EPAيظل لاعب كرة القدم الخليجي لغزا محيرا بسبب غيابه عن الملاعب الأوروبية كمحترف، مقارنة بباقي المحترفين العرب في أفريقيا او منافسه الاسيويين، حيث لم يكتب لأي تجربة خليجية النجاح في اوروبا باستثناء لاعب واحد فقط هو الحارس العماني علي الحبسي، صاحب أبرز تجربة خليجية في الاحتراف الحقيقي والفعلي مع ناديه ويجان الانجليزي.
وتملك الأندية الخليجية، التي يصل عددها الى 575 ناد، ما يقرب من 70 ألف لاعب بالفرق الأولى وبقية المراحل السنية، وفق إحصائيات الاتحاد الدولي، بينما المحصلة لتجربة الاحتراف الخارجي، هي لاعب واحد فقط محترف في الدوري الإنجليزي، هو العماني الحبسي، الذي بدأ تجربته الاحترافية منذ العام 2003 بالدوري البلجيكي.
وتدرج الحبسي في عدة دوريات وأندية، حتى انتقل إلى ويجان الإنجليزي الذي يلعب له حاليا، وفي إحصائية اخرى لعدد اللاعبين الآسيويين في الملاعب الأوروبية شملت هذه الإحصائية الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي والبرتغالي والهولندي والاسكتلندي والروسي والروماني والبلجيكي، حيث بلغ عدد المحترفين في القارة العجوز نحو 82 لاعبا من خمس دول، في حين غاب اسم اللاعب الخليجي عن الملاعب الأوروبية بدورياتها للدرجة الأولى بعد هبوط ويجان الإنجليزي الذي يلعب لصالحه العماني علي الحبسي.
وجميع التجارب الخليجية كانت تجارب سريعة جنت الفشل، وأضاعت مستقبل الأجيال التالية لها، كونها تركت انطباعات سلبية في أوروبا، أو عروض "وهمية" يتلقاها بعض اللاعبين كانت مجرد خدعة لخطف نجم ما من ناد منافس، عبر البحث عن محلل، ويكون عادة من أندية أوروبية متواضعة، وبالتالي تحولت أوروبا في نظر إدارات بعض أنديتنا إلى «كوبري» يعبر عليه اللاعب المراد ضمه.
ويستعرض موقع "كووورة" اسباب غياب اللاعب الخليجي عن الدوريات الاوروبية خلال النقاط التالية:
افتقاد اللاعب الخليجي للطموح والاحترافية وارتفاع دخله المادي
عندما تطلب من مدرب المفاضلة بين لاعبين برازيليين، أو أفارقة وبين لاعب خليجي، فمن المؤكد أنه لن يختار الخليجي، ورغم ان هناك لاعبون مميزون في دول الخليج وجميعهم دوليون وأصحاب خبرات وتجربة واسعة، ولكن المشكلة أن العروض التي يجدوها متاحة في الدوريات المحلية، مغرية بالنسبة لهم للبقاء، وعدم التفكير في الخروج لأوروبا كما أن طريق الاحتراف ليس مفروشاً بالورود.
فالأمر يتطلب ضرورة السفر لأوروبا منذ الصغر وخوض التجربة الاحترافية في سن مبكر، فاللاعب لو خرج لأوروبا في سن مبكرة يكون احترافه أسهل، بينما لاعبونا لا يفكرون في خوض تلك التجربة بجدية كافية.
وافتقاد اللاعب الخليجي للطموح على اعتبار أن ما يحققه اللاعب الخليجي في بلاده يلغي فكرة الاحتراف الحقيقي في أوروبا، كون المال الذي سيجنيه محليا سيجعله مرتاحا ويحقق ما يريد، بعيدا عن الخطوات الجبارة التي يسعى إليها اللاعبون الصغار في أفريقيا، وكذلك في شرق آسيا، حيث الرغبة في الحضور أوروبيا وإبراز مهارته كرويا أمام عشاق الكرة في القارة العجوز.
اللاعب "الخليجي" مدلل وغير جاذب لسماسرة ومدربي اوروبا
يعتبر اللاعب الخليجي، غير جاذب لأنظار المديرين الفنيين لمعظم الدوريات الأوروبية، رغم الموهبة التي قد تظهر عليهم، والسبب في عدم قدرة اللاعب الخليجي على تحمل طبيعة التدريبات المتبعة لديهم، بجانب كون اللاعب الخليجي يرغب في أن يعامل باعتباره نجماً على اعتبار أنه كذلك في ناديه المحلي، فضلاً عن عدم التزامهم بالنظام اليومي الصارم المتبع بالأندية الأوروبية مع لاعبيها.
ويعد اللاعب الخليجي مدللا وينتظر عرضاً مالياً كبيراً، رغم أن بدايات العقود في مثل هذه الحالات لا تزيد على المليون دولار للاعب وناديه، علاوة على ان اللاعب الخليجي «مدلل» لأنه يعيش الرفاهية، وليس هناك دافع كي يحترف، بجانب أن الثقافة الاحترافية لدى اللاعب الخليجي غير موجودة، وهي مهمة جدا في مسيرته في الملاعب.
