أعتقد أن الوقت قد حان لطرح هذا الموضوع الحساس الذي
أعتقد أن الوقت قد حان لطرح هذا الموضوع الحساس الذي يتحاشاه الإعلام العربي، وتحديداً الإعلام الرياضي، لأن الإعلام العربي لم يعد قادراً على تحمل "وجع رأس جديد" بعد أن توجع رأسه طوال 30 عاماً من القضايا السياسية التي أشعلت منطقتنا العربية ومنعتها من السكون والهدوء والتركيز على التنمية والازدهار.
أصبح طرح هذا الموضوع ملزماً ومهماً للغاية بعد لقاء منتخبي السعودية والعراق (23 أكتوبر) ضمن لقاء دور الثمانية من منافسات كأس أمم آسيا 2016 للشباب تحت 19 عاماً بمملكة البحرين والتي انتهت بفوز صعب للسعودية بركلات الترجيح، ليتأهل الأخضر إلى كأس العالم 2017 للشباب بكوريا الجنوبية، حيث حملت المباراة حساسية عالية جماهيرياً وإعلامياً بسبب أهمية خطف بطاقة التأهل العالمية، بجانب الحساسية السياسية التي فرضها أمر الواقع لتكون ساحات كرة القدم ضحية هذا الصراع المعقد.
قبل المباراة بيومين شهدت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها موقع تويتر، صراعاً طائفياً بين جماهير كلا المنتخبين الشقيقين، قبل أن يسكب بعض الإعلاميين الرياضيين من كلا الطرفين الزيت على النار، ليتصدر وسم "هاشتاغ" المباراة بعنوان (#السعودية_العراق) القائمة العالمية لوسوم موقع تويتر الذي خلق صراعاً طائفياً بفضل بعض الإعلاميين الفاقدين لشرف المهنة والباحثين عن الفتنة وإلحاق الدمار بمنطقتهم المسكينة عبر تغريداتهم السامة والبعيدة كل البُعد عن مباراة الشقيقين.
الحمد لله أن مباراة الشقيقين انتهت بسلام دون مشاكل بعكس مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت بعد المباراة إلى معارك ثأرية بين جماهير فقدت عقلها وروحها قبل أن تفقد أخلاقها، والأمر المحزن حقاً هو دخول بعض أعضاء الاتحادين السعودي والعراقي إلى هذه اللعبة الطائفية الخبيثة عبر نشرهم تغريدات استفزازية تطعن بمذهب الآخر، لنكون أمام دُعاة شر يكملون (بقصد أو دون قصد) مخطط تقسيم أمتنا العربية التي تعاني من الويلات والمآسي منذ ستينات القرن الماضي.
والأكثر ألماً أن بعض أعضاء كلا الاتحادين وأيضاً الإعلاميين الذين تولوا مهمة "دُعاة الشر" في تويتر لم يتجاوزوا سن 30، أي أنهم في زهور شبابهم، وهذا الأمر يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفاً من مستقبل منطقتنا عندما يكبر هؤلاء الدُعاة ويتولوا مناصب غير رياضية تتحكم بقوت يومنا!
ختاماً،، كونوا دُعاة سلام في الساحات الرياضية لأن هذه الساحات تعتبر الساحات الوحيدة التي نثق بها بعد أن فقدنا الثقة بالساحات السياسية التي أصبحت مأزومة بالطائفية والفتن، كونوا دُعاة سلام وانشروا ثقافة التسامح والمحبة والإخاء بين الشعوب العربية المسكينة التي فقدت السعادة والفرح منذ أكثر من 30 عاماً، كونوا دُعاة سلام حتى لا تحرقكم نار الطائفية التي للأسف حرقت الكثير من أبنائنا وبناتنا لأكثر من 30 عاماً.