسوس في الشوط الأول، ليأتي الشوط الثاني بحلول جديدة غير منطقية من خارج الخطوط.
مدرب الهلال وفي ظل استفاقة نسبية لفريقه ومحاولات بين الحين والآخر على المرمى الأوزبكي قرر استبدال اللاعب الأعلى تقييما بين صفوف فريقه.
وخرج البرازيلي كايو سيزار الذي اقترب كثيرا من التسجيل، ليحل متعب الحربي بديلا له.
وعلى غير عادته لم يستطع الهلال فرض أفضلية الاستحواذ على منافسه، علاوة على الفشل في إفساد هجمات الفريق الأوزبكي مبكرا.
وعاقب القدر مدرب الهلال بإصابة جديدة تزيد من الوضع تعقيدا، بإصابة سافيتش، ليستبدله جيسوس بعبدالله الحمدان، لكن الأخير لم يغير واقع تأخر الهلال.
خرج الهلال بأقل الخسائر أمام باختاكور، لكنها هزيمة أظهرت عدم قدرة جيسوس على مجاراة الظروف التي تواجهه، خاصة أن ردة الفعل التي كانت تنتظرها جماهير الزعيم عقب خسارة الفريق ضد الأهلي في الكلاسيكو بالدوري، وملامح الموسم المُحبط التي بدأت تخيم على مسار الأزرق.
قد يعجبك أيضاً



