إعلان
إعلان

لأننا النشامى... سوف نعود حتما

ا.د. نخلة أبو ياغي
22 نوفمبر 202402:50
nakhlah abo yaghy

سيقضي الأردن شهور الشتاء الباردة كلها يفكر ماذا حدث في الشوط الثاني أمام الكويت ليخسر المنتخب الوطني الأردني سيطرته الكاملة على المباراة، لكن نقطة التعادل أمام الأزرق كانت عادلة بحكم المجريات خصوصا أن الشقيق الكويتي أبدى رغبة كبيرة في العودة فيما لم يتمكن مدربنا و لا لاعبونا من كبح جماح خصمهم.

ولأن كرة القدم هكذا تعتمد فيها النتائج على أدق التفاصيل فقد خسر منتخبنا أفضليته النسبية على خصمه العراقي بعد مباراة البصرة، و رغم أن العراق لم يمتع و لم يقنع لكنه على الأقل أخذ ما يريد من ملعب سلطنة عمان و من حقه أن يعيش شتاء دافئا في المركز الثاني حتى عودة المنافسات في العشرين من آذار القادم.

و لأن التصفيات ممتدة و لأن من يريد أن يحقق انجاز الوصول لكأس العالم عليه أن يتمتع بالنفس الطويل و الصبر و البناء الجيد فعلينا أن نقف خلف فريقنا و مدربنا و منظومتنا للوصول للهدف المنشود… و هذا لا يعني أن لا نشخص مكامن الخطأ و لا أن نوقف النقد البناء.

أمام الكويت أعاد منتخبنا خطأ مباراة الذهاب فلم ينجح بتحويل أفضليته الكبيرة في الشوط الأول لتقدم بفارق مريح يمكنه من التحكم في إيقاع اللقاء، ومنذ بداية الشوط الثاني ظهرت الأفضلية الكويتية جلية بدءا من التغيير التكتيكي الذي انتهجه بيتزي بوضع الكرات خلف ميسرتنا مرتين خصوصا ان ابو النادي لم يكن في أفضل حالاته وارتكب خطأين مؤثرين.

وظهر دفاعنا مرتبكا في بداية الشوط الثاني ولم يستطع العرب ونصيب القيام بتعديل تكتيكي لدرء الهجوم الكويتي السريع، فيما ظهر جليا أن احسان حداد غير قادر على مواكبة الايقاع و لم يكن ابراهيم سعادة مؤثرا في الوسط الذي شهد ثغرات واضحة حتى قبل الهدف الكويتي.

ويحسب لنجم الكويت محمد دحام الذي تألق أمام كوريا و كان من المفترض (على اعتبار أن كشافينا رصدوا مكامن خطورة الكويت) ان يقطع عنه الإمداد من لاعبي الارتكاز، يحسب له أنه اختبر الفاخوري مباشرة بعد دخوله بكرة ماكرة فاصطاد الحارس وهو لا يزال “باردا” لم يدخل جو المنافسة الملتهبة.

وللحق فلم يظهر خطنا الأمامي كما هو مأمول بل رأينا كيف تحسنت الأمور بدخول شرارة وبني هاني وربما احتاج فريقنا لدماء جديدة وأرجل نشيطة قبل ذلك بكثير وخصوصا في الميمنة. وللحق فقد نجونا من خسارة محدقة كانت ستحدث لو نجح الأزرق في انهاء الهجمات الخطيرة التي سنحت له.

لنهدأ الآن و نقييم الموقف… فبدلا من أن نسدد ديننا بخسارة نقطتين أمام الكويت على أرضنا، ضاعفنا الدين وخسرنا أفضلية نسبية كنا قد أستحققناها على منافسنا العراقي، وتبقى المجموعة مفتوحة على كل الاحتمالات خصوصا بعد تعادل فلسطين وكوريا (الفدائي قدم أداء أفضل منا على استاد عمان أمام الكوري)، كما أن عمان و الكويت قادرتنان على تعطيل أي فريق.

يتبقى أربع جولات وعلينا باختصار أن نماثل، على الأقل، نتائج العراق قبل الوصول للمباراة الحاسمة أمام أسود الرافدين في عمّان. طبعا أي تعثر للعراق سيخدمنا لكننا يجب أن نبقي الفارق بيننا و بين العراق 3 نقاط أو اقل قبل لقاءنا المباشر لنحتفظ بفرصة التأهل من عمان.

سنلاقي فلسطين في 20 آذار على استاد عمان ولا بد من الفوز في تلك المباراة، فيما ستلعب عمان في كوريا وسترتحل الكويت شمالا إلى البصرة في ديربي خليجي مثير. بعدها بخمسة ايام سيلعب العراق مع فلسطين غالبا في عمّان (من المنطق أن يحافظ الفدائي على استاد عمان كملعبه البيتي بسبب الدعم الجماهيري الكبير و أيضا لأن منتخبهم سيكون في عمان في آذار لملاقاتنا)، وعليه فتلك مباراة مهمة وعصيبة على العراق على ملعبنا والفدائي قادر على تعطيل العراق في عمّان (ولو أن العراق طبعا متخصص في انجاز المهمة حتى و لو لم يكن الأداء مرتفعا).

منتخبنا سيطير إلى سيؤول ليلاقي كوريا على أرضها و طبعا العودة من هناك بنتيجة ايجابية قد تعني كل شيء و تسدد كل ديوننا المتأخرة في هذه المجموعة، و من يريد التأهل لكأس العالم عليه أن يتجاوز الكبار و يحدث نتيجة “فارقة”. طبعا يتمتع العراق بأفضلية نسبية أخرى وهي ملاقاة كوريا في البصرة في الجولة قبل الأخيرة.

في حزيران لا بد من زيارة حارة لمسقط لكن تجاوز عمان مجددا ضروري للبقاء على خط المنافسة (العراق فعلها ذهابا و إيابا بأقل ابداع ممكن)، وعليه تبقى مباراة العراق على أرضنا في ختام التصفيات هي عربون التأهل المباشر، وهو ثمن عادل لتذكرة المونديال المباشرة وعلينا أن ندفعه، و ربما ان ندخل تلك المباراة والفوز مطلبنا أفضل من اللعب على فرصتي الفوز والتعادل، التي قد يتمتع بهما منافسنا العراقي.

خسرنا معركة لكننا لا زلنا في الحرب، والامور بخواتيمها، وإذا أردنا أن نصنع تاريخا جديدا فعلينا تعلم دروسنا وأن نعطي كل ما لدينا في كل دقيقة وفي كل ثانية، وستكون هذه مهمة السلامي واللاعبين الذين نحن خلفهم في التعثر قبل الانتصار…

نعم لعبنا شوطا ثانيا سيئا أمام الكويت في الكويت…  إذا أردنا المونديال فيجب أن نتعاهد أن هذا السيناريو المخيّب يجب أن يكون الأخير…

و لأننا النشامى… فحتما سنعود أقوى!

* محلل رياضي وأستاذ دكتور جامعي أردني

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان