أصبحت دورة أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية 2016 في الوقت
أصبحت دورة أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية 2016 في الوقت الحالي حديث المجالس الافتراضية "وسائل التواصل الاجتماعي" لاقتراب موعد انطلاقها والتي ستكون في الخامس من شهر أغسطس المقبل، حيث تركز الحديث على موضوعين رئيسين هما، الرياضيين الروسيين الذين كادوا أن يستبعدوا كلياً من المنافسات بسبب فضيحة المنشطات، والمشاركة النسائية للبعثات العربية التي زاد عددها عن الدورة السابقة في لندن 2012.
النقاش في الموضوع الثاني كان أكثر نشاطاً من الموضوع الأول لأن مفهوم (الرياضة النسائية) في عالمنا العربي يسير بطريق وعر ومعقد بسبب عقلية "البعض" الذين لا يزالون يتعاملون مع المرأة بعقلية الستينات من القرن الماضي والتي ترفض كلياً بأن تكون للمرأة كامل الحقوق في المجال الرياضي أسوة بالرجال، ولكن الجديد في عقلية "البعض" بأنهم فاجأونا بتناقضاتهم الغريبة والغير مفهومة تجاه مفهوم الرياضة النسائية.
فقد انتشر في المواقع الرياضية خبر يتحدث عن لاعبة المبارزة الأمريكية المسلمة (إبتهاج محمد) التي ستشارك مع بعثة الولايات المتحدة الأمريكية في الأولمبياد مع محافظتها على حجابها الذي يغطي كامل شعرها، لتشهد خانة الردود على هذا الخبر ظهور العديد من الكلمات التي تثني على اللاعبة المحجبة مع الدعاء لها بالتوفيق والنجاح في منافسات ريو 2016.
ولكن لم نشاهد تلك الردود الجميلة في خبر آخر يتحدث عن مشاركة المرأة الخليجية والعربية في نفس المنافسات ونفس الحجاب الذي سيغطي شعورهن طوال منافسات الدورة، لنشاهد بدلاً منها التقريع والتشنيع تجاه اللاعبات العربيات لأنهن سيشوهن سمعة ووقار الحجاب بحسب وجهة نظر ردود فئة "عقول الستينات" والتي ختمت ردودها بنصح اللاعبات العربيات بالجلوس في منازلهن بدلاً من الركض أمام الرجال، وكأن الأمريكية إبتهاج ستركض أمام مدرجات نسائية فقط!
تناقضات "عقول الستينات" تعدت مجال الرياضة لتصل إلى المجال السياسي قبل بضعة سنوات عندما انتقدوا بشدة قرار حكومة عربية بتعيين أكثر من امرأة في مجلس برلماني لأن المرأة بحسب رأيهم "عورة" ولا يجوز جلوسها مع الرجال تحت قبة البرلمان الذي يهتم ببناء مستقل الوطن، ولكن نفس هذه العقول ترقص فرحاً وطرباً تجاه حجاب زوجة حاكم آسيوي والتي تجتمع مع الوزراء والنواب الرجال في غرفة واحدة!، ربما لأن تلك العقول تركز على لغة مرتدية الحجاب فقط!!
ختاماً.. تستعد حالياً اللاعبات الخليجيات والعربيات في معسكرات خارجية لكي يتمكنوا من تمثيل أوطانهن غير تمثيل في ساحات ريو البرازيلية الخضراء، مع تجاهلهن لتلك العقول المتناقضة التي ستكتفي بتشجيع الأمريكية إبتهاج!.