التفكير في اندية كبيرة لا تتناسب مع امكانيات اللاعب الخليجي
عندما يبزغ نجم لاعب خليجي تكثر الشائعات حول انتقاله لتشيلسي او مانشستر او برشلونة رغم انه يستحيل ذلك مباشرة لاسباب احترافية ويجب على اللاعب الخليجي التفكير في البدء من دوريات أوروبية من الدرجة الثانية، مثل الدوريات في بلجيكا وسويسرا والنمسا واليونان وتركيا، وهي الدوريات التي يمكن أن تكون محطة أولى لإعدادهم فنياً وبدنياً، قبل مواصلة المشوار في بقية الدوريات الأكبر.
عدم التحمل والصبر من اجل المشاركة في المباريات
أكد الحارس العماني علي الحبسي في حوار تليفزيوني سابق انه عندما انتقل للدوري الانجليزي كانت الصعوبة في نوعية التدريبات، وهذا الدوري من الدوريات الأقوى في العالم، وبالتالي فإن الكثير من الأمور به كانت مختلفة، مقارنة مع العماني والنرويجي.
وقال :"بدأت وكأنني أبدأ مشواراً ومرحلة جديدة وصعبة مع كرة القدم، ولاحظت أن مرحلة الدوري الانجليزي تتطلب مني الصبر كثيراً، وكنت أعلم من أن وطأت قدماي انجلترا أنني لن أكون الحارس الأول سريعاً، أو الحارس الثاني، وعلى الرغم من أنني بدأت الحارس الثالث لم تهتز الثقة في نفسي، ويكفي للدلالة على صبري أنني جلست 3 سنوات احتياطيا في صفوف بولتون الانجليزي، ولكنني كنت أعلم بداخلي أن الفرصة سوف تأتي وثقتي لم تهتز أبداً".
واللاعب الخليجي ليس لديه الجرأة للسفر إلى بلد جديد، أو أن يتعلم أشياء كثيرة ولغة جديدة، والموضوع ليس كرة القدم، لأن اللاعب من الممكن أن يتأقلم مع خطط وتكتيك المدرب، طالما أنه يمكن الموهبة، ولكن الاحتراف في أوروبا ليس كرة قدم فقط، بل هو عالم وفكر آخر، بجانب الغربة، وعندما تعيش محترفاً، وتصبح كرة القدم مصدر رزقك، فعليك أن تكون موظفاً.
أزمة اللغة الاجنبية والتأقلم على الاجواء الاحترافية
80% من اللاعبين الخليجيين الموهوبين والمؤهلين للاحتراف في أوروبا، لا يجيدون التحدث بالإنجليزية بطلاقة ووضوح، وهو ما يعني ضياع فرص تأقلمهم في مجتمعات لا تعرف أي كلمة عربية، ولا يتحدث أهلها إلا لغات أجنبية.
ولا ينقص اللاعب العربي بشكل عام، والخليجي على وجه التحديد، المهارات الفنية، وهو قادر على المنافسة والتحدي مع أقرانه، الذين يلعبون في أوروبا، لكن المشكلة التي تواجه لاعبينا أنهم غير قادرين على العيش في أجواء احترافية، وهذا يعود لعوامل كثيرة، في مقدمتها النشأة والبيئة التي يعيش فيها، وإذا كانت هناك تجارب للاعبين في الملاعب الأوروبية، ولكن تبقى المشكلة في اللاعب الخليجي في عدم القدرة على التعايش في هذه الأجواء.
الاندية والاتحادات الخليجية السبب وراء التمسك بلاعبيها
تتحمل الاندية الخليجية مسؤولية فشل أبنائها في الاحتراف الخارجي، والسبب بسيط، حيث لا يوجد إنسان يضحي في بدخل سنوي وسيارات فارهة، وشهرة واسعة، ونجومية طاغية، دون أن يبذل مجهود يذكر، ثم يتجه إلى أوروبا ليبدأ من الصفر، ويدخل في تحديات يومية، ويتدرب لفترات قد تصل إلى 5 ساعات مقسمة على فترتين يومياً، بلا رحمة.
وتعتبر تعاملات الأندية الخليجية مع نظيرتها الاوروبية سيئة للغاية حيث تطلب انديتنا مقابلا ماديا مرتفعا نظير انتقال لاعبيها المحليين لأي من الدوريات الخارجية.ويجب أن تبادر الاتحادات وتسهل مهمة احتراف لاعبيها، بل وتسعى لتقليد النموذج الياباني التي تخرج لاعبيها إلى أوروبا والاتحاد الياباني هو من ينفق عليهم وهم صغار، حيث يتعلمون الاحتراف، ويحصلون على النتائج الإيجابية، وحتى لو لم ينجح اللاعب في أوروبا، فهو سيفيد المنتخب، لأنه سيكون قد عاش حياة المحترفين.
قد يعجبك أيضاً



