لاوتارو مارتينيز.. من ظل ميسي إلى المهاجم الأول

قد تكون محظوظا بعض الشيء إذا كنت لاعب كرة قدم موهوب يحمل الجنسية الأرجنتينية ويجيد في أحد مراكز الدفاع أو خط الوسط المدافع، فلن تجد الكثير من المنافسة لحجز مقعد أساسي في صفوف راقصي التانجو.

أما إذا أجبرتك موهبتك على اللعب في الهجوم، فأنت على موعد مع منافسة جبارة ضد عدد كبير من النجوم المميزين.

وتشتهر الكرة الأرجنتينية بمواهب لا تنضب في الخط الأمامي، مما يجعلنا ندرك أن رحلة لاوتارو مارتينيز إلى مقعد المهاجم الأول لراقصي التانجو لم تكن سهلة أبدًا.

رهان دائم

أيام قليلة تفصلنا على انطلاق بطولة كوبا أمريكا في البرازيل، ودائمًا ما تتواجد الأرجنتين في قائمة المرشحين لنيل اللقب إلى جانب السامبا وأوروجواي وتشيلي.

لكن من يراهن على تتويج الأرجنتين يوجه أنظاره إلى خط الهجوم الذي يعج بالنجوم الأبرز في مراكزهم على مستوى العالم وليس داخل أمريكا الجنوبية فقط.

وحتى إذا نظرت إلى حراسة المرمى وخط الدفاع والوسط المدافع ووجدت أسماء عادية أو جيدة، لن تتغير نظرتك تجاه الأرجنتين ووضعها ضمن المرشحين لنيل اللقب، لأن الرهان الدائم يكون في المقدمة، وتحديدًا على ليونيل ميسي وشريكه الأبرز في الهجوم، الذي سيكون لاوتارو مارتينيز في نسخة 2021.

ظل ميسي

انضم لاوتارو مارتينيز لمنتخب الأرجنتين في 2018، وكان هجوم راقصي التانجو في ذلك الوقت يضم جونزالو هيجواين وباولو ديبالا وماورو إيكاردي وسيرجيو أجويرو وجيوفاني سيميوني وداريو بينديتو.

ورغم تواجد هذه الأسماء المميزة إلا أن لاوتارو شارك في العديد من المباريات الودية هذا العام، إلى أن حجز مقعدا شبه أساسي في كوبا أمريكا 2019 إلى جانب ميسي.

وظل يتردد في ذلك الوقت أن لاوتارو تفوق على الآخرين في هجوم الأرجنتين بناء على طلب ميسي، الذي نصح الجهاز الفني بأن يحصل نجم إنتر ميلان على مساحة أكبر للمشاركة.

ولم يلعب لاوتارو في ذلك الوقت إلا موسمًا واحدًا مع إنتر، كما أنه لم يكن أساسيًا في فريقه لعدد كبير من المباريات لحساب مواطنه ماورو إيكاردي.

المهاجم الأول

في موسمي 2019-2020 و2020-2021، أثبت لاوتارو قدراته مع إنتر ميلان، وأنه أحد أبرز مهاجمي العالم، حيث تطارده أندية ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي، وهناك من يجهز 100 مليون يورو للحصول على توقيعه.

انفجار لاوتارو على مستوى الفرق انعكس أيضًا على دوره مع الأرجنتين، حيث يسيطر الآن على مركز المهاجم الأساسي لراقصي التانجو في آخر عام.

حدث ذلك بعد أن تراجعت اللياقة البدنية لسيرجيو أجويرو، وفشل باولو ديبالا في إيجاد مساحة وانسجام في اللعب مع "البرغوث" ضمن تشكيلة واحدة، لدرجة جعلت نجم يوفي يُستبعد تمامًا من كوبا أمريكا المقبلة.

لاوتارو يشارك الآن أساسيا وبانتظام مع الأرجنتين، بسبب قدراته التي باتت واضحة للجميع، وإثباته أنه ليس مجرد مهاجم يشعر ميسي بالراحة في اللعب معه.